مقاتلات صينية تحلق فوق الأهرامات.. في أول المناورات العسكرية المشتركة
بكين، 6 مايو (رويترز) – دوت أصوات الطائرات المقاتلة الصينية فوق الأهرامات المصرية، لتتردد أصداؤها عبر الشرق الأوسط، في إطار المناورات العسكرية المشتركة التي تختتمها بكين مع القاهرة، بهدف تقليص النفوذ الاستراتيجي الأمريكي في المنطقة المضطربة.
نشر الجيش الصيني، يوم الاثنين، مقاطع فيديو تُظهر طائراته السريعة، طائرات الهليكوبتر، وطائرات النقل وهي تحلق على ارتفاعات شاهقة فوق الصحراء الكبرى، مشيدًا بهذه التدريبات الجوية المشتركة باعتبارها إشارة قوية لتعميق العلاقات العسكرية وإعادة تشكيل التحالفات.
هذه المناورات تأتي بالتزامن مع التحولات السياسية في واشنطن، حيث يزداد تركيز الإدارة الأمريكية على الشؤون الداخلية في عهد الرئيس دونالد ترامب، مما يتيح للصين فرصة لتعزيز نفوذها في شمال إفريقيا من خلال استثمارات ضخمة في مشاريع أمنية.
“بينما تنظر مصر إلى ما هو أبعد من شراكتها التقليدية مع الولايات المتحدة، فإن حقبة جديدة من التعاون تحلق فوق سماء القاهرة”، جاء ذلك في مقطع فيديو بثّته شبكة CCTV الحكومية الصينية، مع مشاهد إقلاع طائرة نفاثة في الليل.
صحيفة غلوبال تايمز، التابعة للحزب الشيوعي الصيني، وصفت هذه التدريبات الجوية بـ”مناورات نسور الحضارة 2025″، معتبرة أنها أرست الأساس لتعاون عسكري واسع النطاق بين البلدين في ظل سعي مصر لتحديث معداتها القتالية، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن خبراء.
ويشير محللون إلى أن المناورات، التي استمرت لمدة 18 يومًا، لا تساهم فقط في تعزيز العلاقات العسكرية بين الصين ومصر، بل تمنح القاهرة فرصة لإثبات نفسها كقوة إقليمية رئيسية وسط اضطرابات متزايدة في المنطقة.
إريك أورلاندر، المؤسس المشارك لمشروع الصين والجنوب العالمي، يرى أن هذه التدريبات تحمل دلالات دبلوماسية كبيرة للصين، خاصة في الشرق الأوسط، حيث تفتح الباب أمام بيع معدات عسكرية متطورة تشمل الطائرات بدون طيار والصواريخ والأسلحة الخفيفة.
ويحذّر أورلاندر من أن تغيير أنظمة المقاتلات النفاثة يعدّ خطوة مكلفة جدًا، وقد تدفع واشنطن إلى فرض قيود على الدعم العسكري لمصر إذا زادت مشترياتها من التكنولوجيا الصينية.
في المقابل، الولايات المتحدة، الشريك الأمني الرئيسي لمصر وإسرائيل والأردن ودول الخليج منذ أواخر السبعينيات، قامت بالفعل بخفض التمويل الأجنبي بشكل كبير في عهد ترامب، مما أثر على النفوذ الأمريكي في المنطقة.
ومع تصاعد أزمة غزة في الشمال الشرقي، واحتدام العنف العرقي في السودان جنوبًا، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي في ليبيا غربًا، تجد مصر نفسها أمام تحديات أمنية على ثلاث جبهات مختلفة.
وفي ظل هذا المشهد المضطرب، تعهدت الصين باستثمارات جديدة بمليارات الدولارات في مشاريع تشمل مرافق تصنيع الأقمار الصناعية في مصر، القادرة على إنتاج معدات مراقبة ذات تصنيف عسكري.
وفي ختام التدريبات، أكد سلاح الجو الصيني أن هذه المناورات تمثل “نقطة انطلاق جديدة وعلامة فارقة في التعاون العسكري بين البلدين”، مما يشير إلى احتمال توسيع التعاون الدفاعي بين بكين والقاهرة في المستقبل.