أزمة ضمير

أزمة ضمير
من أكثر الأشياء المؤلمة هو ضياع المعنى، و المضمون، وهذا صار متداولا الآن بكثرة داخل أروقة الفيس، و دهاليزه.
قديما كنا نعتز ببعض الأقوال من الشخصيات التى أثرت حياتنا بمقولاتها الحكيمة ،و التى لا يمكن لأى مَن كان أن ينسبها لنفسه أبداً مهما
حدث، و إلا تم كشف زيفه ،و خداعه.
فهذه من طاغور ،و تلك لمصطفى كامل ،و أخرى لابن حزم،كل الأنماط الفكرية، و من كل أنحاء العالم بقيت منسوبة لقائلها؟
بالرغم من عدم تواجد حقوق ملكية فكرية
أو مواقع إلكترونية، أو شهر عقارى ليسجل إسم صاحبها.
احتفظنا بتراثٍ كبير من الشِعر جاهلى ،و ما قبله ،و من كل التنحاء منه ما كُتب عنه (لشاعر مجهول) من شدة الأمانة الادبية،و ما نسبه الناقل لنفسه أبدا.
و الأن فى هذا العصر الأكثر رُقيا ،و علما، و تكنولوجيا ،ما عاد أحد يأتمن أحدا على حرف من حروفه.
و نشأ جيل لا يفقه معانى اأقوال فهو يقتبس المقولات دون أن يعمل بها ،دينية كانت أو سياسية فهى مجرد جذب اِنتباه بشعارات جوفاء.
نادرا هم ذَووا العقول النيرة التى تفعل ما تقول أو بما تقول.. و تاهت الأحرف، و مات صاحبها، و تفرقت حروفه بين القبائل.
تُرى
=====ما سبب هذه التصرفات، و لأى مدى سنصل بهذه الأحوال ،دوما أُذيل حروفى باسمى ،و توقيعى لذا ما لا أكتب عليه اسمى
فهو منقول بلا جدال.
هكذا يعرف المقربون،و منذ فترة وضعت القارئ فى اختبار بنشر نصاً ليس لى،و إذا بالقراء انقسموا، منهم مَن ظل يعلق بإعجاب
و تقدير فحزنت ،و كدت أصرخ نفاق،و منهم من قال ليس أسلوبك أين توقيعك؟؟؟
و هنا تكمن السعادة عندما تستطيع أن تكون ذو بصمة أتت من جمال من يراقبونك،ممن يتابعونك
فهذا النجاح الحقيقى الذى ينشده الكاتب لذاته به يفتخر ،و يسعد لأنه صان الحرف فصانته الكلمات.
البقاء ليس سهلا ،و كذا الإحترام، من السهل أن تكون محترما،لكن المهم أن تفرض على الآخرين احترامك هذه هى الخطوة الأصعب!!!!
أزمة ضمير
بقلم جهاد نوار
عضو اتحاد كتاب مصر

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!