في عالمٍ يزداد تحديًا، تتعاظم المسؤوليات تجاه الأطفال، فهم الأمل المشرق وأساس المستقبل، يحتاجون إلى بيئةٍ آمنةٍ تضمن لهم النمو السليم والحماية من أي مخاطر تهدد براءتهم.
من هذا المنطلق، شدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أن حماية الأطفال ليست مجرد واجب اجتماعي، بل هي مسؤولية دينية ووطنية وإنسانية، تتطلب تضافر جهود الجميع. فقد أكد المركز ضرورة العمل المشترك لضمان بيئة تُنمي الثقة والأمان في نفوس الأطفال، فهم الركيزة التي ستبني مستقبل المجتمع.
لكن التهديد الأكبر الذي يعصف ببراءة الأطفال هو آفة التحرش والاعتداء البغيض، والتي تترك آثارًا نفسية عميقة في نفوسهم قد تستمر مدى الحياة. لذلك، أطلق المركز حملة توعوية عبر صفحته الرسمية على “فيس بوك”، موجّهة إلى الآباء والأمهات والمعلمين، محذرًا من خطورة هذه الجريمة النكراء، وداعيًا إلى اليقظة واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأطفال، اقتداءً بحديث النبي ﷺ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» [متفق عليه].
تحذيرات مركز الأزهر للفتوى لأولياء الأمور بشأن التحرش بالأطفال
إلى الآباء والأمهات.. سياج الأمان الأول:
▪️ كونوا الحصن الحامي لأطفالكم، امنحوهم الأمان والحنان والدعم المستمر.
▪️ اغرسوا فيهم الثقة بكم، ليشعروا بأنكم ملاذهم الآمن في كل موقف.
هذه الجهود تأتي في سياق تحقيق الأمن المجتمعي وحماية الأجيال القادمة، مما يستوجب على الجميع التحلي بالوعي والمسؤولية.
في ظل التحديات التي تواجه الأجيال الصاعدة، يجب تعزيز ثقافة التواصل الآمن مع الأطفال، وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بحرية مسؤولة، والاستماع إليهم باهتمام وتفهّم، مع التفاعل الإيجابي الذي يوجّه سلوكهم نحو الأفضل.
إرشادات للوالدين لحماية الأطفال:
- غرس الثقة في الأبناء وتعزيز شعورهم بالأمان داخل الأسرة.
- تعليمهم مفهوم الخصوصية وكيفية احترامها والحفاظ عليها.
- توعيتهم بحدود العَورة وضرورة غضّ البصر بلغة بسيطة يفهمونها.
- تعريفهم بأهل الثقة الذين يمكنهم اللجوء إليهم عند الحاجة.
- متابعة سلوك الأطفال في الواقع والعالم الافتراضي، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.
- الحذر من الألعاب الإلكترونية المشبوهة التي تستهدف تشويه القيم والأخلاق.
- مراقبة أي تغيّرات مزاجية أو سلوكية قد تشير إلى تعرضهم لموقف غير آمن.
إلى الأمهات.. كونوا عين الرعاية الساهرة:
يجب الانتباه إلى أي تغيرات غير طبيعية في سلوك الطفل، مثل العزلة المفاجئة، العصبية، الخوف غير المبرر، صعوبات النوم أو الأكل، أو ظهور سلوكيات غير مناسبة لعمره. هذه العلامات قد تكون مؤشرًا على تعرضه لموقف غير آمن، لذا من الضروري التفاعل معه بحنان وثقة لضمان شعوره بالأمان والقدرة على التعبير بحرية دون خوف.
إلى المعلمين.. أنتم حصن الأمان للنشء:
المعلمون يلعبون دورًا رئيسيًا في حماية الأطفال من خلال:
- خلق بيئة مدرسية آمنة ومحفّزة يشعر فيها الطلاب بالطمأنينة.
- إدماج رسائل تربوية في المناهج لتعريف الأطفال بحقوقهم وكيفية حماية أنفسهم.
- تدريب الكادر التعليمي على التعامل مع حالات الإفصاح أو الاشتباه واتخاذ الإجراءات المناسبة.
- الحفاظ على قنوات تواصل مفتوحة مع أولياء الأمور لمتابعة أي تغيرات مقلقة في سلوك الطلاب.
حماية الأطفال واجب ديني، وطني، وإنساني، ويتطلب يقظة مستمرة وتعاونًا شاملاً بين الأسرة والمدرسة والمجتمع لضمان نشأتهم في بيئة آمنة وصحية تضمن لهم مستقبلًا أفضل.