حرف من روحي
بقلم .حنان الهواري
حرف من روحي
ماذا لو منحتني الحياة بعضا من جمالها المزعوم.
فإبتسمت لي ومنحتني قلبا يكن لي موئلا .
تطعمني من بر الحب .
تسقني من حلو أيامها شرابا، تثمل به روحي . وأنتشي بسحرها.
روحا تسكنني، أحيا بها وتحييني، أعشقها وتتماهي في، تلبي شوقي دون نداء وتحتوي كلي بصمت .
أينع وأثمر بين ربوعها
روحا بها مس من جنون .
فلا طاقة لي، بحديث العقلاء، الذين يعاقرون حياة باهتة، يبتلعون أيامها كدواء مر المذاق، كطالب ينجز فروضا لمادة يبغضها.
أولئك الذين لا يفرقون بين الألوان، لا يستمعون للموسيقى، ولا يدمنون رائحة المطر، رائحة اليود المنبعثة من مياه البحر، ولا تهتز قلوبهم طربا لإرتطام الموج بالشاطئ وغرق الشمس في حضن البحر وقت لغروب ،أولئك المثاليون الذين تنام أحلامهم في صناديق مغلقة ويقصون أجنحة خيالهم فلا تسري إلى ضلوعهم لذة الدفء بين حنايا الحب .
ماذا لو منحت حبا، لا أنتظره ولا أخطط للحصول عليه. بل يصطدم بي في أحد الشوارع، أو الحافلات، نتشاجر ويرمق بعضنا بعضا،فتسقط أرواحنا في عمق الآخر كصخرة في يم، ثائرة أمواجه، أغرق فيه ويبتلعني.
وحينها لا نجاة أكتشف به نفسي وأتعرف على حياة أخرى لم أكن أعرفها، فقد تمخضت من روحي وروحه، روحا ثالثة تجمعنا معا .
تختنق روحي في البعد عنه كزهرة قد تزاورت عنها الشمس ، فانثنى عودها وذبلت أوراقها.
حبا يذيب هذا الجليد المتراكم داخلي. يمنحني دفئا صباحيا في نهار شتوي مشمس.
ضمة إحتواء في ليل نتسامر فيه، على أنغام نعزفها معا.
كلمات غير مرتبة، ولحن غير منضبط.
وعلى وقع اصطكاك كفوفنا، نصنع لحنا نتمايل عليه طربا. نشوة تتفتح لها خلجاتي، كورود قد داعب الندى جفنيها فتفتقت.
حبا يمنحني أجنحة، فيصحبني في جولة نحو السماء.
نطير بأجنحة الخيال، فنمتطي صهوة السحاب ونلمس وجنات النجوم اللامعة ونصافح بأعيننا وميض القمر فيبتسم ويمنحنا ابتسامة تتلألأ في أعيننا .
روحا تحبني بطفولتي المزعجة ،بأفكاري المجنونة ،بمزاجيتي المتقلبة بهذا القلب المائج، كبحر تضرب أمواجه الشاطئ بصخب .
بنزعتي الرومانسية، وحساسيتي المفرطة، بهذا الجنون الذي يحتلني كمس يزلزلني .
نرسم الحب على نهج الطبيعة، شئ قدري لا يخضع لعقل أو منطق، كشلال ينحدر من قمة جبل ، يصطدم بالأرض يحفر فيها مجراه، يفرض وجوده على ما حوله، تنتعش الأرض وتخضر يخلق فيها حياة، نقشت بإسمه، كطلوع الشمس؛ لتقشع ظلمة الليل، كإرتطام سفينة بجبل جليدي وغرقها فيه، ميلاد طفل بعد مخاض عسير . بداية الحياة بنا وكأننا أولها، بدأ الخلق من خلالنا .
هو آدمي وأنا حواؤه.
اترك تعليقاً