حي اليهود

حي اليهود

حي اليهود

بقلم ..رزق جادو
مصر .. دمياط

 منذ زمن ليس بعيدا كان يوجد حي من احيائنا الشعبية . الجميلة يتميز بموقعه الحيوي في بلادنا العزيزة كان يسمي حي الأحلام . سكانه كلهم طيبون يعيشون علي الحب والألفة مرتبطين بعضهم ببعض ولايقبلون أحدا غريبا يسكن حيهم مهما كان . لكن تغير الحال عندما مرض رجل من اهل الحي مرضا شديدا جدا أقعده عن العمل .. وكان يحتاج لعلاج كثير ومال كثير لزوم الحياة المعيشية له ولزوجته واولاده . وطال المرض واضطر أن يقترض مرة تلو الأخري حتي وصل الأمر به أن يرهن منزله .. عند رجل في المدينة يعمل ساعاتي كان معروفا عنه انه يقرض الناس المال مقابل رهن منازلهم وبعد رحلة العناء مع المرض مات الرجل وبدأ الساعاتي يطالب بنقوده اويعرض المنزل للبيع لكي يأخذ نقوده فطلبت منه زوجة المتوفي . أن يمهلها شهر لكي تعرض المنزل علي أهل الحي فهم أحق بشرائه .. خصوصا أنها تعرف طباعهم وهي أنهم لايقبلون أحدا غريبا ليس منهم يسكن حيهم .. وبالفعل عرضت المنزل علي أهل الحي لكنهم رفضوا أن يشتروه ورفضوا أيضا أن يساعدوها في سداد قرض الساعاتي أو يجدوا لها أي حل .. وكان كل مايتقدم أحدا لشراء المنزل يكرهونه فيه ويقولون له أنه منزل شؤم .. ومر الشهر المهلة الذي طلبته الزوجة من الساعاتي .. واضطرت أن تذهب إليه لتطلب منه أن يعرض المنزل للبيع وبالفعل أحضر لها مشتر وتم البيع وأخذ نقوده .. و أعطاها باقي ثمن المنزل ثم ذهبت إلي الحي وأخذت أمتعتها واولادها وتركت المنزل مغلقا تركت للمشتري المفتاح عند الساعاتي وذهبت باولادها إلى حي أخر يوجد به اهلها .. لكي يحافظوا عليها هي واولادها .. وظن أهل الحي جميعا أنها ذهبت هي وأولادها إلي حي أهلها كي تعيش معهم .. ولم يخطر ببال أهل الحي أبدا . أنها باعت المنزل .. وبعد يومين كانت الكارثة الكبري عندما علموا أن المنزل تم بيعه وكانت الكارثة الأكبر التي زلزلت الحي بأكمله .. هي أن الذي اشتري المنزل رجلا يهوديا .. فقامت الدنيا ولم تهدأ وذهبوا جميعا إلي المشتري وعرضوا عليه أن يشتروا منه المنزل بأي ثمن .. لكنه رفض ووصل ثمن المنزل إلي ثلاث أضعاف الثمن الذي اشتراه به لكنه رفض أيضا وتأكدوا أنه لن يبع المنزل وبدأوا يفكرون .. ماذا يفعلون مع هذا اليهودي .. وعرض أحدهم عليهم فكرة .. وهي أن يسلطوا عليه أولادهم الصغار وكل أطفال الحي لكي يقوموا عليه كلما شاهدوه بالتهليل والتطبيل والسب والسخرية والشتائم بطريقة تشبه الزفة حتي يفكر أن يترك المنزل أويبيعه وبالفعل تجمع اطفال الحي جميعا وكانوا في استقباله وهو داخل المنزل .. وصنعوا له زفة رهيبة بالتهليل والتطبيل والسب والشتائم والسخرية وتظاهر اليهودي بالهدوء وأدرك الحيلة .. وفكر أن يفسدها علي أهل الحي وفي اليوم التالي عمل حسابه لذلك الأمر وقام بفك مبلغ فئة الخمسة جنيهات الي فئة العشرة قروش .. ووضعهم في جيبه وذهب إلي المنزل وكانت الاطفال كلهم في استقباله وقاموا بتلك الزفة المعروفة .. فابتسم لهم اليهودي ونادى عليهم وكانت المفاجاة عندما وضع يده في جيبه وأعطي كل طفل منهم عشرة قروش .. والغريب أنه طلب منهم أن يفعلوا معه مثل مايفعلون كل يوم .. وهو سوف يعطي لكل واحد منهم يوميا عشرة قروش .. واستمر الحال لمدة أسبوع تقريبا … وفي يوم وهو راجع من عمله إلي منزله كانت الاطفال كلهم في استقباله وقاموا بالزفة المعتادة بالتهليل والسب والشتائم لكنه هذه المرة .. دخل الي منزله ولم يعطيهم المبلغ المعتاد .. فغضب الاطفال غضبا شديدا جدا ونادوا عليه وسألوه لماذا لم تدفع لنا مثل كل يوم .. فقال لهم انا لم اعطيكم شئا بعد اليوم .. فغضب الاطفال كلهم وقالوا له .. وإحنا ايضا لن نقم بالتهليل والتطبيل والشتائم والسب لك بعد اليوم ….. وبعد ذلك أحضر اليهودي أهله وأقاربه ليعيشوا معه في المنزل وبدأوا يدخلون ويخرجون وينتشرون في الحي وأهل الحي يتعاركون معهم باستمرار لكن اليهودي وأهله كانو ا يتحملون وبدأ اصحاب المنازل الملصقة من منزل اليهودي يتضايقون .. ويزهقون .. و بدأوا ببيع منازلهم وطبعا كان من يشتري منهم يهود ..ثم توالي البيع منزل تلو الآخر وكان المشتري من اليهود وأصبح أكثر سكان الحي هم اليهود .. واصبح يسمي
حي اليهود ..

هذه القصة من المجموعة القصصية للمؤلف
الحلال المكروه

 

Comments

رد واحد على “حي اليهود”

  1. […] إلى أن تعودي لأني أحبك علمت نفسي أحب بقلبي وروحي وحسي أعيش ملاكا مع أني إنسي وأنسي النبيذ وأكسر كأسي كأني علي الأرض […]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!