لغة العيون
بقلم . الشاعر. خالد مصطفى
لغة العيون
عين الفطيم تكلمت
لما رأت عينا ترق لحالها
قالت لها :
هل أنت أمى؟إنني
في كل عين أستشف وجودها
فلعلها يوما تحن لمرقدي
فتضمني في حضنها
بجناحها وحنانها
إني ذبحث لفقدها
فبدونها كل الحياة كئيبة
فالحزن يأكل فرحتي
واغتال في طفولتي
أين العطوف؟ فإنني
لا أبتغي إلا حرارة صدرها
إني أتوق لدفئها
أنا لست أرجو غير أم في الحياة تصونني
من غدر أيام إلى نار الجحيم تشدني
أمى العطوف : إلى متى تتجنبين براءتى ؟
هل تسعدين بوحدتى ؟
أنت لست طفلا إنما نبت العذاب مع الضنى
يا ويلتى….
إن لم تكونى أنت سر ولادتى فلمن أبوح بحسرتى ؟
أماه أين ولدتنى؟
وأنا ابن من؟
هلا أجبت على تعيس منذ أن
جعلوا الحياة لباسه
أأنا ابن يتم؟ من أنا؟
عيناك تأبى أن تجيب أإننى
طفل الخطيئة فى ثياب طاهرة؟
قولى نعم
فلقد رأيت مع الدموع الثائرة
لقيط من بيوت ماخرة
لا تكذبي. قولي نعم
فالعين تفضح ما بها
قولي لأمي إنني أبكي دما
ورسالتي
تلك الدموع الحائرة
أرسلتها
وأتى
لتخاطب القلب الذي
عشق الهوى
يا من حملت كآبة في بطنها
حملتني في لذة موقوتة
فتفجرت في ظلمة
إنسانا
شريدا عن أبيه باحثا
أفلم يزل في بحره هيمانا؟
ذئب أبي، أو كافر
قد يزدري التلمود والإنجيل
والقرآنا
فيروض الفتيات في أكنافهن
رهانا
قد فاق في أفعاله
الشيطانا
أنا لا أشك دقيقة في أنه
مازال في الغيبوبة سكرانا
يا من حملت ضآلة وحقارة
ووضعتني طفلاً وضيعا ضائعا
فوق الحثالة
إنني لم أعص من الجنين ببطنها
كنت طفلاً
طائعا
ما ذنبه؟
لم يعص أمرا للأمومة في الحشا
هل يا ترى كانت يداك مطيعتين لقسوة
أحملتني في جرة
أم في ثياب رثة؟
ألقيتنى وسط العراء
فلم أجد إلا الظلام رداء
وتنفست رئتاي
ظلم أمومة وأبوة
لم يعرفا
غير السفاح رواء
هل مات قلبكما معا حتى تعيشا في بعاد
عن دمى
أشربتما منى الكؤوس دواء
بتعاستي تستنشقان هواء
هذا الهواء ملوث ومسمم
سيطارد العشاق
يقتل من غوى
فلقد هوى من عاش عبدا للهوى
نظرت إليه عينها
وتلألأت بدموعها
قالت له:
يا ليتني قد كنت أمك
إننى لا أنجب
حكم الإله بأن تكون خطيئة
لأب وأم في ثياب رذيلة
عاشا الحياة سفاهة
قد كنت أنت ضحية
لكن ستصبح مهجتي
ستكون لي نعم الولد
وجرت إلى ذاك المدير تزفه
خبرا سعيدا إنها
ترجو الغلام لكى يكون
ربيبها
وطبيبها
وحبيبها
اترك تعليقاً