أخلاق القرآن
د. محمد مختار جمعة
ديننا دين مكارم الأخلاق، ورسالة نبينا صلى الله عليه وسلم جاءت لتتمم مكارم الأخلاق، وقد سئلت أُمُّنَا أم المؤمنين السيدة عائشة -رضى الله عنها- عن أخلاق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم فقالت: «كان خُلُقُه القُرآنَ».
هذا وقد أمرنا القرآن الكريم بالصدق فقال سبحانه : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين»، وأمرنا بالأمانة فقال سبحانه:«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا»، ونهانا عن الخيانة فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ»، وأمرنا بالوفاء فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ»، وقال سبحانه:«وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا»، ونهانا سبحانه وتعالى عن نقض العهود والمواثيق فقال: «وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ»، ونهانا عن السخرية والتندر بخلق الله أو التنمر بهم فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ».
فما أحوجنا للاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جعل هذه الأخلاق العظيمة منهج حياة لنا لنسعد فى الدارين.