الخصائص العامة للتشريع الإسلامي
اعداد. محمد أحمد عبد الله
الجمعة ٨/٩/٢٠٢٣
لا شك أن الشريعة الإسلامية تستمد سمّوها وجلالها من عظمة مصدرها وهو الله سبحانه وتعالى.
وقد تتبع الدارسون الخصائص العامة للتشريع الإسلامي واتفقوا على عدة خصائص ومميزات وهي:
أولا الربانية: فأحكام هذه الشريعة ومبادئها وأنظمتها مستمدة من كتاب الله تعالى الذي ” لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد” ( فصلت: ٤١,٤٢) ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كما قال الله تعالى” وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي ( النجم: ٣,٤)
ثانيا الشمول: فهي شريعة شاملة بأحكامها وأنظمتها ومبادئها وآدابها لكافة جوانب الحياة ، ففيها ما يتعلق بالعقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات و الأحكام الجنائية والنظم الاجتماعية والعلاقات الدولية وغير ذلك قال تعالى ” ما فرطنا في الكتاب من شيء” (الأنعام: ٣٨)
رابعا: العالمية: فهذه الشريعة ليست مخصوصة بجنس معين أو مكان معين أو لسان معين أو لون معين وانما هي منهاج للبشرية كلها ، قال تعالى: ” وما ارسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ( سبأ:٢٨)، وقال تعالى* وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين ( الأنبياء: ١٠٧)
التوازن والوسطية: فهذه الشريعة متوازنة في النظرة إلى الإنسان بشقيه: الروحي والمادي ، كما قال تعالى ” فإذا قضيت الصلاة فانتشرو في الأرض وابتغوا من فضل الله….( الجمعة: ١٠) متوازنة بين الدنيا والآخرة”:وابتغ فيما اتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا (القصص: ٧٧)
خامساً: الواقعية: فهذه الشريعة تتعامل مع الحقائق والوقائع لا الخيالات والخرافات ؛ ولذلك فإن أحكامها قد تتغير بتغير الحقائق والوقائع على الأرض ، ولذلك فهي تتناسب مع طاقة الإنسان وقدرته ، قال تعالى ” لا يكلف الله نفساً إلا وسعها…( البقرة: ٢٨٦).
سادساً: اليسر ورفع الحرج، فهذه الشريعة جاءت باليسير ، ورفع الحرج ، فليس فيها ما يعجز عنه الإنسان وليس فيها ما يحمل الإنسان فوق طاقته قال تعالى” يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ( البقرة: ١٨٥)