بلال الحبشي.. صوت الحرية يعلو فوق الكعبة يوم الفتح
في يومٍ خالد من أيام الإسلام، دخل النبي محمد ﷺ مكة فاتحاً في العشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة، ومعه عشرة آلاف من الصحابة. كان ذلك اليوم إعلاناً لانتصار الحق على الباطل، والتوحيد على الشرك، والحرية على الاستعباد. ومن أبرز مشاهد هذا الفتح العظيم، تكريم النبي ﷺ لمؤذنه بلال الحبشي رضي الله عنه، الذي تحوّل من عبدٍ معذَّب عند أبواب الكعبة إلى رمزٍ للعزة وهو يؤذن فوقها.
تفاصيل الحدث
- بعد أن طهّر النبي ﷺ الكعبة من الأصنام، دعا بلالاً ليكون الوحيد الذي يصلي معه داخلها، في مشهد يرد له اعتباره أمام قريش التي كانت تعذبه عند أبوابها.
- ثم أمره أن يصعد على ظهر الكعبة ليؤذن لصلاة الظهر يوم الفتح، فحمله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما حتى ارتقى فوقها، ورفع صوته بنداء التوحيد.
- جاء في سيرة ابن هشام نقلاً عن ابن إسحاق:
“أمر رسول الله بلالاً أن يؤذن يوم الفتح على ظهر الكعبة، فقام المشركون ينظرون إليه ويقولون: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذناً؟”
- وذكر الطبري في تاريخه:
“لما أذن بلال فوق الكعبة، قال بعض قريش: لقد أكرم الله بلالاً، ولو قال لنا أحد هذا قبل الفتح لقلنا مستحيل.”
الجدول الزمني لأحداث الفتح
| التاريخ (هجري) | الموافق (ميلادي) | الحدث |
|---|---|---|
| 10 رمضان 8هـ | 31 ديسمبر 629م | خروج النبي ﷺ من المدينة ومعه عشرة آلاف من الصحابة. |
| 12 رمضان 8هـ | 2 يناير 630م | وصول الجيش إلى مرّ الظهران، وإشعال النيران ليلاً لإظهار القوة. |
| 13 رمضان 8هـ | 3 يناير 630م | لقاء العباس مع أبي سفيان وإسلامه بعد أن رأى قوة المسلمين. |
| 17 رمضان 8هـ | 7 يناير 630م | تحرك الجيش نحو مكة، وأمر النبي ﷺ ألا يقاتل إلا من قاتلهم. |
| 20 رمضان 8هـ | 10 يناير 630م | دخول النبي ﷺ مكة، تطهير الكعبة من الأصنام، وأذان بلال فوقها. |
| بعد الفتح | — | إعلان العفو العام: «اذهبوا فأنتم الطلقاء». |
الدلالات التاريخية
- المساواة: رفع بلال فوق الكعبة كان إعلاناً عملياً أن الإسلام لا يفرّق بين عربي وأعجمي، ولا بين أبيض وأسود إلا بالتقوى.
- إذلال الشرك: الأذان فوق الكعبة أغاظ المشركين الذين كانوا يظنون أن السيادة ستظل حكراً عليهم.
- تخليد بلال: صار بلال رمزاً للثبات على الحق، وصوته في الأذان يوم الفتح بقي علامة فارقة في تاريخ الأمة.
إن مشهد بلال الحبشي رضي الله عنه وهو يؤذن فوق الكعبة يوم الفتح، لم يكن مجرد حدث تاريخي، بل كان إعلاناً عالمياً أن الإسلام دين المساواة والكرامة، وأن صوت الحق يعلو دائماً فوق كل الأصنام والقيود.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تغطية مستمرة على مدار الساعة من منصة “غرد بالمصري”:
تابع أحدث الأخبار والتقارير في جميع الأقسام: