“تعويذة قلب”
كتب. سامي دياب
في ديوانها الشعري الجديد الذي حمل عنوان “تعويذة قلب” تقدِّم لنا الشاعرة التونسية بسمة المرواني رؤيتها في لغة ليست مهادنة ولاتعرف الخوف أو التردد، فمتى أطلقت الذات بوحها فهي تطلق أشرعتها فى وجه الريح، تجيد المراوغة في أحيان كثيرة، وعندما تريد أن تهدئ من سطوة الذات تأخذها إلى عالم الماضي الجميل، كحل موضوعي لاحتدام الصراع مع الواقع.
بل وتفلح «المرواني» وببراعة في إكساب نصوصها هالة من القداسة، بالاحتماء تارة وراء توظيف بعض الرموز كآلهة الإغريق، وتارة أخرى يتم استدعاء بياض الياسمين والمواقف النبيلة إلى المشهد الشعري.. ولعل ما أنضج التجربة الشعرية في ديوانها وبشكل ملفت، مقدرتها الفائقة على إجراء تلك المزاوجة ما بين لغة فلسفية تتبنى الصور الذهنية، ولغة شعرية أخرى أكثر نعومة تتبنى صورًا رومانسية مدهشة، وكل ذلك ينصهر في بوتقة النص المحظوظ بهذا النسيج المُهجَّن، لكن تبقى الحالة الشعرية عند بسمةالمرواني دائمًا مُحلِّقة في السماء ومشتعلة، لا تعرف السكون.