الأمم المتحدة تدين العملية الإسرائيلية: تهجير غير مسبوق في الضفة الغربية

nagah hegazy
nagah hegazy

تهجير غير مسبوق في الضفة الغربية ..نزوح حوالي 40 ألف فلسطيني

طفل صغير يحاول تدفئة نفسه بملابس شتوية بينما تضرب العواصف غزة.

أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة التصعيد الحاد في العملية الإسرائيلية التي تجري شمال الضفة الغربية، داعياً إلى الوقف الفوري لهذه الموجة الخطيرة من العنف والنزوح الجماعي.

وأشار المكتب إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت منذ بدء العملية في 21 يناير 44 فلسطينياً، بما في ذلك عدد من المدنيين غير المسلحين. تشمل المحافظات المتأثرة جنين وطولكرم وطوباس وأربعة مخيمات للاجئين، مع الإبلاغ عن حالات عديدة لأشخاص لا يشكلون أي تهديد للأمن.

من بين القتلى، ذكرت تقارير الأمم المتحدة وفاة خمسة أطفال وامرأتين، بما في ذلك سندس شلبي البالغة من العمر 23 عاماً، التي قُتلت أثناء محاولتها الفرار مع زوجها من مخيم نور شمس للاجئين يوم 9 فبراير، حيث أُطلق النار على سيارتهما. التحقيقات الأولية من الجيش الإسرائيلي أشارت إلى أنه لم يكن لدى سندس وزوجها أي أسلحة، ولم يكونا يمثلان أي تهديد.

كما أشار التقرير إلى مقتل صدام حسين رجب، البالغ من العمر 10 سنوات، في حادثة إطلاق نار في طولكرم، مما يعكس نمطاً متزايداً من الاستخدام غير القانوني للقوة في الضفة الغربية.

في سياق متصل، أبدى المكتب قلقه حول تصاعد مستويات التهجير الجماعي، حيث أدت العملية الإسرائيلية إلى تهجير غير مسبوق لحوالي 40 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأونروا. وأفاد المكتب بأن التقارير اليومية من السكان النازحين توضح نمطاً من الإخراج القسري من المنازل تحت تهديد العنف، حيث تُستخدم أسطح المنازل والقناصة كأساليب لإخضاع السكان.

يؤكد مكتب حقوق الإنسان أن هذه العمليات تساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية في فلسطين، وتعتبر شكلاً من أشكال العقوبات الجماعية التي ينفيها القانون الدولي.

أكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن الوضع في الضفة الغربية يزداد خطورة، مشيراً إلى معاناة الفلسطينية أسيل، وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 29 عاماً، التي هُجِرت ثلاث مرات حتى الآن. في البداية، تم تهجيرها من منزلها في جنين على يد قوات الأمن الفلسطينية في ديسمبر الماضي أثناء عملية في المدينة. وحين حاولت العودة إلى منزلها في يناير، واجهت قوات الأمن الإسرائيلية التي أجبرتها مرة أخرى على النزوح، قبل أن تُحرق منزلها بعد ذلك بفترة قصيرة، حسب الصور التي شاركها جيرانها.

بعد مغادرتها إلى طولكرم للعيش مع عائلتها، تعرضت أسيل مرة أخرى للتهجير على يد القوات الإسرائيلية في نهاية يناير، عندما توسعت العمليات الإسرائيلية من جنين إلى المخيمات المجاورة. وكذلك، وردت شهادات أخرى لشابات هربن من منازلهن في طولكرم، في حالة من الذعر، عندما سمعن تهديدات عبر مكبرات الصوت من القوات الإسرائيلية، حيث طُلب منهن مغادرة المكان أو المخاطرة بالقتل.

تحدثت إحدى النساء عن اللحظة التي فرت فيها حافية القدمين، تحمل طفليها، ولم تتمكن حتى من إحضار الأدوية الضرورية لطفلها الأصغر، إذ تم تهديدها بالقول: “اتركوا هذا المكان وانسوا المخيم. لن تعودوا أبداً”.

وفي إطار ذلك، أكد المكتب أن أي عملية نقل قسري أو ترحيل للأشخاص من أراضي محتلة محظور تماماً بموجب القانون الدولي، ويشكل جريمة. وأشارت إلى ضرورة السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم، كما شدد المكتب على أهمية التحقيق الفوري والفعال والشفاف في كل واقعة لمقتل فلسطيني، ومحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل غير القانونية.

وفي هذا الصدد، أكد المكتب أن على إسرائيل أن تمتثل لالتزاماتها القانونية تجاه الفلسطينيين، بما في ذلك إنهاء وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف كافة المستوطنات. كما ينبغي على إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، أن تضمن حماية الفلسطينيين، وتوفير الخدمات والاحتياجات الأساسية، واحترام حقوق الإنسان المكفولة للجميع.

على الصعيد الإنساني في غزة، قالت وكالة الأونروا إن فرقها وصلت – منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة – إلى أكثر من 1.5 مليون شخص بمساعدات غذائية أساسية في القطاع.

وفي منشور على موقع إكس، أفادت الأونروا بأنها منذ وقف إطلاق النار افتتحت 37 ملجأ طوارئ جديدا، بما في ذلك سبعة في مدينة غزة و30 في شمال غزة. وأضافت أنها تدير 120 ملجأ في جميع أنحاء قطاع غزة، وتستضيف حوالي 120 ألف شخص.

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة، قالت تيس إنغرام المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن “الوضع في غزة لا يزال كارثيا بالنسبة لأطفال غزة”.

Share This Article
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!