“جائزة كتارا” الأدبية تصفع الشللية الفيسبوكية
بقلم .حاتم سلامة
صفعة شديدة وعنيفة وربما تكون من هذا النوع الذي يسلط على الأقفية التي تتمدد وتتوسع كلما كررت عليها الصفع المدوي..
في الوقت الذي كان الوسط الأدبي على الفيس بوك وجروباته وأنديته ومنصاته وشلليته، يترقب الفائز ب جائزة كتارا الأدبية في حذر ولهفة..
وكان الجميع ينتظر ويعد العدة بتحفيلاته وتصفيقاته للرموز المعروفة فيه، والتي أدرجت أسماؤهم في قائمة المتقدمين.، إذا بالنتيجة تفاجئ الجميع بما لم يتوقعوه أو يعملون له حسابا!، لتحصل على المركز الأول للمسابقة أديبة مصرية مبدعة وموهوبة.
ليست غزيرة الإنتاج الأدبي، ولم تطاول بأعمالها أعمال الرموز المعروفة كمًا وعددًا، والتي كانت تنتفخ ثقة وأملا في تحقيق الفوز وضمان الغلب، فأعمال الكاتبة لم تتجاوز العملين أو الثلاثة، لكنها بما حققت تضع نظرية جديدة وتمنحنا درسا مفاجئا ومدهشا في معنى وطريقة تحقيق النجاح عبر قرص الذهب الساخن.
فهي حسب ما قرأت عنها ومن كلامها، من هذا النوع الذي يهتم بالغوص في أعماق الشخصيات واستجلاء دوافهم الفكرية والنفسية والاجتماعية.،تحترم عقل الآخر وفكره وتثق في قدراته، إنها من هذا النوع الذي يتأمل الفكرة ويغوص في أعماقها ويتعب عليها ويجمع حولها المعلومات وترصد أبعادها، وتتعايش معها معايشة حقيقية،
ثم تنقلها للقارئ في ثوب فلسفي لا يقف عند ظواهر الأشياء، وإذا بالقارئ ينتقل معها ويشاركها متعة التأمل والتفكير.
“نهى الطرانيسي“، نهى الطرانيسي اسم جديد لمع في سماء التفوق الأدبي، وينتظر لها المزيد من الأعمال الإبداعية المبهرة، بعدما حققت نجاحًا قويًا على أرض الواقع ببواكير أعمالها، تتسم نهى بروح هادئة وأفكار قصصها غير المعتادة ولديها أسلوب ساحر مبدع.، كما أن ما يبهرني من الكاتبة أنها من أهل الأصالة اللغوية والمتتلمذة على شيوخها الكبار.، “ولم تكن نبتا شيطانيا” خرج إلى الوجود لا أصل له ولا منبع، كما هو طبيعة الكثيرين في الوسط العجيب.
ولكن يبقى السؤال الذي يتشبث دومًا في خيالي بالحال: هل تقام لهذه الأديبة التي رفعت اسم مصر عاليا بعض الحفاوة والاحتفال فيصفق لها الوسط الثقافي، كما كان المتوقع له أن يفعل ويدندن لو فاز أحد المحسوبين عليه والمنتسبين لشلليته ومجموعاته التي تضم عشاق التطبيل لمن يلتفون حولهم؟!
طبعا لا.