جزيرتا اليوم والأمس.. معجزة الخالق على حدود الزمن
اللواء أ.ح. سامى محمد شلتوت
جزيرتان: إذا انطلقت من إحداهما اليوم فسوف تصل إلى الأخرى بالأمس. هناك أمر غريب بشكل استثنائي يتعلق بالجزيرتين:
- «ديوميدي الكبرى (Big Diomede)» الواقعة في أقصى شرق روسيا.
- «ديوميدي الصغرى (Little Diomede)» داخل حدود الولايات المتحدة.
هاتان الجزيرتان تتحدّيان قوانين المناطق الزمنية؛ فالمسافة بينهما لا تتجاوز أربعة كيلومترات، ومع ذلك يوجد فرق زمني يصل إلى إحدى وعشرين ساعة بينهما.
جزيرتان يمكن المشي بينهما خلال فصل الشتاء حين تتجمد المياه، لكن الفرق الزمني الشاسع بينهما قادر على تغيير الأحداث العادية بطرق عجيبة. فعندما يكون الوقت عصرًا في الجزيرة الروسية يكون أيضًا عصرًا في الجزيرة الأمريكية، غير أن الفارق يكمن في أن الجزيرة الروسية تعيش عصر اليوم، بينما الجزيرة الأمريكية تعيش عصر الأمس. أي إذا كنت تسكن في الجزيرة الروسية وقررت الذهاب مثلًا «عصر اليوم ٢ يناير» لزيارة صديق في الجزيرة الأمريكية، فسوف تصل هناك «عصر الأمس ١ يناير».
ولكن ما سبب هذا الفارق الزمني الضخم؟
بسبب الموقع المميز للجزيرتين، يمر خط التاريخ الدولي (IDL) بينهما، وهو خط وهمي يعبر المحيط الهادئ ويُستخدم لضبط التوقيت الزمني في العالم. لذلك تتقدم جزيرة ديوميدي الكبرى بـ «إحدى وعشرين ساعة» عن جزيرة ديوميدي الصغرى، فأطلق عليهما اسم: جزيرة الغد وجزيرة الأمس.
ومن الطريف أنني منذ كنت صغيرًا كنت أعتقد أن روسيا تقع في أقصى الشرق وأوروبا في أقصى الغرب، لكنني اليوم تأكدت أن المسافة بينهما لا تتجاوز أربعة كيلومترات فقط. سبحان الله.
تغطية مستمرة على مدار الساعة من منصة “غرد بالمصري”:
تابع أحدث الأخبار والتقارير في جميع الأقسام: