جنازة تاريخية تجمع 200 ألف مشيع في قلب روما
أنهى الفاتيكان استعداداته لمراسم جنازة تاريخية للبابا فرنسيس، التي تُقام صباح اليوم السبت في ساحة القديس بطرس بروما، وسط حضور عالمي غير مسبوق. آلاف المشيعين والزوار سيتمكنون من المرور أمام نعشه المفتوح، حيث يشهد العالم وداعًا رسميًا لإحدى أبرز الشخصيات الدينية في العصر الحديث، في لحظة فارقة تترقبها الكنيسة الكاثوليكية والعالم بأسره.
تحنيط البابا فرنسيس: تقنيات حديثة تحافظ على الجثمان لثلاثة أيام دون تحلل
في أعقاب وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل، خضع جثمانه لعملية تحنيط حديثة تُنظَّم وفق قانون إيطالي صدر عام 2022. هذه العملية، التي استغرقت 36 ساعة، تضمنت حقن سوائل حافظة عبر الدورة الدموية وتجفيف الجسم من الدم، مما ساعد على إبطاء التحلل الطبيعي للجثمان. وفق ما ذكرته “يورونيوز”
وصرح أندريا فانتوزي، مؤسس المعهد الوطني الإيطالي للتحنيط،، لوكالة “فرانس برس” بأن الهدف من هذه العملية هو الحفاظ على الجثمان في حالته الطبيعية، مع إضافة لمسات تجميلية للوجه واليدين لإضفاء مظهر هادئ.
تطورت طقوس التحنيط
تطورت طقوس التحنيط بشكل كبير منذ القرن التاسع عشر، حيث كانت الطرق التقليدية تعتمد على إزالة الأعضاء واستخدام الأعشاب والزيوت. أما اليوم، فتُستخدم تقنيات حديثة تضمن الحفاظ على الجثمان لفترات أطول، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في هذا المجال.
في عام 1958، شهد العالم نقطة تحول في تقنيات التحنيط بعد فشل عملية حفظ جثمان البابا بيوس الثاني عشر. الطبيب المشرف، ريكاردو جالياتزي-ليزي، حاول الحفاظ على الجثمان بطريقة غير تقليدية، حيث وضعه داخل كيس بلاستيكي مع أعشاب وزيوت وراتنجات، دون إزالة الأعضاء كما كان متبعًا في السابق.
لكن هذه الطريقة أدت إلى تسريع عملية التعفن، حيث تراكمت الغازات داخل الجثة، مما تسبب في انتفاخها بشكل غير متوقع. خلال مراسم التشييع، انفجر صدر البابا نتيجة تراكم الغاز في تجويف الصدر، وسقط أنفه وأصابعه، وتحول لون الجثة إلى أسود مخضر، وفقًا للبروفيسور كين دونالدسون، الباحث في مختبر التشريح بمتاحف قاعة الجراحين في إدنبرة.
الرائحة الكريهة الناتجة عن التحلل كانت قوية لدرجة أن بعض الحراس أغمي عليهم، ولم يكن من الممكن تحمل الحراسة إلا بتغييرها كل 15 دقيقة. هذا الحدث دفع الكنيسة إلى إعادة النظر في أساليب التحنيط، مما أدى إلى تطوير تقنيات أكثر دقة وفعالية في العقود التالية.