حجر رشيد.. “مفتاح مصر المسلوب”
بقلم: نجاح حجازي
في قلب المتحف البريطاني، يقبع حجر رشيد، قطعة أثرية فريدة ليست كباقي المعروضات، بل هي مفتاح الحضارة المصرية القديمة، وشاهد خالد على عبقرية المصريين في تدوين التاريخ. هذا الحجر، الذي فك رموز الهيروغليفية، لا يزال بعيدًا عن موطنه الأصلي، ما يجعله رمزًا للتراث المسلوب، وقضية وطنية تتجدد مع كل حدث ثقافي يعيد مصر إلى صدارة المشهد العالمي.
افتتاح المتحف المصري الكبير يعيد الجدل
في 1 نوفمبر 2025، شهد العالم الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في مصر.، أحد أكبر المتاحف الأثرية في العالم، على أعتاب أهرامات الجيزة. هذا الحدث الثقافي الضخم أعاد إلى الواجهة مطلبًا طالما نادت به مصر: استعادة حجر رشيد من بريطانيا. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، فإن افتتاح المتحف أعاد إحياء النقاشات الدولية حول ملكية الحجر، خاصة في ظل تصاعد الدعوات العالمية لإعادة الآثار المنهوبة إلى بلدانها الأصلية.
من رمز علمي إلى قضية سيادية
منذ أن استولت عليه القوات البريطانية عام 1801 بعد انسحاب الفرنسيين من مصر، ظل حجر رشيد معروضًا في المتحف البريطاني، حيث يُعد من أبرز مقتنياته وأكثرها جذبًا للزوار. لكن مع تطور الوعي العالمي بقضايا العدالة التراثية، بدأت مصر تطالب رسميًا باستعادته، خاصة بعد أن بات لديها متحف عالمي قادر على حفظه وعرضه بما يليق بمكانته التاريخية.
المتحف المصري الكبير، الذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، يُعد اليوم مؤهلًا لاستقبال الحجر، ليس فقط من الناحية اللوجستية، بل من حيث القيمة الرمزية، إذ يمثل نقطة التقاء بين الماضي المجيد والحاضر المتجدد، ويعكس قدرة مصر على تقديم تراثها في إطار حديث يليق بعظمة حضارتها.
حجم الآثار المصرية المسلوبة بالخارج
تشير تقديرات رسمية وغير رسمية إلى أن عدد القطع الأثرية المصرية الموجودة خارج البلاد يتجاوز مليوني قطعة، موزعة بين متاحف عالمية ومزادات خاصة. وبينما تمكنت مصر من استرداد نحو 30 ألف قطعة فقط خلال السنوات الأخيرة، يبقى الرقم ضئيلًا مقارنة بالحجم الإجمالي للقطع المهربة.
أبرز القطع المصرية بالخارج
| القطعة | الموقع الحالي | ملاحظات |
|---|---|---|
| حجر رشيد | المتحف البريطاني | استولت عليه بريطانيا عام 1801 |
| رأس نفرتيتي | متحف برلين الجديد | تُعرض منذ عام 1912 وسط مطالب مصرية باستعادتها |
| مسلة لندن | ضفاف نهر التايمز | نُقلت عام 1878 كهدية من الخديوي إسماعيل |
| تمثال الكاتب المصري | متحف اللوفر، باريس | من أبرز القطع الفرعونية في فرنسا |
| مومياوات وتوابيت | متاحف في أمريكا وأوروبا | بعضها يُعرض للبيع في مزادات علنية |
شهادات ومواقف دولية داعمة
- عالم المصريات البريطاني نيكولاس ريفز: “الآثار المصرية يجب أن تُعرض في سياقها الأصلي، فمكانها الطبيعي هو مصر”.
- صحيفة ديلي ميل البريطانية: “افتتاح المتحف المصري الكبير يعزز مطالب مصر باستعادة حجر رشيد، ويعيد الجدل حول ملكية القطع الأثرية المنهوبة”.
- منظمة اليونسكو: دعت مرارًا إلى إعادة الآثار المنهوبة إلى بلدانها الأصلية، مؤكدة أن التراث الثقافي لا يُباع ولا يُهدى.
لماذا يجب أن يعود حجر رشيد إلى مصر؟
| البُعد | التفسير |
|---|---|
| رمزي | الحجر يُعد مفتاحًا لفهم الحضارة المصرية، ووجوده خارج مصر يُمثل فقدانًا لجزء من الهوية الوطنية |
| علمي | مصر تمتلك الآن بنية تحتية متحفية متقدمة، قادرة على حفظ وعرض الحجر وفقًا لأعلى المعايير |
| أخلاقي | استعادة الحجر تُعد خطوة نحو تصحيح مسار تاريخي من الاستيلاء على التراث تحت ظروف الاحتلال |
ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد منارة ثقافية عالمية، باتت الظروف مهيأة أكثر من أي وقت مضى لعودة هذا الحجر إلى موطنه الأصلي، ليُعرض في قلب القاهرة، حيث بدأ رحلته قبل أكثر من قرنين. وليعود أخيرًا إلى حضن الوطن، حاملًا معه ذاكرة التاريخ، وراسخًا في وجدان الأمة كـ “مفتاح مصر المسلوب”.
تغطية مستمرة على مدار الساعة من منصة “غرد بالمصري”:
تابع أحدث الأخبار والتقارير في جميع الأقسام:
