(CNN) –قال شهود عيان وأصدقاء المخرج الفلسطيني “حمدان بلال”، الذي شارك في فيلم “لا أرض أخرى”، إنه تعرض للضرب على يد مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية وتم اقتياده بواسطة جنود إسرائيليين.
في تصريح لشبكة CNN، أوضح باسل عدرا، المخرج المشارك لبلال، أنه توجه إلى منزله في قرية سوسيا بعد أن تلقى اتصالًا من بلال يستغيث فيه. وعند وصوله، اكتشف أن بلال وشخصًا آخر على الأقل كانا مُقتادين من قبل الجنود، بينما كانت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين تتواجد خارج المنزل وترشق الحجارة.
وأشار عدرا إلى أن الشرطة والجيش الإسرائيليين كانوا أيضًا في موقع الحادث، حيث أطلق الجنود النار على أي شخص حاول الاقتراب من المكان.
تواصل مع السلطات
قامت CNN بالتواصل مع الجيش والشرطة الإسرائيليين للحصول على تعليق حول الحادث.
إصابات بلال والاعتداءات المتكررة
قال يوفال أبراهام، مخرج آخر وبالصدفة إسرائيلي، إن بلال أصيب بجروح في رأسه وبطنه بسبب الاعتداء ولم يُسمع عنه منذ ذلك الحين. كما أفاد نشطاء أمريكيون من مركز “اللاعنف اليهودي” (CJNV) أنهم تعرضوا أيضًا للاعتداء من قبل المستوطنين، حيث أكدت المجموعة أن أكثر من 12 مستوطنًا هاجموا القرية حاملين الهراوات والسكاكين، وأن أحدهم كان يحمل بندقية، وذلك عقب شجار مع مستوطن آخر كان يرعى الماشية بالقرب من منزل فلسطيني.
شهادات الناشطين
ذكرت جينا، إحدى الناشطات التي طلبت عدم الكشف عن هويتها خوفًا من الانتقام، أنها وزملاءها تعرضوا لهجوم من حوالي 20 مستوطنًا ملثمًا عندما اقتربوا من سوسيا. وأوضحت أنها حاولت التراجع إلى السيارة، لكنها تعرضت للضرب بالعصي، حيث تم تحطيم نوافذ السيارة وتمزق أحد إطاراتها.
ويوضح مقطع فيديو تم نشره بواسطة منظمة CJNV شخصًا ملثمًا يرمي حجرًا مباشرةً على الزجاج الأمامي للسيارة، حيث تظهر الصور زجاجًا مكسورًا متناثرًا داخلها.
عجز القوات الإسرائيلية
قال جوش كيملمان، الذي كان ضمن المجموعة نفسها، إن الجنود الإسرائيليين شهدوا الهجوم لكنهم لم يتدخلوا لوقفه. وعلق كيملمان قائلاً: “أخبرناهم أنهم هاجمونا، قالوا إن كل شيء سيكون على ما يرام، ثم وقفوا إلى جانبنا ولم يتبعوا المستوطنين”.
تجارب سابقة
وفي وقت سابق من هذا الشهر، كان بلال وعدرا وإبراهام قد تواجدوا معًا لتسلم جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، الذي يتناول في قصته إخلاء الفلسطينيين من منازلهم في الضفة الغربية المحتلة.
فيلم “لا أرض أخرى”
يوثّق فيلم “لا أرض أخرى” استمرار السلطات الإسرائيلية في هدم قرية مسافر يطا، وهي مجموعة قرى في جبال الخليل بالضفة الغربية حيث يعيش عدرا مع عائلته. يُسلّط الفيلم الوثائقي الضوء على جهود الحكومة الإسرائيلية لإخلاء القرويين بالقوة، حيث يرى المشاهدون هدم ملعب القرية، ومقتل شقيق عدرا على يد جنود إسرائيليين، وهجمات أخرى شنّها مستوطنون يهود بينما يحاول أهل القرية البقاء على قيد الحياة، ويستكشف الفيلم أيضًا العلاقة الإنسانية بين عدرا وإبراهيم.
ويتواصل عنف المستوطنين الإسرائيليين في تدمير القرى الفلسطينية في الضفة الغربية.
وبحسب تقرير مشترك قدمته منظمتا السلام الآن وكيريم نافوت، وهما منظمتان إسرائيليتان معارضتان للمستوطنات وتتبعان تطورها، لـ CNN، فقد توسع عدد البؤر الاستيطانية التي أنشأها المستوطنون الإسرائيليون لتحديد مطالبهم بها بنسبة 50% تقريبا منذ اندلاع الحرب.
اترك تعليقاً