هآرتس العبرية: نتنياهو يحاصر ترامب.. خطة جديدة لإفشال التهدئة في غزة

نتنياهو يحاصر ترامب ..خطة جديدة لإفشال التهدئة في غزة

كشفت صحيفة هآرتس العبرية في تحليلها السياسي عن خطة جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تستهدف إيقاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المأزق نفسه الذي عان منه سلفه جو بايدن خلال 16 شهراً من الصراع في غزة. يأتي هذا الكشف قبل اجتماع حاسم في واشنطن ، حيث يسعى نتنياهو لتكرار الاستراتيجية التي أثبتت فعاليتها في تقليص الموقف الأميركي خلال إدارة بايدن.

خطة معقدة لإفشال الاتفاق

يشير تحليل هآرتس إلى أن نتنياهو يرافقه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي صاغ هذه الاستراتيجية. تهدف إلى إقناع ترامب بأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى غير ممكنة طالما تسيطر حماس على غزة. وقد وصف أحد ذوي الرهائن هذه الاستراتيجية بـ”فخ ديرمر”، محذراً من عواقبها على الرهائن المتبقين.

الأجندة الخفية

يكشف المقال أن نتنياهو، على مدار 16 شهراً، رفض أي خطط جدية لمستقبل غزة بعد حماس. يعزف عن الاستجابة لمحاولات غربية وعربية، إما بالرفض القاطع أو التأجيل إلى ما بعد العمليات العسكرية، مدفوعاً بخوفه من ردود فعل العناصر اليمينية المتطرفة في حكومته، والتي تسعى إلى تفريغ غزة من سكانها الفلسطينيين وتحويلها إلى أراضٍ إسرائيلية.

الإعمار كأداة ضغط

وفي ضوء ذلك، طرحت هآرتس رؤية مبتكرة لحل الأزمة، تقترح استخدام ملف إعادة إعمار غزة كوسيلة ضغط فعالة. تقترح الصحيفة أن يضع المجتمع الدولي شرطاً لقادة حماس، مفاده أن أي مواد بناء، بما في ذلك الإسمنت، لن تدخل غزة إلا بعد تخليهم عن السلطة لصالح حكومة فلسطينية بديلة. هذه الحكومة البديلة ينبغي أن تُقدّم تعهداً صريحاً للدول العربية والغربية الممولة لعملية إعادة الإعمار بتنفيذ خطة شاملة لنزع السلاح من القطاع، تشمل جمع وتدمير كافة الأسلحة الموجودة في المنطقة الساحلية.

تحذيرات من تكرار سيناريو بايدن

تختتم الصحيفة تحليلها بتحذير صريح من أن وقوع ترامب في هذا الفخ سيؤدي إلى تكرار تجربة سلفه بايدن، وهي الشلل التام والعجز عن اتخاذ أي خطوات فعالة. تؤكد هآرتس أن الطريق الوحيد لتفادي هذا المصير هو إجبار نتنياهو على اتخاذ موقفين واضحين: الأول هو الالتزام الكامل باتفاق تبادل الأسرى وتنفيذه حتى تحرير آخر رهينة، والثاني هو البدء الفوري في وضع خطة واقعية لمرحلة ما بعد حماس في غزة. الفشل في اتخاذ موقف حازم من ترامب لن يعرّض حياة الرهائن للخطر فحسب، بل قد يقوض أيضاً رؤيته للسلام الإقليمي وحلمه بتحقيق اتفاقات إقليمية.

 
 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!