سوهاج تعيد كتابة التاريخ و تبوح بأسرارها

سوهاج تعيد كتابة التاريخ و تبوح بأسرارها
– الكشف عن مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني بأبيدوس
– فهم أْعمق للتاريخ السياسي المعقد لعصر الانتقال الثاني في مصر
– الكشف عن ورشة كاملة لصناعة الفخار وجبانة من القرن السابع الميلادي بقرية بناويط

 

أعلنت محافظة سوهاج عن اكتشاف أثري بالغ الأهمية، حيث تمكنت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية من جامعة بنسلفانيا من العثور على مقبرة ملكية في جبانة “جبل أنوبيس” بأبيدوس، والتي تعود لعصر الانتقال الثاني. يعزز هذا الكشف الفهم العلمي لتطور المقابر الملكية خلال هذه الفترة التاريخية المهمة، والتي ترتبط بعصر “أسرة أبيدوس“، مجموعة من الملوك الذين حكموا في صعيد مصر بين عامي 1700 و1600 قبل الميلاد. كما يقدم الاكتشاف معلومات جديدة حول هؤلاء الملوك، ويساهم في تعزيز فهمنا للتاريخ السياسي المعقد لعصر الانتقال الثاني في مصر.

أكد السيد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن الإعلان عن الكشفين الجديدين بمحافظة سوهاج سيساهم بشكل كبير في تعزيز الترويج للتنوع السياحي المصري وتعريف العالم بحضارته العريقة. وأشار إلى أن هذه الاكتشافات ستدعم أيضًا جهود الباحثين في مجالاتهم، مضيفًا أن المجلس الأعلى للآثار يلعب دورًا علميًا هامًا في هذا السياق.

الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، شدد على أهمية الكشف عن المقبرة الملكية بأبيدوس، مشيرًا إلى أنها توفر أدلة جديدة على تطور المقابر الملكية خلال عصر أسرة أبيدوس (1700-1600 ق.م) وتساهم في فهم التاريخ السياسي لعصر الانتقال الثاني في مصر.

فيما يتعلق بكشف ورشة الفخار في بناويط، فقد أشار الأستاذ محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أنها كانت من أكبر المصانع التي تأمنت الإقليم التاسع بالفخار والزجاج واحتوت على أفران ومخازن ضخمة. كما عُثر على 32 أوسركا توضح النشاطات التجارية في الفترة المذكورة.

الدكتور جوزيف وجنر، رئيس البعثة المصرية الأميركية، أوضح أن المقبرة الملكية وُجدت على عمق 7 أمتار تحت سطح الأرض، وتحتوي على غرفة دفن مغطاة بأقبية طوب اللبن، مع نقوش للمعبودتين إيزيس ونفتيس. وتبين أن المقبرة أكبر بكثير من مثيلاتها السابقة.

وأضاف الأستاذ محمد عبد البديع أن الموقع في بناويط قد استخدم أيضًا خلال العصر البيزنطي كجبانة بين القرنين السابع والرابع عشر الميلادي، حيث عُثر على دفنات تعود لعائلات. ومن أبرز الاكتشافات مومياء لطفل ورأس جمجمة لامرأة تبلغ من العمر نحو 30 عامًا، بالإضافة إلى بقايا نباتات قديمة.

تعتبر هذه الاكتشافات بمثابة إضافات قيمة تعزز الفهم الأعمق للحضارة المصرية القديمة وتاريخها الغني.

———-

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!