ضحايا الطلاق
منذ أيام خلت،وجدنا أماً تسببت فى مقتل ابنها،و ليس معنى ذلك أن كل الأمهات غير جديراتٍ بالحضانة،لذلك الكلام عن سوء تربية بعضهن لأبنائهن ليس ناتج من عُقد،لكن ما نراه فى الواقع،يجعلنا أمناء فى الحديث.
لأن الطفل بحاجة لرجل فى حياته،ولداً أو بنتاً،كى لا يتسول الحنان،و الأمان من رجال آخرين خاصة لو كانت طفلة،فلا داع لهمجية الحوار
و الدفاع الأعمى عن الأم الغير مسؤولة،فهن كُثر .
و لأن الانفصال فعلا جريمة فى حق الأطفال يجب وضع قانونا يمنع تفرد الأم ،أو الأب بالحضانة وقت الانفصال .
و قد تواكبت تلك الحوادث المفجعة مع انتشار تعديل قانون الحضانة بإحدى الدول العربية التى تمنح حق الحضانة للأب بعد الأم مباشرة، بعد أن كان آخر شخص بالقائمة.
و كانت التعليقات رفضا من البعض محزنة ،و مؤلمة،و بالتأكيد معظمها من أمهات رافضة
للوضع،لكن بالفعل لو حدث، و تم ذلك فهو يؤدى للقضاء على مساوئٍ كثيرة .
أهمها العداوة بين الأب،و الأبناء،التى تخلقها ظروف الانفصال.
صحيح الأمر نسبى،من أسرة لأسرة لكن نادر جدا، لو وجدنا أما لا تنتقم من الأب بواسطة الإبن،و العكس أيضا قد يحدث فقليلون هم الذين يفصلون بين الانتقام،و الفجور فى الخصومة،و بين معنى الأبوة،و الأمومة،بين الاحترام أى البِر،و بين الجفاء.
لذلك نرى ضحايا حُرموا من السند ،و الظَهر الحقيقى له فى الحياة،و لو التقى بوالده الشرير حسب زعم أمه،فلن يجد دفئا ،و حنانا أجمل مما لدى والده فهو الوحيد الأحق بحضنه .
لذلك نتمنى أن يطبق هذا القانون فى مصر،و ليته يكون قائم على التشاركية المفروضة بقوة القانون على الاثنين،فلا انفراد لأى طرف مع تغليظ العقوبة على المتهاون بأقل الحقوق.
فهناك من يساعد الطفل على بُغض اسم أبيه بل يصل الحد لمحوه من أى ذكر،كما طلبت منى إحدى السيدات،و نسبه فقط للجد،و نست أن الجَد هو أبو الأب،التى تتبرأ من نسب طفلها له،و غاضبتنى لمحدودية الفكر،و الثقافة الدينية،و الاجتماعية لديها.
فلماذا تحتفظ بالجد إذن ؟ طالما كرهت الأب فكن أنت فقط،لكن اعلم أنه لا يوجد إنسان مجهول الأب إلا فى حالة واحدة،فمن يتقبلن هذا على أولادهن،فهن ليسوا جهلاء فحسب بلا دين،و لا عقل..و لا تأدب،و هن المعقدات حقا..
إن ضحايا الانفصال الزوجى يظلون ضحايا أبرياء،و للأسف أحيانا يموتون بيد الأم،و زوجها،أو صديقه،أو نتيجة ضرب مبرح من زميل ،كما حدث فى السنانية،الحادث المؤلم الذى يؤكد ما نوهت عنه لإحداهن.
فالاستهتار فى حق الطفل،و كما قالت بعض الأمهات،أن انفراد الأم بالتربية تُربى معها أعداء للأب،الأب الذى لن تجد غيره يوقع على وثيقة ما،كولَى أمر رسمى ،و ليس طوابير الوهم،خلف الإبن،من الأغراب.
فلو حدث مكروه لا يحاسبو الجار،و لا الصديق
و لن يطلبوا سوى ولى الأمر أى الأب،و العقاب
للأم لا يكون إلا من الأب،و العم،و الجَد والد الطفل،فهم ذووا سُلطة عليها،و هى مسؤولة عن شرف أُسر ،و عائلات،ينتسب لهما طفلها،و لذلك لا بد أيضا من دورات تدريب لتأهيل مثل تلك السيدات الغير واعيات لما تفعلهن؟
فهن لسن مجرمات فى حق المجتمع فقط بل أيضا فى حق الأبناء،لأنهن تنشئن أجيالاً معقدة،منافقة،لكل يد تُربت عليها غير يد أهم إنسان ،كان سببا فى وجودها فى الحياة.
و يجب تأهيل الأولاد ،ليعلموا أن الحياة لا تكتمل بدون أب،و أم معا ،حتى فى ظل الطلاق،لا يجب أن نُرغم الطفل على العداء
للطرف الآخر فى المعادلة الأسرية،لأنه لا توجد معادلة غير متساوية الطرفين، فقد تختلف العناصر،لكن
نتيجة التفاعل ،ناتج متوازن ،و هنا الناتج هو الطفل،هذا لو نشأ نشأة صحية ،سليمة.
ضحايا الطلاق
بقلم: جهاد نوار
اتحاد كتاب مصر