«طفل يُق-تل كل 40 دقيقة.. غ-زة في قلب كارثة إنسانية تهز الضمير العالمي»
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، كشفت وزارة الصحة في القطاع عن إحصائيات صادمة تؤكد حجم المأساة التي يتعرض لها الأطفال. فمنذ بداية الحرب، ق-تل 16,278 طفلًا، أي بمعدل طفل واحد كل 40 دقيقة، في مشهد يعكس مدى القسوة والدمار الذي يعاني منه المدنيون، وخاصة الفئات الأكثر ضعفًا. كما أكدت الوزارة أن 311 طفلًا وُلدوا ثم قُتلوا خلال الحرب، مما يبرز حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة داخل القطاع.
وفقًا لعدد من الخبراء، هناك ما يقرب من مليون طفل داخل غزة يعانون من المجاعة وانتشار الأمراض، فيما تُظهر الإحصائيات أن 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من النساء والأطفال. كما فقد 57 طفلًا حياتهم نتيجة سياسة التجويع الممنهج.
تدهور الأوضاع الصحية
وخلال مؤتمر إطلاق الحملة العالمية للتضامن مع أطفال غزة، أكدت وزارة الصحة أن القطاع يواجه مؤشرات صحية وإنسانية خطيرة، تستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأدى تدمير مراكز الرعاية الصحية الأولية إلى حرمان الأطفال والأمهات الحوامل من الرعاية الطبية الأساسية، حيث بلغت نسبة النقص في أدوية صحة الأم والطفل 51%، بما في ذلك المكملات العلاجية والفيتامينات والتطعيمات.
وأوضحت الوزارة أن الاحتلال يمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال، مما يهدد بانهيار جهود مكافحة المرض. كما أن قطع الإمدادات الغذائية والدوائية أدى إلى تفاقم حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، ما تسبب في ارتفاع عدد الوفيات نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية. كما أدى القصف المباشر للتكيات الخيرية إلى استشهاد عدد من الأطفال أثناء محاولتهم الحصول على حصص غذائية.
نداء عاجل لإنقاذ الأطفال
وجددت وزارة الصحة نداءها إلى أحرار العالم لإنقاذ أطفال غزة، مؤكدةً أن هذا التحرك ليس مجرد خيار، بل ضرورة إنسانية عاجلة. ودعت المؤسسات الصحية والإنسانية والنشطاء والإعلاميين حول العالم إلى المشاركة في فعاليات إنقاذ أطفال غزة ووقف حرب الإبادة والمجاعة التي تهدد طفولتهم.
شهادات من الداخل
أكد المحامي والباحث القانوني محمد سليم، المتخصص في شؤون الطفل، أن الأطفال الفلسطينيين يعيشون واقعًا مأساويًا في ظل العدوان الإسرائيلي، حيث يتعرضون للقتل والتجويع والحرمان في منازلهم وملاجئهم وحتى في أحضان أمهاتهم.
وأشار إلى أن الكارثة الحقيقية تكمن في سياسة التجويع الممنهج التي أدت إلى وفاة أكثر من 50 طفلًا بسبب نقص الغذاء والمياه، فضلًا عن وفاة أطفال نتيجة البرد القارس وانعدام المأوى والرعاية الطبية الأساسية. كما كشف أن العدوان تسبب في حرمان أكثر من 39,000 طفل من أهاليهم، ما يجعل هذه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
في ظل هذه الانتهاكات الجسيمة، يبقى الصمت الدولي عجزًا مخجلًا أمام مأساة أطفال غزة، الذين يُبادون يوميًا دون تدخلٍ يوقف هذا العدوان الوحشي.