علي بك مظهر.. صديق الخراب الأول

ا.محمد إبراهيم بربر
علي بك مظهر.. صديق الخراب الأول
بقلم: محمد إبراهيم بربر
علي بك مظهر شخصية تعيش بيننا، هو متفرد، ليس في عبقريته أو إنجازاته، بل في قدرته العجيبة على استدعاء الفوضى، ودعوته الدائمة لخراب بلده دون أن يهتز له جفن.
صديقنا هذا المعارض الحنجوري البائس لا يرى الوطن كبيتٍ يحتاج إلى يد تبني وتحمي أو عائلة تحتاج إلى لم الشمل، بل كحطام ينتظر منه الضربة القاضية ليُعيد تشكيله بالطريقة التي تناسب أحلامه العجيبة.
علي بك يجلس في مقهاه المعتاد، يُمسك بهاتفه الذكي كأنه قائد عسكري يدير معركة مصيرية، ولكن بدلًا من إصدار أوامر للبناء أو للإصلاح، يقوم بكتابة منشورات حماسية من نوع: “كل شيء يجب أن ينهار كي نبني من جديد!”. بالطبع، لم يخبرنا علي بك أبدًا من الذي سيبني، أو كيف سيبني، أو حتى متى سيتوقف عن الهدم.
هذا الرجل لديه فلسفة غريبة: كلما زادت الأزمات، زادت سعادته، يرى في كل مشكلة فرصة لتأجيج الغضب، وفي كل فتنة منصة ليصرخ عبرها: “ألم أقل لكم إننا غارقون؟” وعندما تسأله: “وماذا بعد؟” يرد عليك بابتسامة واثقة وكلمة واحدة: “التغيير.” ولكن إذا اقتربت أكثر وسألته عن هذا التغيير، ستكتشف أنه ليس لديه أي تصور واضح، فكل ما يريده هو زرع الفوضى، ثم الجلوس على الأطلال مستمتعًا بالمنظر، هو لا يملك تغيير غرفة نومه أصلا. صدقني أعرفه منذ سنوات.
المضحك أن علي بك يُحب لعب دور الفيلسوف. يتحدث عن المؤامرات الدولية وكأنه جالس في غرفة عمليات سرية. يُلقي خطبًا طويلة عن القوى العظمى ومخططاتها، ويُصر على أن الحل الوحيد لمواجهة كل هذا هو أن نتخلى عن دولتنا ونتركها للريح. لماذا؟ لأنه يعتقد أن الدولة الوطنية فكرة قديمة يجب أن تموت، ولا بأس أن تُستبدل بجماعات وتنظيمات لا تُجيد سوى الصراخ والتدمير، أخبركم سرًا أحبابي: هو لا يؤمن بعقيدة الوطن.
علي بك مظهر لا يعرف شيئًا عن البناء، لأنه ببساطة لا يريد أن يبني، البناء يحتاج إلى رؤية وصبر وجهد، وكل هذه الصفات لا تناسب رجلًا يفضل الحلول السريعة والصخب الدائم.
لكنه في الوقت نفسه، لا يتوقف عن التظاهر بالحرص على الوطن. يتحدث باسم الشعب، ويُقسم أن كل ما يفعله هو لمصلحتهم، بينما الحقيقة أن كل ما يريده هو أن يرى المشهد يحترق، فقط ليقول بعدها: “انظروا كيف كنت على حق.”
لكن علي بك ليس مشكلة كبيرة، فهو ليس سوى انعكاس لفكرة هدامة تنتشر في أوقات الأزمات. والتاريخ دائمًا ما يُثبت أن الأوطان لا تنهض على أيدي من ينتظرون سقوطها، بل تبنى بعرق من يؤمنون بها، ويعملون بصمت، بعيدًا عن شعارات الخراب وأوهام علي بك مظهر وأمثاله.
أخيرا، أقول لجنود الجمهورية الجديدة، ورفاق البناء في رؤية مصر ٢٠٣٠
سلامٌ على من يبنون رغم الضجيج، ولا عزاء لعشاق الفوضى، حفظ الله مصر قيادة وجيشًا وشعبًا.
Share This Article
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!