عمرو دياب وسيدة القطار
أخطأ الشاب الذى لطمه عمرو دياب على وجهه، فما كان يجب عليه الذهاب إلى حفلة كلها رقص ومجون، وأهلنا فى فلسطين يقتلون.
لو كان شابا ذا نخوة لجلس في بيته، لا أن يسعى وراء مطرب لينال منه البركة، لو قلنا له هل صليت العصر أيها الشاب؟ لأجاب لا، وكيف يصلى من يحضر الحفلات الماجنة. بداية، أنا لا أحب عمرو دياب، ولهذا لو رأيته في الشارع لما سلمت عليه ولا سعيت إليه، فمثل هذا لا يسعى إليه، إنه ليس رجلا صالحا، فما دوره في الحياة؟ وماذا قدم لهذه الأمة؟ بل إنه يدعم الاحتلال على ارتكاب مجازره ضد الفلسطينيين العزل، وها هو قد اشترك في الدعاية لمنتج شركة أعلنت صراحة وقوفها إلى جانب المحتل.
عمرو دياب ليس قدوة كي نتهافت لالتقاط الصور معه، عندما نقابل الله عز وجل نقول له: يارب اغفر لنا، فمن ضمن أعمالنا الصالحة أننا أخذنا سيلفى مع المطرب عمرو دياب، ألا نعلم أنه إذا جاءت الصاخة، يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه؟!
وهذا الشاب لكى يحضر إلى هذه الحفلة، لابد أنه قد دفع الكثير من الأموال ليرى المطرب عمرو دياب، ألا يعلم هذا الشاب أنه مسئول عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، كما أنه مسئول عن وقته وقد أضاعه وراء الجري فيما لا فائدة منه، أو قل وراء الهلث، لو أنه شاب صالح لأدى عملا مفيدا لنفسه ولمجتمعه.
ذات يوم كنا نستقل القطار من القاهرة إلى بلبيس، كنا مجموعة من الأصدقاء، وكان يجلس بجانبي صديق لى قد تجاوز الستين من عمره، ووقف القطار فى محطة شبين القناطر، وكنا نتحدث أنا والصديق في أمور شتى، وفجأة ركبت سيدة في منتصف العمر ومعها أولادها، ومن بينهم شاب طوله متران، وترك هذا الشاب والدته التي كانت تحمل فوق رأسها حملا ثقيلا، وانتظرنا أن يأتي ابنها ليعينها على وضع هذا الحمل على أحد أرفف القطار، لكنه ترك أمه تستعين بالآخرين، وبينما هى مشغولة بأمر هذا الحمل مر شاب بجانبها ثم أمسك بكلتا يديه بمؤخرتها، وشاهدته أنا والصديق، ومن هول ما حدث لم نتكلم بكلمة واحدة، وانتظرنا أن تصرخ السيدة لنتدخل ونقوم بعمل اللازم مع هذا الشاب المجرم، لكن السيدة لم تتفوه بكلمة واحدة، وازدادت دهشتنا وعجبنا لصمت السيدة، أو لعدم إحساسها بيد تعبث بجسدها، ونظرت إلى الصديق وقلت له: لابد من ضرب هذا الملعون. فقال: لا يمكن ذلك، فمن الجائز أن تشهد ضدنا السيدة، ونكون نحن المتحرشين!
فتركنا المتحرش يذهب إلى حال سبيله، ونظرنا إلى ابن السيدة باحتقار وخاصة الصديق الذى كان يرى فى هذا الشاب أنه ليست لديه رجولة وحمية ونخوة.
وعندما حان وقت النزول، كانت هذه السيدة تستعد هي الأخرى للنزول معنا، فقال الصديق لابنها ذي الطول الفارع: يا بنى، احمِ مؤخرة الوالدة.
ومن الجائز أن عمرو دياب قد أحس بيد هذا الشاب تتوغل في جسده، فأراد أن يوقفه عند حده فلطمه.
بقلم .حسين السيد