غربة..
بقلم.حنان الهواري
حاولت أن أتخذ مكانا قصيا. أنأى بنفسي عن هذا الضجيج المتناحر حولي.
يكفيني ضجيج رأسي الذي يأكل بعضه بعضا.
فأنا كائن لا منتمي
حاولت كثيرا أن أذوب، أو أتحد مع كيان يشبهني وفي كل مرة أفشل.
في المرة الوحيدة التي حدث فيها هذا، قتلت.
لفظ قد تظنونه أكبر من المعنى، ولكن هذا ما حدث قتل بارد لم أنزف فيه دما ولم أتجرع السم ولم تصدمني شاحنة أو يبتلعني بحر .
أو حتى أسقط في مجرور مكشوف في شارع حياتي الملئ بالحفر .
ولكنه قتل، هكذا شعرت مع كل دمعة ذرفتها، ومع كل آهة ترددت في صدري
وها أنا أتجرع هزائمي. تتسلل إلى من بين أوردتي، حتى تعود للهيمنة علي ولو كنت في بحر مائج من البشر.
مد وجزر علاقتي بهم، ما ألبث أن أركن إلى أول شاطئ لأنجو بنفسي.
ليس العيب فيهم، فقد ولدت بها وكأن أمي قد نذرتني للغربة.
أنا الفداء، الذبيحة على صخرتها . تستدعيني كلما شعرت بأنني قد صرت فردا في كيان أو وردة في بستان قلب.
تناديني قائلة :
أيتها الغريبة أما زلت تحلمين بالوطن. دعي هذا لغيرك فهذا قدرك المحتوم.
ألملم بعض شتاتي وأعود منكسة الرأس، قد علق بثوبي، بعضا ممن تمنيت أن أكون لهم ومنهم؛ لأتخلص من قدر، أعلم يقينا أنه وإن عشت قرنا من الزمن لن يعتقني أو يتنازل عن حقه في.
اترك تعليقاً