فراً و فرارا
بقلم : د. أسامة زايد
زلزالٌ و الناسُ نيامٌ لم يترك فراً و فرارا
فاهتزت مدنٌ و قصورٌ وارتجَ السقفُ فانهارا
يكشفُ ما أخفى الأمس همساً أو نجوى وحوارا
و رأيتُ تحت الأنقاضِ أموالاً ذهباً و دولارا
لا نعلمُ من ملكَ المالَ هل أحدٌ يحملُ أخبارا
و رأيتُ من بين غبارٍ إنساناً يقرأ قرآنا
منكفئاً يدعو بخشوعٍ لم يخش بأساً و دمارا
ومنونٌ قد حصد غلاماً فتبعثر أمله و انهارا
أحلاماً بين الأجداثِ لم تجد فرصةَ إظهارا
و هناك عجوزٌ مذهولٌ و ركامٌ قد كان حصارا
يتذكرُ أيامَ السجنِ والتهمةُ هتفَ أحرارا
و بكاءأً من أمٍ ثكلى أنهمر فأعمى الأبصارا
و أنيناً أرداهُ الموتُ و نحيباً قد ملأ الدارا
و دثاراً على جسدٍ مسجى انكشفَ علناً و جهارا
وسوألاً هز الأرجاء´ لم يترك أهلاً وجوارا
ابني فرحُك´ هل ضاع´ في ظلام حجبَ الأنوارا
ولدي غادرتَ سراعاً من قبلِ زفافٍ مختارا
ويحك زلزالٌ لا يرحم صاعقةً تُحدثُ إعصارا
و رأيتُ من كان يهرولُ لا يجد حلاً و قرارا
و دماء على صورة فرحٍ كم كسرَ قلباً و إطارا
و هناك من ينقذُ طفلاً لا يخشى موتاً و دمارا
هل ينقذُ هذا أم ذاكَ من تحتِ ترابٍ احتارا
أطفالًا رضعَ أحياءاً فاللهُ يدبرُ أقدارا
و رأيتُ صغاراً تلتمسُ سقفاً أو مأوى أو غارا
و يتيهوا في بردٍ قاسٍ دعواهم دفئاً أو نارا
زلزالٌ قد قال حذارا قد آتي مراراً تكرارا
اترك تعليقاً