ترامب يروج لرؤية جريئة تتعلق بغزة في فيديو “مرعبًا للغاية” حيث يشير بإيجاز إلى فكرة تحويل المنطقة إلى ‘ريفييرا الشرق الأوسط’. تحت عنوان “غزة 2025: ماذا بعد؟”. بحسب تقرير في جريدة الديلي ميل
في مؤتمر صحفي سابق هذا الشهر، قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة مثيرة للجدل تتعلق بقطاع غزة، حيث أكد أن “الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة، وسنقوم بعمل معه أيضًا”، وذلك خلال حديثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. هذا الاقتراح قوبل بعاصفة من الانتقادات العالمية، حيث عبر العديد من المشرعين والمحللين عن مخاوفهم من أن تؤدي الخطة إلى تهجير قسري للسكان الفلسطينيين البالغ عددهم مليوني نسمة.
وصف آرون ديفيد ميلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، رد الفعل الأول على الاقتراح بأنه “اشمئزاز” من قِبَل المشرعين والقادة العالميين. ومع ذلك، في خطوة مثيرة للجدل، نشر ترامب مقطع فيديو مدته 35 ثانية على حسابه في “Truth Social”، تحت عنوان “غزة 2025: ماذا بعد؟”. الفيديو الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يعرض رؤية مبهرجة لمستقبل غزة، بما في ذلك فندق جديد يحمل اسم ترامب، وتمثالًا ذهبيًا عملاقًا له، ولقطات تظهر طفلاً يحمل بالون ترامب بينما يرقص مع راقصة شرقية.
ردود فعل متباينة على الإنترنت
أثار الفيديو ردود فعل متباينة على الإنترنت، حيث اعتبره البعض فيديو “مرعبًا للغاية “و”قذارة على المسرح العالمي”، بينما رأى آخرون أن الوقت قد حان لأخذ خطة ترامب على محمل الجد. بالنسبة للفلسطينيين في غزة، بدأ البعض بالتفكير في مغادرة المنطقة التي دمرتها الحرب.
يأتي هذا الكلام وسط مفاوضات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، حيث ينخرط مستشارو ترامب في المرحلة الثانية من تلك المفاوضات. على الرغم من كلام ترامب حول إعادة تطوير غزة وتحويلها إلى وجهة سياحية، فإن هناك تساؤلات حول مستقبل الفلسطينيين ومدى ترحيبهم من جديد في ديارهم بعد النزوح.
في الأخير، يبدو أن خطة ترامب، رغم الطموح الذي تحمله، لم تُصاغ بعد بشكل كامل وتبقى معالم تنفيذها غامضة حتى الآن.
فيديو “مرعبًا للغاية “مدته 35 ثانية
في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، أطلق دونالد ترامب مقطع فيديو مثيرًا للجدل مدته 35 ثانية على حسابه على Truth Social، حيث بدأ بسؤال “غزة 2025: ماذا بعد؟”. لم يُعرف بعد من هو صاحب فكرة الفيديو الذي يظهر فيه ترامب، وإيلون ماسك، وبنيامين نتنياهو في أجواء احتفالية على ساحل غزة الذي تم إعادة بناءه.
تضمن الفيديو مشاهد غريبة، حيث كانت مجموعة من الراقصات الشرقيات تؤدي رقصاتهن على الرمال بينما كانت تغني أغنية خاصة بالمقطع. كلمات الأغنية كانت تعبر عن رؤية ترامب لغزة المستقبلية: “دونالد قادم لإطلاق سراحك، ويجلب النور ليراه الجميع، لا مزيد من الأنفاق، لا مزيد من الخوف، ترامب غزة هنا أخيراً”. كما كان هناك تصوير لوليمة ورقص، مع تكرار عبارة “ترامب غزة رقم واحد”.
في مشهد آخر، ظهر ترامب وهو يستمتع بصحبة راقصة شرقية في مطعم مزخرف بالثريات، بينما تتلاشى المشاهد إلى تمثال ذهبي عملاق له يُشاهد من قبل السياح. كما تم عرض متجر يبيع تماثيل ذهبية لرأس ترامب، مما أثار تفاعلات متباينة بين المشاهدين.
نشر الفيديو ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفه بعض مستخدمي “X” بأنه “مرعب للغاية” و”قذارة”. ومع ذلك، تزامنت هذه الرؤية مع حديث بعض الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة عن نيتهم المغادرة بسبب الظروف السيئة.
أحد الفلسطينيين علق قائلاً إنه لن يبقى في غزة بسبب الأمراض ومواقف الحياة البائسة، مشيرًا إلى أن مغادرة البلاد قد تكون أفضل لهم. وآخر أضاف أنه يعيش في ظروف لا تصلح للبشر وأنه يفضل المغادرة وليس العيش في هذا الدمار.
شهادات الفلسطينيين كانت مؤلمة، حيث وصفوا الشعور باليأس والإحباط الذين يعيشونه، مؤكدين أنهم يشعرون وكأنهم سجناء في موطنهم. “إنه لا يوجد ماء ولا كهرباء، ولا بنية تحتية على الإطلاق”، أكدت إحداهن، مما يعكس التحديات الحقيقية التي تواجه سكان غزة.
مع استمرار الأوضاع المتدهورة، تبقى تساؤلات كبيرة حول مصير غزة ورؤية ترامب المعلنة، خاصةً في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكان.
ردود فعل متباينة على فيديو ترامب عن “غزة 2025”
مع انتشار مقطع الفيديو الذي نشره ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي، انقسمت الآراء حوله بشكل كبير. بينما اعتبر البعض أن الوقت قد حان ليتعامل الناس مع خطة ترامب لغزة بجدية أكبر، شعر آخرون بالصدمة مما وصفوه بأنه تجاهل صارخ للواقع.
وأعرب العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن “خسارتهم للكلمات” بعد مشاهدة الفيديو، مشيرين إلى أن مشاركة ترامب لهذا المحتوى تجعل الولايات المتحدة تبدو وكأنها “ليست بلد جاد”. وكتب أحد المستخدمين: “قام ترامب بإسقاط خيال تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي لـ” غزة في المستقبل “، وضعه مثل مشروعه العقاري القادم. هذه ليست حملة – إنها ملعب مبيعات وهمي لعالم موجود فقط في رأسه”.
الانتقادات تزايدت، حيث وصف أحد مستخدمي “X” ترامب بأنه “يتعامل مع الجغرافيا السياسية مثل حزمة توسيع في لعبة SimCity”. وتابع واصفًا إياه بأنه ليس صانع سلام، بل مجرد رجل أعمال يحتال ويبيع أحلامًا خيالية، تاركًا وراءه فوضى كبيرة.
الجمهوريون الذين انتقدوا حملة ترامب أشاروا إلى التصريحات السابقة له، حيث قال مرارًا إن “الولايات المتحدة ستملك غزة” وإن مليونين من سكانها سيتم نقلهم. واحدة من هذه الانتقادات جاءت بتعبير عن الارتباك العميق: “لا أعرف حتى من أين أبدأ أو أنتهي من ذلك. إنه كابوس من جيل الذكاء الاصطناعي”.
بينما كان النقاش محتدمًا، اعتبر البعض أن ترامب قد يكون لديه “رؤية للسلام” لم يسبق لأحد أن امتلكها، مما يعكس الانقسام الكبير في الآراء حول رؤيته المعلنة تجاه مستقبل غزة. تعكس هذه الردود التحديات المستمرة التي تواجهها القضية الفلسطينية، والحساسية البالغة المحيطة بالحلول المقترحة للنزاع.
يمكن القول إن هذه الزوبعة حول الفيديو تلقي الضوء على التوترات الجيوسياسية الراهنة، وأهمية الحوار الواقعي والفاعل في التعامل مع الأزمات المعقدة.
متابعة: نجاح حجازي
اترك تعليقاً