في رحاب الآيات

nagah hegazy
nagah hegazy

في رحاب الآيات:
قال تعالي:
﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِی غَفۡلَةࣲ مُّعۡرِضُونَ ۝١ مَا یَأۡتِیهِم مِّن ذِكۡرࣲ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ یَلۡعَبُونَ ۝٢ لَاهِیَةࣰ قُلُوبُهُمۡۗ وَأَسَرُّوا۟ ٱلنَّجۡوَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ هَلۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا بَشَرࣱ مِّثۡلُكُمۡۖ أَفَتَأۡتُونَ ٱلسِّحۡرَ وَأَنتُمۡ تُبۡصِرُونَ ۝٣ قَالَ رَبِّی یَعۡلَمُ ٱلۡقَوۡلَ فِی ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ۝٤ بَلۡ قَالُوۤا۟ أَضۡغَـٰثُ أَحۡلَـٰمِۭ بَلِ ٱفۡتَرَىٰهُ بَلۡ هُوَ شَاعِرࣱ فَلۡیَأۡتِنَا بِـَٔایَةࣲ كَمَاۤ أُرۡسِلَ ٱلۡأَوَّلُونَ ۝٥ مَاۤ ءَامَنَتۡ قَبۡلَهُم مِّن قَرۡیَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَاۤۖ أَفَهُمۡ یُؤۡمِنُونَ ۝٦﴾ [الأنبياء ١-٦]
شرح الكلمات: اقترب للناس حسابهم: أي قرب زمن حسابهم وهو يوم القيامة.
وهم في غفلة: أي عما هم صائرون إليه.
معرضون: أي عن التأهب ليوم الحساب بصالح الأعمال بعد ترك الشرك والمعاصي.
من ذكر من ربهم محدث: أي من قرآن نازل من ربهم محدث جديد النزول.
وهم يلعبون: أي ساخرين مستهزئين.
لاهية قلوبهم: مشغولة عنه بما لا يغني من الباطل والشر والفساد.
وأسروا النجوى: أي أخفوا مناجاتهم بينهم.
أضغاث أحلام: أي أخلاط رآها في المنام.
بل افتراه: أي اختلقه وكذبه ولم يوح إليه.
أفهم يؤمنون: أي لا يؤمنون فالاستفهام للنفي.
معنى الآيات: يخبر تعالى فيقول وقوله الحق: ﴿ٱقْتَرَبَ لِلنّاسِ حِسابُهُمْ﴾ أي دنا وقرب وقت حسابهم على أعمالهم خيرها وشرها ﴿وهُمْ فِي غَفْلَةٍ﴾ عما ينتظرهم من حساب وجزاء ﴿مُّعْرِضُونَ﴾ عما يدعون إليه من التأهب ليوم الحساب بترك الشرك والمعاصي والتزود بالإيمان وصالح الأعمال. وقوله تعالى: ﴿ما يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ﴾ أي ما ينزل الله من قرآن يعظهم به ويذكرهم بما فيه ﴿إلاَّ ٱسْتَمَعُوهُ وهُمْ يَلْعَبُونَ﴾ أي استمعوه وهم هازئون ساخرون لاعبون غير متدبرين له ولا متفكرين فيه. وقوله تعالى: ﴿لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾ أي مشغولة عنه منصرفة عما تحمل الآيات المحدثة النزول من هدى ونور، ﴿وأَسَرُّواْ ٱلنَّجْوى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ وهم المشركون قالوا في تناجيهم بينهم: ﴿هَلْ هَٰذَآ إلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾ أي ما محمد إلا إنسان مثلكم فكيف تؤمنون به وتتابعونه على ما جاء به، إنه ما هو إلا ساحر ﴿أفَتَأْتُونَ ٱلسِّحْرَ وأَنتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ ما لكم أين ذهبت عقولكم؟ قال تعالى لرسوله: ﴿قالَ رَبِّي يَعْلَمُ ٱلْقَوْلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ وهُوَ ٱلسَّمِيعُ….﴾ لأقوال عباده ﴿ٱلْعَلِيمُ﴾ بأعمالهم فهو تعالى سميع لما تقولون من الكذب عليم بصدقي وحقيقة ما أدعوكم إليه.
وقوله تعالى: ﴿بَلْ قالُوۤاْ﴾ أي أولئك المتناجون الظالمون ﴿أضْغاثُ أحْلامٍ﴾ أي قالوا في القرآن يأتيهم من ربهم محدث لهم، ليهتدوا به قالوا فيه أضغاث أي أخلاط رؤيا منامية وليس بكلام الله ووحيه، ﴿بَلِ ٱفْتَراهُ﴾ انتقلوا من قول إلى آخر لحيرتهم ﴿بَلْ هُوَ شاعِرٌ﴾ أي ﷺ وما يقوله ليس من جنس الشعر الذي ذكر أشياء لا واقع لها ولا حقيقة. وقوله تعالى عنه: ﴿فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَمَآ أُرْسِلَ ٱلأَوَّلُونَ﴾ أي إن كان رسولاً كما يدعي وليس بشاعر ولا ساحر فليأتنا بآية أي معجزة كآية صالح أو موسى أو عيسى كما أرسل بها الأنبياء الأولون. قال تعالى: ﴿مَآ آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ﴾ أي أهل قرية ﴿أهْلَكْناهَآ﴾ بالعذاب لما جاءتها الآية فكذبت أفهم يؤمنون أي لا يؤمنون إذ شأنهم شأن غيرهم، فلذا لا معنى لإعطائهم الآية من أجل الإيمان ونحن نعلم أنهم لا يؤمنون.
من هداية الآيات:                                                                                                                                                   1-قرب الساعة.
٢- بيان ما كان عليه المشركون من غفلة ولهو وإعراض، والناس اليوم أكثر منهم في ذلك.
٣- بيان حيرة المشركين إزاء الوحي الإلهي والنبي ﷺ.
٤- المعجزات لم تكن يوماً سبباً في هداية الناس بل كانت سبب إهلاكهم إذ هذا طبع الإنسان إذا لم يرد الإيمان والهداية فإنه لا يهتدي ولو جاءته كل آية.
أخرج الطبراني في الأوسط، وحسنه الألباني عن أنس بن مالك، ولفظه: من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقاً، وأن يظهر موت الفجأة. وهذا الحديث يشتمل على ثلاث علامات من علامات الساعة الصغرى، هي: 1- ظهور الهلال منتفخاً كبيرا في أول ليلة من الشهر كأنه ابن ليلتين، وتفسر ذلك الرواية الأخرى للحديث وفيها: من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة وأن يرى الهلال ليلية فيقال لليلتين. رواه الطبراني في الصغير. 2- اتخاذ الناس المساجد طرقاً وعبوراً من غير أن يؤدي المار فيها تحية المسجد، ويشهد لهذا المعنى حديث ابن خزيمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل بالمسجد لا يصلي فيه ركعتين. وفي رواية: أن يجتاز الرجل بالمسجد فلا يصلي فيه. 3- موت الفجأة
هل أنت مستعد للحساب ، أم تلهو وتلعب في غفلة مع المعرضين ؟
نسأل الله تعالى العافية. والله أعلم.
أيسر التفاسير — أبو بكر الجزائري (١٤٣٩ هـ)
إسلام ويب – الفتوى
جمع وإعداد هبه صادق

Share This Article
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!