قصة الكعبة الشريفة
يقول الله تعالى (وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ)، ونحن فى هذا الصدد نعظم حرمات الله
والكعبة هى المكان الوحيد فى الأرض الذى يوجد به جزء من الجنة وهو الحجر الأسود؛ عن ابن عباس رضى الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بنى آدم).
والكعبة هى المكان الوحيد فى الأرض الذى يوجد به جزء من الجنة وهو الحجر الأسود؛ عن ابن عباس رضى الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بنى آدم).
ويقول أيضا صلى الله عليه وسلم (ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة).
يعتقد بعض الناس أن هذا الجزء، وهو الروضة، جزء من الجنة، وهذ خطأ لأن الروضة جزء من الأرض
تفسير النووى لذلك: أن ذلك الموضع بعينه (ويقصد الروضة) ينقل إلى الجنة مستقبلا؛ فالذى يصلى فى الروضة ستكون مستقبلا قطعة من الجنة.
بعض العلماء يقولون: إن العبادة فى الروضة تؤدى إلى الجنة.
ما يهمنا أن الروضة ليست الآن من الجنة ولكنها ستنقل مستقبلا
أما الحجر الأسود فقد نزل من الجنة.
اسم الكعبة
مشتق من الكعب أى (النتوء أو البروز)، فلم يكن هناك بيوت عند العرب، وكانوا يسكنون الخيام، والكعبة هو البيت الوحيد البارز والظاهر فى الأرض، وسموها الكعبة أيضا لأنها عبارة عن بيت يأخذ شكل المكعب.
ومن يريد زيارة الله عز وجل، لابد أن يتوجه إلى أماكن معينة، وإذا أردت أن تطلب من الله شيئا فعليك أن تتوجه إلى هذه الأماكن (المساجد). فزيارة الله ليست بالضرورة تكون فى الكعبة، ولكن إذا أردت أن تزور الله فاذهب إلى أى مسجد
وهذا مؤكد فى حديث الطبرانى عن سلمان الفارسى (أن النبى “ص” قال: من توضأ فى بيته فأحسن وضوءه ثم أتى المسجد فهو زائر الله، وحقا على المزور أن يكرم الزائر).
الفرق بين بيت الله ـ وبيت من بيوت الله
1- إذا قلنا بيت الله مُطلقة هكذا؛
فالمقصود به الكعبة وهذا دلالة على أهمية وعظمة وقدر وقيمة الكعبة.
2- أما إذا قلنا بيت من بيوت الله
فالمقصود هنا المساجد المنتشرة فى الأرض.
فبيت الله هو الكعبة، وأى شىء يضاف إلى الله فإنه تكريم وتشريف له.
مثال1: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا )الجن:١٩
فهذا تشريف الرسول (ص) بإضافته إلى الله عز وجل.
مثال 2 : نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (الشمس: 13) أضيفت الناقة إلى الله، فهذا تشريف لهذه الناقة وتعظيم من قدرها؛ فكذلك بيت الله هذا تشريف وتعظيم إلى الكعبة التى أضيفت إلى الله عزوجل.
علاقة البيت الحرام (الكعبة) بالبيت المعمور فى السماء
وصف الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه البيت المعمور فقال:
1- إنه بيت فى السماء يقال له ضراح، والضراح (يعنى شيئا مطل على شىء)، إذن البيت المعمور يطل على الكعبة.
2- حرمته فى السماء كحرمة البيت فى الأرض
أى أن حرمة البيت المعمور عند الملائكة وعند أهل السماء كحرمة الكعبة فى الأرض عند أهل الأرض.
3- يصلى فيه كل يوم (70 ألفا من الملائكة) ولا يعودون منه أبدا
يعنى منذ أن وضع البيت المعمور فى السماء (الله أعلم متى وضع؟) يدخله كل يوم 70 ألف ملك لا يعودون (تخيل عدد الملائكة).
4- عبادة البيت المعمور مثل عبادة البيت الحرام (وهى الطواف) فالملائكة تطوف بالبيت المعمور فى السماء السابعة، والمسلمون يطوفون بالبيت الحرام فى مكة المكرمة.
وعندما نتذكر رحلة الإسراء والمعراج
أن النبى (ص) وجد البيت المعمور فى السماء السابعة، ووجد إبراهيم عليه السلام مرتكنا على هذا البيت.
الشاهد من ذلك أن سيدنا إبراهيم أيضا وجد عند البيت المعمور لكى يربط الله عز وجل فى ذهنك بين البيت المعمور فى السماء والبيت الحرام فى الأرض.
إعداد
أ . عبد الحميد حسين
أستاذ الدراسات الإجتماعية
مؤلف كراسة الأول