لن أبيع غزة بكنوز الأرض
أتغضبُون منى فِى واشُنطُن لِصوتِ حق،
أتنعتُونِى بِالمُغيبةِ الغبِية لكلمِ عدل،
أتُقنِعُوننِى بِأجندتِكُم هزِيلة وغلقِ فم،
أتكتُمُون صوتِى بِلا أى عُذر؟!
من قال إنِى سأرضخ لِطمسِ الوقائِع وتشويه رأى؟
أفتغرُوننِى أن أبِيع قضِية الغزاويين بِثمنٍ بخس،
تبا لكُم على قلبِ الحقائِق فِى غزة الأبية وتشرِيد شعب.
من قال لكُم فِى واشُنطُن إن العرب بِلا أى رأى،
من تلصص على العِرُوبة لِإلصاقِ تُهم،
إن التارِيخ بِه قِصص البِطُولة عربِية بِلا أى زيف،
فنحنُ العرب أشرافُ قوم.
أتُراجِعُون بِطُولاتِ العرب معًّا مِن غيرِ لف،
فصلاحُ الدِين الأيُوبِى قد فتح القُدس،
ونصرُ أُكتُوبر شاهِد عليكُم جِيلا بعد جِيل مِن بعدِ حرب
أتقلِبُون الحقائِقَ فِى واشُنطُن بِكُلِّ إفك؟
فأنتُم كما العادةُ تنقِضُون عهدا،
وأنتُم تُناصِبُون شِعُوبنا العداء بِكُلِ مكرٍ،
وحربُ غزة تشهد عليكُم بُكُلِ صلفٍ..
ومِصرُ حُرة لن تُطأطِئ لأى هزل،
وشعبُ مِصر أسدٌ جسُور فِى كُلِّ مِحنة بِكُلِ شموخ،
وأهلُ غزة هُم أهلُ صبر،
فرُغم المِحن لا يهابُون موتا ولا النِيران بِكُلِ رحب
وأنا لن أبيع العرب ولا الغزاويين ولو بِكِنُوزِ أرض،
فلقد عاهدتكُم فِى واشُنطُن تمكُرون بِكُلِ قُبح،
تشترُون الضمائِر مع الذِمم بِأى شىء،
فنحنُ عِشرةٌ طوِيلة بين كرٍّ وفر…
أوهمتمونا بِأن أمرِيكا تتسيد العالم فِى الحُرياتِ بِرحبِ صدر،
كما ادعيتُم الزعامة فِى كُلِ أرض،
أهى مُزحة مِن بعدِ غزة أم ضِيق أُفقٍ؟
أضحكتُمُونِى بِغيرِ قضب
سنقرأ التارِيخ مهلا لكُم فِى واشُنطُن بِلا أى شرط،
نحنُ العرب بين العِباد أسيادُ قوم،
نحنُ الشِمُوخ وعِزُ نفس فِى كُلِّ عصر،
لا نُهادِن فِى حقِ أىِّ أخ
فلقد ورثنا الكِبرياء وصوت سيف لِإقامةِ عدل،
أقمنا أُممًا تشهد علينا فِى كُلِ عهد،
أورثنا العالم حضارة،
وأضأءنا نُورا وعِلما يشهد علينا فِى كُلِ وقت، وأخذ عنا غرب.
نحنُ العرب فخرُ نسلٍ،
نثُورُ زمنا لِنشرِ عدلٍ،
ثُم نهدأ مِن أجلِ سِلمٍ، نمرُّ كأىِّ أُمة بِلحظاتِ ضعف،
ثُمَّ نقوى فِى الخفاء لِشحذِ عزمٍ،
فلقد أغرتُم على أهلِ غزة فِى يومِ ضعفٍ
وتركنا لكُمُ البابَ بِه شّق،
قد قُلنا إن واشُنُطُن قد أوهمتنا شوطا بِأنها تنشرُ بين الأنامِ عدلا،
لكُنكُم قد سقطتُم فِى مُستنقع غزة بِكُلِّ عجب
الدكتورة/ نادية حلمى
أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
اترك تعليقاً