مصر : القضية الفلسطينية عابرة للثقافات والأجناس والأديان
متابعة.نجاح حجازي
أكدت مصر أن القضية الفلسطينية هي قضية عابرة للثقافات والأجناس والأديان، وهي قضية العرب المركزية الأولى.
وقال السفير محمد مصطفى عرفي مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية في الكلمة التي ألقاها اليوم أمام فعالية إحياء ذكرى النكبة ويوم الأسير الفلسطيني بالجامعة العربية: نحن نجتمع اليوم أحياء لذكري النكبة، لا لكي نجتر ذكريات بل لتجديد العزم على مناصرة القضية الفلسطينية.
وأضاف عرفي: أقول بكل صدق أنه لربما كان من غير الأنصاف أن يذكر في أديباتنا السياسية منذ عقود أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية فحسب، حقيقة الأمر أن القضية الفلسطينية هي قضية الفطرة السوية التي جبل عليها عموم البشر، قضية الشرف، قضية الأخلاق، قضية رفض الظلم والضيم واستلاب الأنسان لحق أخيه الأنسان.
وأكد أن تلك القضية هي قضية عابرة للثقافات والأجناس والأديان، وقد خلقت وسائل التواصل الاجتماعي واقعا جديداً، بمعني الكلمة، وتم تخليق ثقافة مشتركة جديدة لأجيال وطبقات جديدة في بقاع مختلفة من العالم، فهكذا قد يكون الشباب العشريني في احدى دول أمريكا اللاتينية متماثلاً في الفكر والمسلك مع شباب من المنطقة العربية، وأخر يقاربهما من اسيا وغير ذلك، هناك أذن ثقافة مشتركة بين عموم البشر.
وتابع إن هذا الواقع الجديد، غير المألوف من قبل، من شأنه تخليق، جنباً إلى الثقافة العالمية المشتركة، الزخم اللازم للضمير العالمي كي يتحرك لإنهاء القضية الفلسطينية. بتلك النهاية المأمولة التي تليق بنضال الأجيال السابقة والحالية، وقد شاهدنا ذلك في بعض الأمور، إنها بلا ريب، حركة التاريخ في الاتجاه الصحيح، ولا مراء بشأنها. فلا يمكن أن يحدث التطور البشري دون أن يتجلى الضمير العالمي في الدفع نحو تسوية عادلة للقضية التي يمثل استمرارها نقيصة في الضمير العالمي.
وأوضح السفير عرفي أنه في أدبياتنا العربية “إنما النصر ساعة صبر”، ويقينا وحتما أن نصر القضية الفلسطينية لقادم، ولو بعد حين، إن قدر للأجيال التي تمر بفترات التأزم أن تصمد وتثابر، ريثما تتهيأ الظروف لأجيال قادمة تحصد زرعها وتنال ثمرها.
وأشار إلى إن النصر الذي يعنيه هنا للقضية الفلسطينية، هو إنشاء وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للعيش والنماء على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا، فلا يمكن لأي قوة أن توقف التاريخ أو أن تكسر إرادة الأقدار.
وقال: سوف يأتي وقت، نحسبه قريباً وإن رآه البعض بعيداً، يجتمع هنا، في بيت العرب وحاضنتهم وملاذهم، من يحتفلون ويحيون ذكرى كفاح وصمود أسلافهم، وعندئذ سنجد أن فلسطين باتت واقعا فرضته الأقدار بكفاح الأجيال من الشرفاء، ولا أقول الفلسطينيون ولا العرب فقط، إنهم شرفاء العالم من كل الأديان والجنسيات.
وأضاف أن مصر، التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الجامعة العرية، دعمت ولا تزال كل ما من شأنه دعم المصالحة الفلسطينية، تلك المصالحة ليست فقط ترياق شفاء أو طوق نجاه، بل هي ضرورة حياتية مصلحة للقضية الفلسطينية.. هي احترام لدموع الثكالى ومعاناة الأيتام من شعبنا البطل في فلسطين، ونحث كل الأخوة الفلسطينيين أن يفوا بواجب المصالحة، بكل ما تعنيه الكلمة، فلا يكونوا مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.
ووجه السفير عرفي في ختام كلمته تحية للشهداء الذين قدموا أنفسهم فداء ودفاعا عن فلسطين.
وفي سياق متصل ،أكد عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان ومندوبها لدي جامعة الدول العربية أن ذكري النكبة كشف استمرار التعنت من جانب الدولة القائمة بالاحتلال. والتذكير بالقرارات الدولية المؤكدة لحق الشعب الفلسطيني والممارسات اللا إنسانية التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني والتعنت في رفض القرارات الدولية التي أكدت على حق الشعب الفلسطيني.، مؤكدين موقف سلطنة عمان الدائمة لمساندة الشعب الفلسطيني حتى تتحقق آماله.
وأضاف إن هذا التاريخ ليس إلا تعبير من الأمم المتحدة والقناعة الدول المنضوية تحت قبعة الأمم المتحدة والمؤمنة بالسلام بأحقية الشعب الفلسطيني بأن يعيش كغيره من الشعوب الأخرى في هذا العالم بسلام وأمان.
وتشارك سلطنة عمان الدول المحبة للسلام ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي بدوره في هذه القضية والتي تعد أخر احتلال لدولة وشعب ويسعى بكل جهد ورغبة في حل هذه القضية ومناشدة الضمير الإنساني في أن يدفع بذلك تحقيقا للعدالة وفقا للقانون الدولي والقانون الإنساني. والتأكيد على نبذ التعامل مع الدول وفقا لازدواجية المعايير الذي بدا في الأخير لا بد لنا من تحية نضال الشعب الفلسطيني.
ومن جهة أخرى ثمن السفير عبدالحميد شبيرة سفير الجزائر بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، تنظيم جامعة الدول العربية فاعلية عربية بمقر الأمانة العامة في ذكرى النكبة الفلسطينية الأليمة وأكد السفير عبدالحميد شبيرة خلال كلمته بالندوة التي نظمتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الاثنين ٨ مايو الجاري، إن حدث الجامعة العربية لإحياء يوم النكبة الفلسطينية والتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، يحمل في طياته تحية حارة للشعب الفلسطيني الشقيق على صموده والحالة المستمرة عبر الأجيال المتعاقبة طوال الـ75 الماضية ورسالة تضامن في نضاله في سبيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس في حدود 4 يونيو ١٩٦٧.
وتابع السفير شبيرة، أننا في هذه المناسبة إذ نستذكر معا مسيرة النضال الفلسطيني والمعاناة التي واجهته طوال هذه الفترة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لا لشيء إلا لأنه ظل متمسكا بحقوقه في أرضه ووطنه صامدا أمام تعنت القوات الإسرائيلية وأعمال القتل والبطش التي تمارسها ضده على مرأى من المجتمع الدولي دون أن يحرك ساكنا بالرغم من قرارات الشرعية الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة، منذ 1948 إلى يومنا هذا.
وأشار السفير شبيرة إلى أن الكثير من بؤر التوتر في العالم قد سويت بمساعدة المجتمع الدولي ومنظماته ما عدا قضايا تحرير وتقرير المصير قليلة منها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق الذي يعيش حالة تعسف وظلم دولي من جراء عدم تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وفقا لقرارات الشرعية الدولية وسياسة الكيل بمكيالين المنتهجة ضده.
وقال شبيرة، نغتنم هذه الفرصة لنهيب بالضمير الدولي لإنصاف الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة ومساعدته على إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني والضغط على إسرائيل للامتثال لمقتضيات قرارات الشرعية الدولية.
وبعث السفير عبدالحميد شبيرة، برسالة دبلوماسية إلى المجتمع الدولي، يطالبه فيها بالتحرك لتحمل مسؤولياته لإنصاف هذا الشعب، مؤكداً دعم ومساندة الجزائر المطلقة للشعب الفلسطيني الشقيق وقيادته الوطنية في تقرير مصيره الوطني وفي نضاله التحريري ومطالبه المشروعة. مشدداً على أن الجزائر ستبقى دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني في مساره التحريري بالدعم المادي والسياسي والوفاء بكل التزاماتها اتجاه دولة فلسطين دون أي حسابات مهما كان نوعها، مذكراً بما تحقق في الجزائر من خلال التوقيع على وثيقة مصالحة فلسطينية -فلسطينية من قبل 14 فصيلا، بما فتح آفاق واسعة أمام وحدة الصف الفلسطيني ووحدة كلمته وتعزيز وقوفه أمام المحتل.
وأعرب السفير شبيرة، عن تضامن الجزائر المطلق مع إخواننا الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مطالباً المجتمع الدولي بتفعيل الآليات الدولية لحماية الأسرى والحفاظ على حقوقهم وفقا للاتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة أمام الانتهاكات الخطيرة لقوات الاحتلال في حقهم.
اترك تعليقاً