يـأتـي عـلـى الـنـاس زمـان.. يـصـلون و هـم لا يـصـلون

يـأتـي عـلـى الـنـاس زمـان.. يـصـلون و هـم لا يـصـلون

بقلم.د إبراهيم عبد الراضي حجازي

” لا تبخــل عـلـي نفسـك بقـراءة المـوضـوع للنـهـايـة “

قال تعالى :
” وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين “

روي أن سيدنا طلحة الأنصاري رضي الله عنه كان يصلي في بستانه ذات يوم ورأى طيرا يخرج من بين الشجر فتعلقت عيناه بالطائر حتى نسي كم صلى, فذهب إلى الطبيب –
“رسول الله صلى الله عليه وسلم “
يبكي ويقول :
يا رسول الله إني انشغلت بالطائر في البستان حتى نسيت كم صليت فإني أجعل هذا البستان صدقة في سبيل الله . . فضعه يا رسول الله حيث شئت لعل الله يغفر لي.

وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول :
إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة.
– فقيل له : كيف ذلك ؟
– فقال : لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها.

 ويقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
إن الرجل ليشيب في الاسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة !!
قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها.

ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله :
يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون؛
 وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان !
فماذا لو أتيت إلينا يا إمام لتنظر أحوالنا ؟؟

ويقول الإمام الغزالي ر حمه الله :
إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى , ووالله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا.
‘سئل كيف ذلك ؟؟؟
فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه , وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا.. فأي سجدة هذه ؟

وقال النبي صلى الله عليه وسلم  :
وجعلت قرة عيني في الصلاة
فبالله عليك هل صليت مرة ركعتين فكانتا قرة عينك ؟
 وهل اشتقت مرة أن تعود سريعا إلى البيت كي تصلي ركعتين لله؟
هل اشتقت إلى الليل كي تخلو فيه مع الله ؟

وانظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم . .
كانت عائشة رضي الله عنها تجده طول الليل يصلي وطول النهار يدعو إلى الله تعالى فتسأله :
 يا رسول الله أنت لا تنام ؟؟
 فيقول لها” مضى زمن النوم “

ويقول الصحابة : كنا نسمع لجوف النبي وهو يصلي أزيز كأزيز المرجل من البكاء.

 وقالوا . . لو رأيت سفيان الثوري يصلي لقلت : يموت الآن  “من كثرة خشوعه”

وهذا عروة بن الزبير 
ابن السيدة أسماء أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم أصاب رجله داء الأكلة ” السرطان “فقيل له : لا بد من قطع قدمك حتى لا ينتشر المرض في جسمك كله , ولهذا لا بد أن تشرب بعض الخمر حتى يغيب وعيك ،
فقال : أيغيب قلبي ولساني عن ذكر الله ؟؟
والله لا أستعين بمعصية الله على طاعته ،
 فقالوا : نسقيك المنقد ” مخدر ” ،
فقال : لا أحب أن يسلب جزء من أعضائي وأنا نائم ,
 فقالوا : نأتي بالرجال تمسكك ,
 فقال : أنا أعينكم على نفسي ،
 قالوا : لا تطيق ،
 قال : دعوني أصلي فإذا وجدتموني لا أتحرك وقد سكنت جوارحي واستقرت فأنظروني حتى أسجد , فإذا سجدت فما عدت في الدنيا , فافعلوا بي ما تشاؤون !!!

 فجاء الطبيب وانتظر, فلما سجد أتى بالمنشار فقطع قدم الرجل ولم يصرخ بل كان يقول :
. . . لا إله إلا الله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا . . حتى أغشي عليه ولم يصرخ صرخة واحده ،فلما أفاق أتوه بقدمه فنظر إليها وقال : أقسم بالله إني لم أمش بك إلى حرام ,ويعلم الله , كم وقفت عليك بالليل قائما لله . . 
” فقال له أحد الصحابة : يا عروة أبشر !جزء من جسدك سبقك إلى الجنة ،،
فقال : والله ما عزاني أحد بأفضل من هذا العزاء.

وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما إذا دخل في الصلاة – ارتعش واصفر لونه . .
فإذا سئل عن ذلك قال : أتدرون بين يدي من أقوم الآن؟

وكان أبوه سيدنا علي رضي الله عنه إذا توضأ ارتجف فإذا سئل عن ذلك قال :
الآن أحمل الأمانة التي عرضت على السماء والأرض والجبال
فأبين أن يحملنها وأشفقن منهاوحملتها أنا..

وسئل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك ؟
 قال : بأن أقوم فأكبر للصلاة، وأتخيل الكعبة أمام عيني ، والصراط تحت قدمي ،والجنة عن يميني، والنار عن شمالي.
وملك الموت ورائي.. وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة..
فأكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع ،
وأسجد بخضوع ،وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري.
 أقبلت أم لا.

يقول سبحانه وتعالى :
– { ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله } ،
 يقول ابن مسعود رضي الله عنه : لم يكن بين إسلامنا وبين نزول هذه الآية إلا أربع سنوات „
فعاتبنا الله تعالى – فبكينا لقلة خشوعنا لمعاتبة الله لنا . . .
 فكنا نخرج ونعاتب بعضنا بعضا نقول :
ألم تسمع قول الله تعالى :
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
فيسقط الرجل منا يبكي على عتاب الله لن..

فهل شعرت أنت يا أخي أن الله تعالى يعاتبك بهذه الآية ؟

لا تنظر إلى صغر المعصية . . ولكن انظر لعظمة من عصيت.

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء.

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!