التصنيف: غرد بالعربي (المجلة الادبية)

  • أحمد لطفى السيد

    أحمد لطفى السيد

    أحمد لطفى السيد

    بقلم: حسين السيد
    بعد أيام قلائل تمر علينا ذكرى ميلاد أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد، الذى ولد فى الخامس عشر من يونيو عام 1872 فى قرية برقين بمركز السنبلاوين.
    والمتتبع لسيرة لطفى السيد لا يكاد يظفر بكتاب من تأليفه، إنما أغلب أعماله ترجع إلى أنها تجميع للمقالات التى كتبها فى صحيفة “الجريدة”؛ حيث قام إسماعيل مظهر، زوج أخته، بجمع بعضٍ من هذه المقالات فى صورة منتخبات، ونشرها فى جزءين صدرا عام 1937، وكذلك أخرج كتاب “تأملات فى الفلسفة والأدب والسياسة والاجتماع”. وينصب اهتمامه على ترجمة بعض كتب أرسطو، فترجم: “الأخلاق إلى نيوقوماخوس” عام 1924، و”الكون والفساد” عام 1932، و”الطبيعة” عام 1935، و”السياسة” عام 1947.
    والسبب فى اهتمام لطفى السيد بالترجمة بدلا من التأليف إنما يعود إلى رغبته فى تنوير الأمة وتثقيفها بكل أنواع المعرفة من الأمم التى سبقتنا إلى الرقى، بدلا من المغامرة والعجلة بالتأليف الذى يضطر فيه المرء أحيانا إلى الانحياز إلى طريق دون آخر يصبح ملتزما به، ولكن سرعان ما يتبين أنه لم يكن إلا مجرد اختيار عشوائى.
    أما اقتصاره على ترجمة أرسطو فذلك راجع إلى أنه يميل بطبعه إلى الفلسفة والمنطق، وأرسطو هو الرائد فى هذا المجال، وهذا ما أشار إليه فى قصة حياته، فقال: نشأت من الصغر ميالا إلى العلوم المنطقية والفلسفية، وقد لفت نظرى فى أرسطو أنه أول من ابتدع علم المنطق، وأكبر مؤلف له أثر خالد فى العلوم والآداب، ولما كنت مديرا لدار الكتب المصرية تحدثت مع بعض أصدقائى فى وجوب تأسيس نهضتنا العلمية على الترجمة قبل التأليف كما حدث فى النهضة الأوروبية؛ فقد عمد رجال هذه النهضة إلى درس فلسفة أرسطو على نصوصها الأصلية، فكانت مفتاحًا للتفكير العصرى الذى أخرج كثيرًا من المذاهب الفلسفية الحديثة.
    ولما كانت الفلسفة العربية قد قامت على فلسفة أرسطو، فلا جرم أن آراءه ومذهبه أشد المذاهب اتفاقًا مع مألوفاتنا الحالية، والطريق الأقرب إلى نقل العلم في بلادنا وتأقلمه فيها؛ رجاءَ أن ينتج فى النهضة الشرقية مثل ما أنتج فى النهضة الغربية.
    وفى الحق إن أرسطو لم يكن كغيره معلمًا فى نوع خاص من العلوم دون سواه، بل هو معلم فى الفلسفة، معلم فى السياسة والاجتماع، فهو كما لقبه العرب بحق “المعلم الأول” على الإطلاق، وكما وصفه دانتى فى جحيمه “معلم الذين يعلمون”.
    وهو ما جعل الدكتور محمد كامل حسين يعقد مقارنة بين الاثنين، أرسطو ولطفى السيد، فى مقاله “أحمد لطفى السيد والدعوة إلى أرسطو” بمجلة الكاتب المصرى، فرأى أن كليهما معلم، وهما شديدا العناية بالكليات عناية فائقة، كما أنهما مرهفا الحس من ناحية المنطق البحث يدرك الخطأ فى التفكير بطبيعته الصافية، وينقص كل منهما العناية بالتفاصيل والطريقة التحليلية وإدراك ما للمنطق من حدود كثيرا ما تقصر به عن إدراك الحقائق العلمية..
    وتعد مدرسة لطفى السيد امتدادا لمدرسة الإمام محمد عبده، فى إيجابيتها وصراحتها واعتدالها وخاصة فى ذلك الطور الأخير من حياة الإمام، وفى اعتناقها لسنة الإصلاح والتطور والابتعاد عن العنف والثورة، وإن ارتدت إلى العمل السياسى الذى كفر الشيخ به وابتعد عنه.
    تولى لطفى السيد رئاسة تحرير صحيفة “الجريدة” التى أصدرها حزب الأمة فى مارس 1907، بقيادة محمود باشا سليمان، وحسن باشا عبد الرازق الكبير، وكانت لسان حال الأعيان المصريين. وحملت الجريدة كما هو معروف لواء الدعوة إلى “المصرية”، ومعارضة الاتجاه إلى تركيا، إلى أن توقفت عن الصدور فى نهاية سبتمبر 1914. وقال لطفى السيد فى افتتاحية العدد الأول: “ما الجريدة إلا صحيفة مصرية، شعارها الاعتدال الصريح، ومراميها إرشاد الأمة المصرية إلى أسباب الرقى الصحيح، والحض على الأخذ بها، وإخلاص النصح للحكومة والأمة بتبيين ما هو خير وأولى، تنقد أعمال الأفراد وأعمال الحكومة بحرية تامة، أساسها حسن الظن من غير تعرض للموظفين والأفراد فى أشخاصهم وأعمالهم التى لا مساس لها بجسم الكل الذى لا ينقسم، وهو الأمة”.
    وأرجع يحيى حقى الهالة التى حول اسم لطفى السيد، فهو أستاذ الجيل، رغم أنه لم تكن له مؤلفات مثل طه حسين أو هيكل أو العقاد مثلا، أرجع ذلك إلى أفكاره وآرائه ومبادئه التى غرسها فى الجيل الذى تلاه، فقد تتلمذ على يديه هيكل، وانظر أثره فيه بكتابه “مذكرات فى السياسة المصرية” فى بداية الجزء الأول، وجعله على نوافذ واسعة ليطل منها على الفكر الأوروبى فى مجالات الفلسفة والاجتماع والأدب. كما كان من الداعمين والمساندين لطه حسين، ويكفى أنه استقال من إدارة الجامعة مارس 1932 احتجاجا على نقله وهو عميد لكلية الآداب إلى وزارة المعارف بغير إرادته وإرادة الجامعة. وغير أفكاره التى بثها على صفحات الجريدة، وقال يحيى حقى وقد سئل عن سبب المكانة الرفيعة التى احتلها لطفى السيد: إنه أسس مدرسة ثقافية مصرية صميمة، مدرسة من الأفراد لا الكتب، هكذا فعل سقراط والأفغانى، يكفيه أن نبتت فى أرضه أزهار مثل هيكل وطه حسين، وأنه ظل دائما يلمع وسط غبار مثار من التململ والاستنقاص والرثاء المهين للنفس، رمزا للتفاؤل الشديد بأصالة هذا الوطن ومستقبله وشبابه.
    لطفى السيد حصل على ليسانس الحقوق سنة 1894، وعين مدير لدار الكتب سنة 1915، وفى 1925 عين مديرا للجامعة المصرية، فوزيرا للمعارف سنة 1928، وفى 1945 عين رئيسا لمجمع اللغة العربية حتى وفاته فى الخامس من مارس 1963، وقد تخطى 91 عاما.
    وصفه العقاد فى كتابه “رجال عرفتهم” بأنه فى فكرته “أفلاطونيا”، يقصد أنه عاش لأمته لا لمصلحته الخاصة، فقال العقاد موضحا المقصود من الأفلاطونية :”ومن معانيها، وهو أقرب إلى ما نعنيه في هذا المقال، أن الرجل العام ينبغى أن يعيش للمصلحة العامة تطوعًا وحسبة بغير جزاء، وألا يشتغل بخاصة أموره “الشخصية”؛ لأن الدولة التى يتجرد لخدمتها هى التى تتكفل له بكل وسائل التفرغ لتلك الخدمة، وليس له بعد ذلك حق فى وقته الخاص لغير القيام بحقوقها”.
    لكن هذا لا يعنى أنه كان مثاليا بل أخطاء قد تكون جسيمة، سأتعرض لها فى مقال آخر عنه.

  • تساؤلات شاعر

    تساؤلات شاعر

    تساؤلات شاعر
    عندما تتلاحق الأحداث من اضطرابات و حروب و ظروف اقتصادية طاحنة حولنا نجد أنفسنا نعيد التفكير فى أمور اعتدناها و فى مدى جدوى الاستمرار فيها و تمتد لتشمل أفكارنا و أفعالنا وحتى ما نمارسه كمهنة أو عمل أو نشاط . و تجد المثقفين من المفكرين و الأدباء و الشعراء هم الأكثر حساسية فى ردة الفعل لإحساسهم بأن صوتهم لا يجد صداه عند المؤثرين فى صنع القرار و تشكيل الوعى و لا يحرك ساكنا لدى جمهور تراجعت اهتماماته الثقافية فى ظل حمى انتشار تريندات وسائل التواصل الاجتماعى التى لا تميز الغث من الثمين و لذا قد يتساءلون عن وضع و مستقبل ما يقدمونه من فكر وفنون و استقبال الجمهور له فى ظل تراجع الثقافة بوجه عام عما كانت عليه منذ نحو عقدين من الزمن أو ربما أكثر .ومنذ عدة أيام أثار الشاعر محمود مفلح على صفحته زوبعة من الأسئلة بين قرائه عن الشعرو الشعراء ليعيد حركة المياه الراكدة لسفينة الشعر لكى تبحر من جديد .و الشاعر محمود مفلح هو شاعر فلسطينى من مواليد 1943 درس فى كلية الأداب قسم اللغة العربية بدمشق و قضى جزءا من طفولته فى المخيمات الفلسطينية بسوريا و منذ عدة سنوات انتقل للعيش بالقاهرة و صدر له عدة دواوين شعرية .ولعل اللافت للاهتمام أن الأسئلة التى طرحها على القراء هى صميم التساؤلات عند المهتمين بالشعر والتى يبحثون عن إجاباتها لدى الشعراء, فتبادل الطرفان الأدوار ودار هذا الحوار الافتراضي ليجد عنده قرائه إجاباته الشافية التى يبحث عنها .

    لماذا نكتب الشعر ونقرأه؟

    نكتب الشعر كى لا يموت صوتنا الداخلى و يختنق صداه وسط زحام الحياة فنَنسي و نُنسي.
    و نقرأ الشعر كى نجدد صلتنا بمشاعرنا و نعرف كيف يفكر و يشعر الأخرون تجاه مختلف المواقف وأحداث الحياة فنتأكد أننا ما زلنا أحياء حيث نجد راحة و سلوى فى قواسمنا الإنسانية و الشعورية و الفكرية المشتركة .

    هل الشعر ضرورة في حياتنا ؟ وهل له أولوية فعلا ؟ وهل يؤثر في هذا الجيل وفي هذا الزمن تحديدا

     ربما لم يعد الشعر يمثل أولوية عند البعض و لكنه لا يزال مهما فهو صوت يريد أن تسمع بصمته و هو بالتأكيد شاهد على عصره .و لكل جيل لغته و أولوياته و تفضيلاته الإبداعية و الشعرية .و هذا الجيل أصبح له لغات متعددة فى الإبداع آخذة فى التطور بشكل سريع عن شكلها الكلاسيكية كالصورة و السينما و الموسيقى و منصات التواصل الاجتماعى و تطبيقات الذكاء الاصطناعى التى تساعد المبدعين فى إنجاز أعمالهم ..فلم تعد اللغة الإبداعية قاصرة على اللغة المكتوبة أو على الشعرو قد تمخض عن ذلك تجارب شعرية جديدة عابرة و مازجة للأجناس الأدبية التقليدية ومتأثرة بالتكنولوجيا الحديثة و بتطور اللغة و استخدام مفردات جديدة و حداثية.

    ماهو الشعر الذي يستحق أن يقرأ. ويروج له شعر القيم أم شعر الجمال؟

     ما يستحق أن يكتب و يقرأ هو الشعر الجميل المؤثر فى الروح بغض النظر عن كونه يتحدث عن الجمال أو عن القيم .ولكل زمن أولوياته الأيديولوجية و لكل مكان خصائصه البيئية و كلتاهما تشكل عقول ووجدان مبدعيه و تؤثر فى اختياراتهم ؛ بينما يظل الشعر ينبع من مكان قصى داخل روح الشاعر التى تعيش تلك المؤثرات ، وتظل الدوافع الذاتية الانفعالية سواء عاطفية على اختلافها و تباينها أو فكرية مستخلصة من تجارب الحياة و المعرفة التراكمية هى محرك القصيدة . ونحتاج كقراء أن نرى الشعرو نفهمه من زوايا جديدة ليكون أكثر إثراء ، ليست زوايا لغوية وبلاغية فقط بل زوايا أكثر شمولا وكذلك أكثر تفصيلا : فلسفية و إنسانية واجتماعية و فنية و تشكيلية و شعورية. فالشعر انعكاس انفعالى صادق للإحساس بالحياة و معانيها و قيمها وواقعها و فى التعبيرعنها قد يكون مبهجا أو مظلما .

    هل نتهم كل من لاينفعل بالشعر الجميل بأنه متبلد الإحساس. وفقير الذوق السليم؟

     من لا يقرأ الشعر ليس بالضرورة متبلد المشاعر و لكنه غالبا لا طاقة له على قراءة نص مطول يحتاج إلى تأويل بينما قد تكون سماته الشخصية العملية و المباشرة و تفضيل إيقاع الفعل السريع الذى يواكب العصر.و ليس القول . كما أنه قد لا يتمتع بملكات لغوية قوية تساعده على فهم المعانى و دلالات الألفاظ و تذوق بلاغتها الأمر الذى يصنف ضمن القدرات و المهارات الشخصية الفردية . ورغم ذلك يفوته الكثير لإن اللغة الشعرية تفتح أبواب الحدس للقارىء على مصراعيها الأمر الذى يقوده لفرضيات و تأويلات مفتوحة حول النص و تولد لدي القارىء العديد من الأفكارالإبداعية .و لا نستطيع أن نغفل أن التعليم الجيد الذى يهتم باللغة الأم ويشجع القراءة بها و يعمل على إذكاء الثقافة العامة و اللغوية يقع عليه دور فى تطوير الذائقة الشعرية .

    هل نحترم تجارب الشعراء الإبداعية حتى ولو صدمت أذواقنا. وكسرت معاييرنا الأخلاقية ومقاييس الفن في نظرنا؟

    الحكم على تجارب الشعراء الآخرين الصادمة لأذواقنا خاضع لنضجنا الشخصى و قدرتنا على استيعاب و تقبل الاختلاف و الاستفادة منه ودراسته . قد تكون هناك معايير أكاديمية واضحة يتم تقييم تلك النصوص من خلالها منها اللغة والصور و البلاغة إلا أن الشعر فى أساسه فن لا يمكن أن يخضع نقده تماما للحيادية العقلية لإن الجزء الأكبر من تذوق القصيدة هو الانفعال الشعورى بها و ذلك شىء فردى يختلف من شخص لأخر. فإذا لم ننفصل شعوريا و قيميا و لو جزئيا عن التجارب الإبداعية المختلفة عنا التى تكسر معاييرنا الأخلاقية أو مقاييس الفن من وجهة نظرنا و ننظر إليها بزاوية جمالية مختلفة فقد لا نستطيع أن نتقبل تلك النصوص نفسيا لإن النقد لأى نص إبداعى عملية تتمازج فيها عدة عوامل منها العقلى المنهجى والشعورى و القيمى والجمالى.

    هل يصلح الشعر أن يكون رساليا؟ بمعنى هل يستطيع أن يحمل رسالة؟ ومامدى قدرته على حملها؟
    ألايكون ذلك على حساب التجديد والإبداع والإدهاش والتجاوز؟؟

    اختيار الرسالية مقترن بفلسفة الشاعر الخاصة و غرضه الشعرى ومدى ولائه له و كيفية تقديمه لهذا الغرض، لذا هى مرتبطة باختيار الشاعر لها كأساس فى القصيدة و بقدرته اللغوية على صياغتها بأسلوب فنى متوارى و فى أثناء تلك العملية عليه الانفصال عن شعوره لحظيا و ملاحظة تكوين شعور المتلقى المتولد من تأثير الكلمات و الصور الشعرية و عليه التركيز الحاد على الإمساك بدفة التأثير بمهارة و نجاح.
    أما كون الرسالية تحجم الإبداع و الإدهاش فهذا يعتمد على مدى خصوبة خيال الشاعر وتفوق مهاراته الأسلوبية .

    هل نطالب الشاعر أن يتوقف إذا شعر أن نبعه قد جف وأنه بدا يستنقع ويكتفي بما أنجز؟

    توقف الشاعر عندما يجف نبعه أمر مرهون بإدراكه لذلك و خطورة استنقاعه على تاريخه و هو أمر يقرره الشاعر وحده .و يحتاج إما أن يواجه نفسه بذلك عندما يلمسه فى ردود أفعال من يثق فيهم فيقيم موقفه
    و يتوقف مكتفيا بما أنجز ، أو أن يخوض تحديا مع نفسه و ينتفض ليعيش تجربة إنسانية جديدة قد تستلزم وقتا بعيدا عن الشعر ولكنها تفيض عليه بمائها من جديد . ويبقى هو صاحب الكلمة الأخيرة فى كيف يريد أن يظل فى ذاكرة الديوان و الجمهور.

     هل الشعر ترف وفائض عن الحاجة؟

     قد يبدو للبعض أن الشعر ترفا فى وسط الأزمات الطاحنة التى نعيشها و لكن الأزمات هى التى تفجر داخلنا المشاعر المتباينة و المتناقضة و المتشابكة القوية و التى هى قوام الشعر و التى قد لا نجد سبيلا لفهمها و لا وقتا للتفكير فيها وهضمها فى حينها ، إلا أنها تمتزج بنا و تظل داخلنا تقرع على أبوابنا كى نفتح لها فتنطلق معبرة عن نفسها و معلنة عن رغبتها فى الخروج للنوروالفضاء الشعرى و لذا قد يتحول الشعر إلى حال مؤجلة حتى يستحكم إلحاح الشعور الذى فجره للتعبير عن نفسه و ليس بسبب أنه ترفاً. والوطن العربى يعج بشعراء عظام كتبوا عن الوطن و التحرر من الاستعمار أمثال محمود درويش و أبو القاسم الشابى و غيرهم . و ما زال هناك شعراء حتى يومنا يكتبون مثل شعراء غزة الذين كتبوا تحت القصف قصائد أرخت لتاريخ إنسانى لم يكتب بعد .

     هل كثرة الشعراء في زماننا.ظاهرة صحية أم إفلاس حضاري؟
    هل كثرة جمهور الشاعر دليل تفوقه وتفرده أم أن هناك شعراء كبارا بلاجمهور؟

    لا بأس من وجود شعراء كثيرين على الساحة و لكن البقاء للأكثر إبداعا و أصالة .
    و كثرة الجمهور حول الشاعر ليست معيارا أوحداً يعتد به على جودة إبداعه فكثير من الشعراء لم يحظوا بالشهرة إلا بعد وفاتهم ، و ما أكثر من يتجمهر حول أغانى المهرجانات التى لا تقدم أى قيمة فنية مضافة أو مؤثرة تبقى فى الوجدان و الذاكرة مثلما كان فن القدامى الشامخين.

    انتهى الحوار و لم تنته تساؤلات عدة تراود الشعراء و محبى الشعر حول استشراف مستقبله فى خضم عزوف نسبى عنه فى المشهد الثقافى وكذلك من دور النشر مقارنة بالرواية و القصة القصيرة. فهم يعتبرونه فنا نخبويا لا يقبل على قراءته العامة و لا ينتشر إلا من خلال الغناء أو لو اقترن بفن آخر و بخاصة شعر الفصحى .ولكن تبقى الحقيقة و هى أن الشعر الذى هو أقدم الفنون الأدبية كائن حى دوما يتأثر ببيئته و مجريات الأحداث الكبرى فى محيطه و فى العالم منذ نشأته مما جعله يمر بمراحل عديدة غير فيها جلده أكثر من مرة واستجاب لكل تلك التحولات بالتجريب فى الشكل و الغرض و اللغة و الأسلوب فأعاد خلق نفسه ليستمر ويواكب الحياة . و فى رحلة التطورالشعرى سيظل دوما البقاء للأقوى إبداعا وصدقا و الأكثر تأثيرا فى وجدان الناس و فى اللغة .

    تساؤلات شاعر

    بقلم :م. غادة شمس

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     

  • رثاء شقيقى “محمد حلمى”

    رثاء شقيقى “محمد حلمى”

    رثاء شقيقى “محمد حلمى”

    “ومن يقوى على النسيان يا ولدي، ونفس الدمع قد سكب على أحمد قبلك بعام، وقبر الأم يرتجف لموت الإبن بعد الإبن لقضاء الله في غياب”

    رثاء شقيقى/ محمد حلمى
    المرحوم/ محمد حلمي

    أيا أخاً من صلبي قد رحل بلا إشارة قد ترجف أو بوداع، فمن بعدك يا محمد، أدوس بكلا قدمي على غيابك على الأشواك. وفي وداعك، ترانا كنا نقرب من الهذيان، وثورة تفور في نفسي في الأركان. ولم أهدأ على قبرك يا صغيري ولو بكلام. ناديت عليك وراء الباب فبُحّ الصوت يا سندي لفقدانك مع الأحباب.

    ومن يقوى على النسيان يا ولدي، ونفس الدمع قد سكب على أحمد قبلك بعام، وقبر الأم يرتجف لموت الإبن بعد الإبن لقضاء الله في غياب. ترانا كنا أوشكنا يا محمد على دهس متاعبنا بعد فراق أحبائنا، وأبونا مع الأم والأخ من الأدناس. ترانا كنا قد بُحنا بأوجاعنا من الحرمان، ولما رحلت قد توهت من الإرعاب.

    فمن يفتح عليّ الباب يا ابني، ومن يضحك، ومن يدفع شر الدنيا من حولي والناس والأطماع؟ ونغصة قلبي تربكني في كل مكان، وصوت الحق قد كتم ولو بدفاع. فهل تذكر ضحكتنا على السلم وصوت كلامنا يفضحنا من وراء الباب؟ ألم تعهد بأن نتآخى يد بيد كالأصحاب؟ لما غبت يا ابني مكتومًا بالسِر مع السرداب؟

    وكم أدمى قلبي نزيفًا لمصرعك بلا جواب. ومفتاح قبرك كنت أنهشه بحثًا عنه مع الأغراب. وأغشى عليّ يا ولدي في كفنك بلا جلباب. وأرفف كل أحذيتك تقف بحثًا عن يدك في تِرحاب. وفرشة نومك قد بردت يا محمد بلا ثياب، ودفيتك قد ألمسها وأشيائك لأخبرها أين مكانك قد ذهب في استغراب؟

    فهل تذكر أيامنا وضحكتنا خلف الشباك؟ وحبك كان يغمرنا على العتبات. وطرف يدايّ ممدودًا على قبرك اليوم أشكوه لساعات، وأسأله أين محمد سيعود إلينا بعد غياب؟ ورُوحك حولي يا ولدي تدفئني بفرط حنين مع الأشواق. وأرفع وجهي على الحائط لأطالع صورتك مرسومة على الطرقات يا محمد بإعجاب.

    وقالوا لي أن أنسى يا بني، وكيف أنساك وفي العين بقايا الدمع قد سقط بلا استئذان! فمن يطرق عليّ الباب ومن يضحك بعلو الصوت والنغمات؟ أبُوح بإسمك ثرثرةً مع الناس بلا إدراك، وأقول محمد أخٌ لي من رحمي بلا استحياء. ويشهد ربي محبتك بين عباده، وجيراننا تسأل عنك بلا إجابة.

    رثاء شقيقى “محمد حلمى”

     د. / نادية حلمي
     أستاذ العلوم السياسية جامعة بني سويف

  • مِنْ عَيْنًاك كَسِيّى الرَّبِيع ثَوْبًا أَخْضَرَا

    مِنْ عَيْنًاك كَسِيّى الرَّبِيع ثَوْبًا أَخْضَرَا

    مِنْ عَيْنًاك كَسِيّى الرَّبِيع ثَوْبًا أَخْضَرَا
    مِنْ عَيْنًاك أَنْبَلج الصُّبْحِ ضَاحِكًا مُسْتَبْشِرًا
    بِه أَشْرَقَتْ شَمْسُ حَيَاتِي عَبَقًا وَأَثَرًا
    طَيَّبَ اللَّهُ ثَرَاك
    بُسْتَانٍ قَلْبِي قَدْ أَثِمَرا
    حُبُّ وَعَشِق وَمِسْكٍ وَعِطْرٍ وَعَنْبرا
    إنْ تَكُونِي بَعِيدَة
    حُبُّ وَعَشِق وَمِسْكٍ وَعِطْرٍ وَعَنْبرا
    إنْ تَكُونِي بَعِيدَة عَنِّي قَيَّد أُنْمُلَة ذَاك بُعْدًا شَاسِعًا مُسْفِرًا
    أفهمي اعلمي أن التخاطر بيننا جداً قوي
    إن كنت تالمين فإن قلبي ينزف حتى فاضت ادمعي
    علام التذمر والشكوى حبيبتي
    حبك باللوح المحفوظ منذ الزمان الأولي
    بعد الشتات يجمع الله قلبينا عله
    فرج قريباً قولي يا الله ثم ابتهلي
    الشاعر/ حسين سلمان عبد
  • كلما هربت منك

    كلما هربت منك

    كلما هربت منك
    مرغما إليك
    أعود وكأنك فرض في الصلاة
    نسيته
    توجب السجود
    قد زادني فيك
    الغياب تعلقا
    حتى الرمال سألتها عن مركبك
    فإذا تعبت إليك
    سيرت قوافلا إليك أنت
    وأنت مني ما أقربك!
    يا أنت
    انت نقطة الوجود
    وأنا بدونك عدم
    والفرق بين الوجود والعدم أنت
    تعالي وإن تباعدت المسافات
    فالقلوب أقرب
    تعالي كي تمتزج
    الروح والجسدان معا
    تعالي فطوَّل غيابك
    نار عشقك لا تنطفئ بفؤادي
    تعالي وخبرين بوصالك
    أو هجرانك
    ما عاد القلب يتحمل.
    بقلمي/ حسين سلمان عبد
  • حافظ محمود يكشف سرا عن مى زيادة

    حافظ محمود يكشف سرا عن مى زيادة

    حافظ محمود يكشف سرا عن مى زيادة

    بقلم: حسين السيد

    قليلة هى المصادر التى حدثتنا عن السبب الحقيقى لرحيل إلياس زيادة والد الآنسة مى زيادة من لبنان إلى مصر، لكن قرأت فى الأيام الماضية للصحفى الكبير حافظ محمود، أن هذا يرجع إلى أن شابا من شباب بلدتها بلبنان قد أخلف وعده لها بالزواج، وكانت تحبه حب الطفولة، فخشى عليها والدها من أن قلبها الصغير لا يتحمل مثل هذه الصدمة، فجاء بها إلى مصر ليجعلها تنسى هذا الشاب، وقد أشار حافظ محمود إلى أن هذا كان سرا لم يتعرض له كل الذين كتبوا الكتب والمقالات عن حياة مى.
    وهذا السر الذى اكتشفه حافظ محمود ليدعونا إلى العجب والدهشة؛ إذ كيف اكتشف هذا السر وقد أخطأ هو فى تاريخَىْ ولادتها ووفاتها؛ حيث قال:”وقد أقامت تعانى فى القهر حتى ماتت مهجورة منسية فى سنة 1949م بعد أن كانت حديث الناس منذ ولدت فى سنة 1898م”، والمعلوم أن ميا ولدت فى 11 فبراير عام 1886، وتوفيت 19 أكتوبر سنة 1941 عن خمسة وخمسين عاما تقريبا.
    ومع هذا، أجد نفسى أميل إلى ما ذهب إليه شيخ الصحفيين حافظ محمود وهو من الصحفيين الأوائل الذين أسسوا نقابة الصحفيين، وكان العضو رقم واحد بها، وربما تكون هذه الحادثة هى التى أثرت فى عقل مى زيادة ونفسيتها؛ حيث إنها لم ترتح إلى فكرة الزواج، ونفرت منها نفورا تاما، وأبدت الرغبة فى أن تعيش حرة طليقة، لا عليها من قيود أو التزامات، ربما يكون هذا صحيحا.
    كما أنى أستبعد أن وفاة جبران أثرت فى صحتها وتوازنها وتغير صفو حياتها كما ذهب بعض من أرخوا وتعرضوا لسيرة حياتها كفتحى رضوان مثلا فى كتابه “عصر ورجال”، إنما ما أراه صحيحا هو تأثرها بوفاة أقرب الناس إليها وهو والدها إلياس زيادة؛ حيث توفى عام 1929 وكان السند وحائط الصد الأول والداعم لها، ولم تفق من صدمة الوالد حتى تلقت صدمة أخرى هى وفاة أمها فى مارس 1932، فكانت وفاتها الشوكة التى قصمت ظهرها، ولا شك أن أى امرأة بمثل هذه الحالة، من فقدان الأب والأم معا، وليس لها أخ أو أخت، يجعلها تعانى فى حياتها، فالوحدة ألم مرير لا يكابده إلا من ذاق الفقدان، وكم رأيت فى حياتى من رجال فقدوا آباءهم وأمهاتهم وقد أصابتهم الأمراض النفسية، ومنهم من تغلب عليها وعاش سليما ومنهم من استسلم لها وعانى فى حياته.
    ورغم هذا، فإن ميًّا تعرضت لمؤامرة من أقاربها، وأدخلوها مستشفى الأمراض النفسية “العصفورية”، وقالت عن هذا: “باسم الحياة ألقانى الأقارب فى دار المجانين.. أحتضر على مهل وأموت شايئا فشيئا”.
    لا أصدق أن حبا نشأ بين مى وجبران، فلم يكن جبران يهتم بالحب، وإلا فما المانع من أن يطلب يدها للزواج وهما على ديانة واحدة وأديبان ومن بلد واحد، ولم يكن ينقص مى المال، ما المانع إذن فى عدم زواجهما وقد استمرت رسائلهما إلى عقدين تقريبا؟ وأعتقد أن رسائل جبران إلى مى ما هى إلا تطهير لنفسه من الآثام التى وقع بها، فقد طارح أكثر من سيدة الغرام، وأراد أن يحافظ على صورته أمام مى، فلم يكن بالبرىء الخامل الذى يجهل النساء، وإنما له علاقات متعددة مع أكثر من امرأة، فكان مع مى رجلا آخر غير الرجل الذى يعيشه، كما أن مى لامته فى روايته “الأجنحة المتكسرة”، وقالت له فى رسالة أرسلتها إليه فى 12 مايو 1912: “إننا لا نتفق فى موضوع الزواج يا جبران.. وهل يصح لكل امرأة لم تجد فى الزواج السعادة التى حلمت بها، وهى فتاة أن تختار لها صديقا غير زوجها، وأن تجتمع بذلك على غير معرفة من أهلها، حتى إن كان القصد من اجتماعها الصلاة عند فتى الأجيال المصلوب”.
    كما أنى لا أصدق ما كتبه الأديب واسينى الأعرج من أن ميا كانت تحب ابن عمها جوزيف زيادة، ولى وقفة مع كتابه “ليالى إيزيس كوبيا”، ولا أصدق كل ما رواه واسينى عن علاقة مى بالأدباء المصريين.
    مى زيادة حالة فريدة، قلما يجود بها الدهر، وستظل تشغل بال الأدباء والمفكرين والقراء أمدا طويلا بل تلهمهم، ولم تنل أديبة حظا من البحث والدراسة والكتابة مثل ما نالته مى، وإلا فقل لى مَنْ مِنَ الأديبات من كُتب عنها مثل مى، كتب عنها العقاد وطه حسين والرافعى ومنصور فهمى وسلامة موسى وغيرهم وغيرهم، ومع هذا لم نوفها حقها. كانت خطيبة وشاعرة وكاتبة ومترجمة تتقن العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية والإسبانية.. كانت كل شىء، كما لها بصمات فى الأدب العربى، وخاصة فى فن الرسائل؛ حيث إنها من أعذب ما يكون.

  • سنة حلوة

    سنة حلوة

    سنة حلوة
    محمد عباس _مصر
    سنة حلوة والخير جوانا
    والفرح منور في سمانا
    بايدينا نعمر دنيانا
    بقلوبنا والحب ملينا
    بلقانا تكمل فرحتنا
    ونبادر ونمد ايدينا
    احلامنا ان كبرت نلحقها
    بايدينا في ايدين بعضينا
    ……
    وهوانا وشمسك دي حياتنا
    بالروح والقلب هنفديها
    ونعمر توشكي والمينا
    مع سينا وفرحة اهالينا
    وهنبني في ربوعها ودينا
    ….
    وهنحلم والحلم يجينا
    وايدينا تسبق خطاوينا
    هنسير ع الوعد والكلمة
    ونرجع أيامنا الحلوة
    ونغني وتزين الدنيا
    بالبسمة والكلمة الحلوة
    …….
    هنحافظ علي كل ترابها
    هنسطر ونقول لولادها
    امجادنا هترجع والماضي
    يابلادي يااحلي الاوطان
    ولايمكن هقدر انساكي
    لو الف الكون ولاانضام
    ……..
    ماانا قلبي وعقلي بيهواكي
    والحاضر رملك وسماكي
    والماضي امجاد ابطالنا
    هنعلي وهنبني امالنا
    ونقول للكل بنهواكي
    يابلادنا يااغلي الاوطان
    ….
    راح ناخد بايدينا حقوقنا
    ونقول للناس اننا فقنا
    ونرجع اغلي الاوطان
    شهداءنا شبابنا وامالنا
    وهتشهد للناس اعمالنا
    بالخضرة ومركب وامان
  • رسائل إيجابية

    رسائل إيجابية

    رسائل إيجابية
    -تفائل واحسن الظن دائما بالله ..فلا تدري كم من الخير سيأتيك من وراء التفائل والامل ..
    -رائعة هي رياضة السباحة .. فأول دروسها هي ان تغلق فمك و تستمر بالحركة “قاعدة لكل شيء في الحياة”
    -التفاؤل هو أن تتعلق بفرج الله حتى ولو كانت المعطيات “كلها ضدك” .. فالبحر أمام موسى، والعدو خلفه
    ومع ذلك قال : “كلا إن معي ربي سيهدين”
    -رُبما تتأخر وظيفتـك ، رُبما يتأخر زوَاجـك ، ربُما يتأخر عِلاجك ولكن لن يتأخر أجرك وبقدر صبرك يأتي فرحك و دائماً تذكر “ إن مع العُسر يُسرا –
    -ما يدفع الانسان الى النجاح هو الجرأة ،الجرأة في التفكير والجرأة في التنفيذ والجرأة في تقبل الفشل –
    -تفاءلوا عندما تصعب عليكم الأمور فإن الله تعالى أقسم مرتين : ﴿ فإنّ مع العُسر يُسرا، إنّ مع العُسر يُسرا ﴾. –
    -في اللحظة التي تشعر فيها أن كل شيء يعاكس رغباتك تذكر قوله تعالى: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} –
    -(قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف)
    كان مجرد اقتراح .. لكنه كان سببا في تغيَّر مسار التاريخ .. لا تحتقر أي فكرة أو رأي،
    فلعل أثره الإيجابي يفوق الخيال. –
    -من اجمل لحظات السعادة حين تحقق أشياء يعتقد الناس أنك لا تستطيع تحقيقها –
    -“لا أحد يستطيع أن يغضبك أو يحزنك أو يحبطك بدون إذنك”
    -رائعة هي الابتسامة التي تقول للحزن لن تغلبني والمحاولة التي تقول للفشل لن تتمكن مني والطموح الذي يقول للإحباط لن تسيطر عليَّ.
    في النهاية
    دَرّبْ قَلبَك عَلىْ أنْ يَكوْنَ بِأتّسَاعِ هَذا الكَوْن
    تَذّكَر أنّكَ سَتَمُوت وَ وَحدَك مَنْ يُقرّر
    هَلْ يَنْسَاكَ النَاس أمْ يتَذَكرُوكَ ؟
    يومكم جميل وهاديء
    رسائل إيجابية
    د.محمد ابراهيم الشرايدي
  • انهيارك لم يحدث فجأة…!!!

    انهيارك لم يحدث فجأة…!!!

    انهيارك لم يحدث فجأة…!!!
    ارتطامك بالسقوط لم يأتي دون مقدمات ، وتسلسلات من الضغوط والتجارب السيئة.
    أنت لا تقع مرة واحدة ومباغتة .
    بل وقعت في داخلك كثيراً ، لكنك تغاضيت عما حصل فيك من تراكمات ..
    إهمالك لنفسك وتساهلك بعدم ترتيب قاع ذاتك وتبذيرك لعاطفتك وانشغالك بضجيج الحياة ، أدى إلى ما أنت عليه .
    ليكن عطاؤك لنفسك أولاً ثم لمن يستحق .
    لا تحترق لأجل أن تدفئ الآخرين.
    لا تستهلك طاقة بدنك ومشاعرك لتسعد غيرك .
    ليس سهلاً أن تقاوم طيبتك المفرطة وتغير من طبيعتك المِعطاءة.
    لكن لتسيطر قليلاً عليها كي لا تهدر عمرك بتعب .
    حاول أن تكون مضيئاً للغير ، لكن دون استهلاك كل إنارتك الداخلية ، فأغلب من حولك قد يرضيهم انطفاءك.
    وقد يتجمد قلبك ، بينما هم يلقون عليك كرات ثلج إضافية .
    إضبط نفسك على قدر استطاعتك .
    فالأنفس الطيبة يرضيها معروف بسيط ، وتخجلها مساعدة سطحية.
    أما النفوس الخبيثة ، لا تشبع لو أعطيتها كل ما لديك .
    يومك جميل وهاديء 
    إرتفع لتَري لا لتُريو
    للعيون الجميلة التي تقرأ باقة ورد
    (بتاع تنمية بشرية)
    طِبًتٌمً وٌ طابت أوقاتكم 
    وٌدٍمًتٌمً بًخِيَر
    دٍ/مًحًمًدٍ إبًرآهّيَمً
    صــانع السعـادة
  • مش مستعدة للرحيل

    مش مستعدة للرحيل

    مش مستعدة للرحيل أنا عمري مااندم ع الفراق
    من بعد ما طاب العليل من بعد جرحي أنا قلبي فاق
    كل الحياة اتغيرت وسنين هوايا
    واقفة وبابكي بالدموع عند المرايا
    غدره وعذابي في دنيتي هما البداية
    وبدال ماييجي ويعتذر كتب النهاية
    وانا لسة راضية بالقليل مش مستعدة للرحيل

    لساك فاكرة يا دنيا راح أعيد اللي كان
    من بعد غدره ليا خلاص فات الأوان
    دنا عشت عمر جنبه مش حاسة بأمان
    راجعلي تاني بعد إيه
    جرحك مانيش قادرة عليه
    كذبك ماهوش محتاج دليل
    مش مستعدة للرحيل

    مش قادرة أصدق كل دا يجرا في ساعات
    وذكرياتي مسحتها وكل اللي فات
    أخر كلامنا في النهاية كان سكات
    عمالة أصبر نفسي علي قلبي اللي مات
    هيفيد بإيه الندم أو حتي العويل
    لسة بقولها وافتكر مش مستعدة للرحيل

    الشاعر: حاتم أبو رية

error: Content is protected !!