أنا الآن أختنق
القاصة . دعاء فرح
1- أنا الآن أختنق
تسللتْ إلى أنفاسي بالأمس رائحة شئ يحترق، قمت مسرعة من مرقدي أجوب المنزل ذهابًا وإيابًا لعلِّي أجد مصدر هذه الرائحة الخانقة، حتي أنِّي فتحت الباب أنظر خارجه لأعرف من أين تنبعث تلك الرائحة، ظللت أبحث هُنا وهناك، ولا أجد شيئًا يحترق، وبعد الكثير من محاولات العثور غير المجديه رجعت أحتضن سريري، لتعاودني الرائحة مرَّة أخرى وبشدة ؛رائحة تقتل أنفاسي، تثقل روحي، أنا الآن أختنق، أختنق وبشدة دون حريق،لا شئ حولي يحترق، هذه الرائحة تنبعث مِنِّي أنا من داخلي.
فجأة ملأ دخان كثيف الجو حولي فاختنقت أكثر وشعرت بأن كل ما حولي يدور، ثم يتلاشى شيئًا فشيئًا، أنا لا أرى، ظلام دامس يحاصرني من كل اتجاه.
يا الله، هل هذه اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت؟ صرخت وصرخت وصرخت، هدوء قاتل، هل من أحد هنا يسمعني؟ هل من أحدٍ هنا يأخذ بيدي؟ هل كل ما أشعر به حقيقي أم أنا في حضرة أسوأ كوابيسي؟.
2- من القلب للقلب
تواصلت معه عبر الهاتف لتعرض عليه مساعدتها لبعض المكافحات التي تحتاج الي مد يد العون لها…فاستجاب لطلبها في التو واللحظة، وبالفعل ذهب في الموعد المحدد، وألقت بكل المعلومات التي ظلت تجمعها طوال سنوات خبرتها العملية علي منصة الحدث ليتفاعل معها جميع الحاضرين ويتهافتوا علي رقم هاتفها.. وتشعر هي بلذة الفوز في الخير، وتعود الي مقعدها مرة أخرى لتتابع بعين يُحرِّكها الفضول جميع الجالسين، تحاول قراءة شفاهم المتحركة بكلام لا يصل إلى أذنيها.
بعد عدة دقائق ترى فتاة تتقدم صاعدة علي المنصة وفي قبضة يدها كتاب تُقرِّبه الي صدرها وتحتضنه بمنتهى القوة الممزوجة بالرفق، وكأنها تستمد منه الأمان، وعلي المنصة تم تعريف الفتاة بأنها كاتبة هذا الكتاب، فتريح هي ظهرها على المقعد وتنظر للفتاة بانبهار، وتتذكر حلمها منذ خمسة أعوام أن يتم نشر كل ما تكتبة من مشاعر تنقلها مباشرة إلى الورق، وكم كانت تشعر بأن قلبها هو الذي يحرك قلمها، ويعاودها الحلم مرة أخري وبشدة…بأن يشاركها القارئ تحقيق ما تمنته الآن، بأن يقرأ ما كتبته من القلب للقلب.