الجيش الاسرائيلي يعتزم شن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في غزة
مقترح مصري جديد لاستئناف الهدنة.. قبلته حماس وتل أبيب نفت علمها به
يعتزم الجيش الاسرائيلي, شن عملية عسكرية برية واسعة النطاق في غزة، وقد نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن مصادر لم تكشف عنها إن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتانياهو وفريقه الجديد للأمن القومي يخططون لشن هجوم بري كبير، اعتقادا بأن «احتلال أجزاء من أراضي القطاع والسيطرة عليها سيسمح أخيرا بهزيمة حركة حماس».
وتشير الصحيفة إلى أن نتانياهو وفريقه المتشدد من كبار مساعديه، الذين تم تعيينهم في الأشهر الأخيرة، يرون أنه يجب هزيمة حماس في ساحة المعركة بالقوة العسكرية، قبل التقدم في أي حل سياسي بشأن مصير غزة.
كما أضافت الصحيفة أن نتانياهو وفريقه الجديد، بما في ذلك وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، يعتقدون أن الهزيمة العسكرية لحزب الله في لبنان واستعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم تجديد الهجوم ضد حماس، يمنحهم مزيدا من الحرية في القتال.
وفي هذا السياق، ناقش وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مع نتانياهو، في مكالمة هاتفية، التطورات، وبالتحديد تلك المتعلقة بالحرب في غزة وجهود إطلاق سراح الرهائن. وجاء في بيان مقتضب لوزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، أن روبيو أكد لنتانياهو دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وأعرب عن عزم واشنطن استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر، من خلال العمليات العسكرية ضد الحوثيين.
كما أصدر مكتب نتانياهو بيانا أشار فيه إلى ما وصفه بـ«الدعم غير المشروط من جانب واشنطن لإسرائيل وسياساتها».
مجازر.. وإبادة جماعية
ميدانياً، كثف جيش الاحتلال غاراته الجوية العنيفة منذ ساعات فجر الاثنين، إذ قصف بقرابة ثلاثين غارة أهدافاً متفرقة في محافظتي وسط القطاع وجنوبه، مستهدفاً منازل ومنشآت تجارية وسيارات مدنية وخيم نازحين ومساجد، ونفذ غارات متفرقة على مدينة غزة وشمال القطاع، هي الأعنف منذ استئناف الحرب قبل أسبوع، وأسفرت الغارات امس عن استشهاد أكثر من 63 شخصا بينهم نساء وأطفال، واستقبلت المستشفيات أيضا 143 جريحًا، فضلاً عن دمار واسع.
وقال مسعفون إن غارة أصابت مدرسة يلجأ إليها نازحون في غزة، مما أسفر عن استشهاد أربعة على الأقل، بينهم طفل. وقال شهود عيان إن طائرات استهدفت بقصف مباشر أكثر من خمس سيارات مدنية في مناطق متفرقة من مدينة خان يونس، كان أغلبها متوقفاً، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الأشخاص. كما استشهد الصحافي حسام شبات، مراسل قناة الجزيرة»، إثر استهداف مباشر لسيارته، وذلك بعد نحو ساعة من استشهاد الصحافي محمد منصور في غارة على منزل بخان يونس جنوبي القطاع.
هذا ويتعرض حي تل السلطان في رفح جنوبي غزة، لإبادة جماعية. وقالت بلدية رفح إن آلاف المدنيين بينهم أطفال ونساء وكبار سن، محاصرون تحت قصف عنيف من دون وسيلة نجاة، فيما الاتصالات مقطوعة عن الحي والعائلات بلا ماء أو غذاء أو دواء وسط انهيار تام للخدمات الصحية، اذ ان الجرحى ينزفون حتى الموت. وتحت وطأة القصف المكثف، نزح آلاف الفلسطينيين عن حي تل السلطان سيرا على الأقدام.
مقترح مصري جديد
في هذه الأثناء، قال مسؤولون إن مصر قدمت اقتراحا جديدا لمحاولة إعادة وقف إطلاق النار إلى مساره الصحيح، ويتضمن تحديد جدول زمني لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل جدول زمني للانسحاب الكامل بضمانات أمريكية.
وأعلن مسؤول مصري، الاثنين، أن حماس ستفرج عن خمسة رهائن أحياء، بينهم أمريكي، مقابل سماح تل ابيب بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار لمدة أسبوع. كما ستفرج تل ابيب عن مئات الاسرى الفلسطينيين. وقال مسؤول في حماس ان الحركة «ردّت بإيجابية» على المقترح، من دون الخوض في التفاصيل.
في المقابل، افاد مسؤول بكيان الاحتلال صحيفة (تايمز أوف إسرائيل) ان تل ابيب لم تتلق أي مقترحات جديدة للإفراج عن الرهائن: «لم نسمع عن أي مقترح جديد»، مضيفا ان حكومة نتانياهو لا تزال تسعى جاهدةً للضغط على حماس لقبول «اقتراح ويتكوف» المدعوم أمريكيا، وانه إذا لم توافق حماس على شروط تل ابيب فسوف يستمر الضغط حتى تنكسر حماس، كاشفا انه إذا لم يحدث ذلك، فإن جيش الاحتلال سيشرع في حملة برية واسعة النطاق في غزة.
وفي السياق، زعم وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس عقب لقائه مع مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أنه يمكن وقف الحرب غداً إذا تخلت حماس عن سلاحها وأفرجت عن الرهائن، مشددا على أن تل أبيب لن تدخل مساعدات للقطاع إذا كانت حماس ستستفيد منها.
عملية دهس
وفي حيفا شمالي الاراضي المحتلة، قُتل مستوطن وأصيب آخر جراء عملية دهس وإطلاق نار مزدوجة. وبحسب القناة 12، فقد شهدت مدينة يوكنعام جنوب شرقي حيفا إصابة مستوطنين اثنين بجروح جراء إطلاق نار، وأكدت قوات الاحتلال «القضاء» على منفذ عملية.
المصدر: «وول ستريت جورنال» الأمريكية