في لحظة مؤثرة، نادى الفراق في قلوب الجميع، حيث ودّع البابا تواضروس الأنبا باخوميوس بدموع حارّة، معبرًا عن مشاعر تنبض بالحب والامتنان تجاه هذا الأب الفاضل، الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الكنيسة القبطية.
وأوضح البابا تواضروس أن الأنبا باخوميوس كان من أوائل الأساقفة الذين رسمهم البابا شنودة الثالث، وقد تم رسمه في يوم عيد دخول السيدة العذراء مريم إلى الهيكل، مما يعكس مكانته الروحية الخاصة. وجاء انتقاله في وقت يتزامن مع ذكرى نياحة السيدة العذراء، مما أضفى على رحيله دلالة عميقة، تذكّر الجميع بالأثر الخالد الذي تركه في قلوب المؤمنين ومسيرة الكنيسة.
وأضاف البابا: “لقد تعلمت منه كيف يكون الخادم الحقيقي والمخلص، وكان دائمًا يتمنى أن يخدم أكثر، رغم كبر سنه وصحته.”
هكذا، يرحل الأنبا باخوميوس، ولكن ذكراه ستظل حية في قلوب من عرفوه وتعلموا من حكمته.
كان تشييع الجثمان، حدثًا مؤثرًا جمع الآلاف من محبيه ومن أبناء شعب الكنيسة الأرثوذكسية. بحضور البابا تواضروس وأعضاء المجمع المقدس، تمت صلوات التجنيز في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث عُبِّر عن الحزن الشديد بفقدان شخصية دينية بارزة.
بعد انتهاء الصلوات، تم نقل الجثمان إلى دمنهور لوضعه في كنيسة القديس مار مرقس الرسول، حيث سيتيح الفرصة لأسرة وأحباء الفقيد لإلقاء نظرة الوداع ابتداءً من الساعة الثامنة مساءً.
من المقرر أن يُصَلَّىَ البابا تواضروس القداس الإلهي في صباح الغد، يلي ذلك صلوات التجنيز، ومن ثم نقل الجثمان إلى دير القديس مكاريوس السكندري في جبل القلالي لإتمام مراسم الدفن.
هذا وتعتبر مسيرة الأنبا باخوميوس مميزة، فقد وُلد في 17 ديسمبر 1935 وترهب في دير السريان بوادي النطرون. تدرج في الرتب الكنسية حتى أصبح مطرانًا في عام 1990، وعُيّن قائمقامًا للبطريرك في فترة مهمة من تاريخ الكنيسة. إن إرثه فضلاً عن حكمته في إدارة شئون الكنيسة جعلته واحدًا من الشخصيات المؤثرة التي ستظل في ذاكرة الأقباط.