التصنيف: غرد بالعربي (المجلة الادبية)

  • رجوعه مرة أخرى

    رجوعه مرة أخرى

    رجوعه مرة أخرى

    جلستُ يومِى أنتظِرُ إشارةً مِنه بِلا سُؤال،

    ضيَّعتُ وقتِى فِى الكِتابة

    ولِسانُ حالِى يبتسم

    تُرى هل يُجيبُ ويتصل

    أم أنسى أمرَه مِن سُكات؟!

    قد نَفد صبرِى،

    وهاتِفِى بات يرِن مِن شخصِ آخر لا سِواه،

    تمتمتُ بُرهة بِالشتائِم والسُّباب

    تُرى هل عاد لِينتقِم أم قلبُه لان؟

    أأنا خُدِعتُ مِن جدِيد

    أم عاد مكسورًا فِى هواه؟

    كُلُّ المعارِك خُضُتها دِفاعًا عنه،

    قد رق قلبِى لِحالِه لما عاد

    كان رِجُوعُه صفعةً أُخرى

    لِمن طعن قلبِى فِى تحدٍّ

    بِهِرُوبِهِ مِنِى فِى انتِقام،

    فكرتُ وقتًا أنِى أُريدُهُ ولا أُريدُهُ

    بعد معركتِى الطوِيلة بِلا اتِزان

    قلّبتُ صفحةً تلو أُخرى

    وأنا أُتمتِم بِلا كلام،

    هيأتُ نفسِى لِلصِراخ

    لِأنِى لستُ على هواه،

    أنا لستُ سِلعةً

    يأتِى إليها وقتَ الفراغ…

    قد دق بابِى فِى مُفاجأة مع أصدِقاء،

    وانخلع نبضِى لِلُقياه،

    وطبع قُبلة على يدى،

    ورأيتُه يُخرِج خاتِم خِطُوبتِى

    وعينُه تلمع فِى امتِنان

     للشاعرة/ نادية حلمى

    أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

  • الإنسان قلق

    الإنسان قلق

    الإنسان قلق.. وهذه طبيعته أن يقلق.. يلتفت يسارا بعقله.. ويمينا بقلبه.. وفي كل الاتجاهات بحواسه.. وهذا ليس اضطرابا.. وإنما رغبة في تحقيق شيء.. وكل رغبة معها خوف من شيء.. وحياتنا رغبات ومخاوف.. ولا شيء يحدث بلا دافع.. وأحيانا يكون القلق دافعا.
    يمكنك أن تعيش قلقا.. أو تعيش هادئا.. الاختيار لك.. لكن لا طموح بلا قلق.. ولا نجاح بلا اضطراب.. القلق يدفع للأمام.. وأيضا إلى الخلف.. وهو القاتل الصامت.. حين يزيد على حده يدمر.. معظم أمراضنا سببها القلق.. ونحن نقلق بسبب ودون سبب.. ولكن تختلف علي حسب كل شخصية بداخلنا . لذا عليك أن تتمالك نفسك قليلا وتستجمع ذهنك التفكيري كي تستطيع أن ترتب جميع أوراق حياتك في كل مرحلة .
    الطاووس
    بقلم/ محمد الرملي
  • مازلت أمتلكُ القـدرة على حـبّ الأشياء

    مازلت أمتلكُ القـدرة على حـبّ الأشياء

    مازلت أمتلكُ القـدرة ،على حـبّ الأشياء
    تغريني وردةٌ، في بيتٍ قديم
    أحبّ الغيوم ، و موقد الحطب والشجر
    أشعر بالحـنين ،عند رؤية الطيور
    يؤلمني غروب الشمس
    وأنسى مع هدوء القمر، تعب يومي
    ولي ألف حكاية مع المـطر ،
    و كثير من الياسمين
    أحبّ الأدَبْ قبل العقل،
    وأحب الاحساس قبل الوجه
    وأُحب من يعرف،
    كيف يختار الكلام
    وإذا نطقَ أبهر
    وإذا صمت أوصل دون حروف ،،
    بقلم/ د.محمد ابراهيم
  • فُتِنتُ بك

    فُتِنتُ بك

    فُتِنتُ بك

     

    كافأتُ نفسِى حِين ابتعدتَ بِالصبر

    ما عُدتُ أعرفُ متى تجِىءُ

    أو تعُودُ مِن سفرٍ

    طالَ الغيابُ

    لكن قلبِى رغم المسافة ينتظرُك

    أقسو على ذاتى قليلا وأقول:

    إنَّ الطريق إلى عيونك مختصرُ

    وأسِيرُ خلفك لعلى تأتينى بجواب

    وأنا أُردد كلماتٍ كثِيرةً وأعتذرُ

    وفُتِنتُ بِك لما التقيتُكَ على حِينِ غفلة

    وأنا واقِفة مكانى أنتظرُ

    وشهقت شهقة من عيونى

    لما قُلتَ إنِى جمِيلة،

    فهربت منك أنطلقُ

    لوحّتُ نحوَك بِلا كلامٍ وأنا أنصرِفُ،

    غطى الحياء كُلَّ وجهِى وأنا أبتسِمُ،

    ووقفتُ مسلوبةَ الإرادة

    كطِفلةٍ تاهت تحتضِرُ

    ولمَّا اعترفتَ لِى بِحبِّك

    لا عِلم لِى كمْ مِنَ الساعات مرَّت

    وأنا ثابِتةٌ مكانِى أنظرُ يمِينا ويسارا،

    ألمِس خِدُودِى وأنبهِرُ

    وكم شعرتُ أنى مُثِيرة

    سُلِبت إرادتُها وحِيدة

    لمَّا قُلتَ لِى أُحبك،

    خارتْ قواى ثم وقعتُ فى الأسرِ

    وجرِيتُ نحوَكَ كى أراكَ

    ثم جمدتُ أستتِرُ.

    للشاعرة/ نادية حلمى

    أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف

  • انتظار خلف بوابة السفر

    انتظار خلف بوابة السفر

    انتظار خلف بوابة السفر

    خربشات هاله المغاورى. فيينا

    كان المطار يعجّ بالحركة، والأصوات تتعالى في أرجائه، تنبض بالحياة والأمل، بينما كانت هي تقف هناك، تحمل تذكرتها بين يديها وكأنها تُمسك بمفتاح الجنة. قلبها يضجّ فرحًا بانتظار رحلة طالما اشتاقت إليها؛ إلى بقعة مقدسة حلمت بزيارتها منذ سنوات، إلى لحظة تقف فيها أمام الكعبة، تغسل روحها بفيض الطمأنينة. منذ عام وهي تترقب هذه الرحلة بعد حصولها على التأشيرة، التي منحتها الأمل بأن تطأ قدماها أرض الحرم في أي وقت تشاء.
    لكن الحياة لا تمضي دائمًا كما نخطط. قبل أشهر، وبينما كانت مهيأة للسفر، أغلق العالم أبوابه، ووقفت رحلتها في منتصف الطريق بسبب اجتياح فيروس كورونا. انتظرت بصبر وأمل، حتى جاء الخبر المنتظر: المملكة العربية السعودية تفتح أبوابها للمعتمرين من الخارج.
    استجمعت قواها، واتصلت بالجهات المسؤولة للتأكد من صلاحية تأشيرتها. وجاء الرد بالموافقة. لم تتردد لحظة، أسرعت في تجهيز كل شيء؛ حجزت الفندق في مكة، وأجرت فحص كورونا الذي جاء سلبياً، ووضعت الحقائب في السيارة، متوجهة إلى المطار بكل الشوق الذي ملأ قلبها.
    لحظات قليلة كانت تفصلها عن الرحلة، لكن عند بوابة الصعود، وقف الموظف ليقول لها بجفاء: “عذرًا، لا يمكنك السفر”. تجمدت الكلمات على شفتيها، وعيناها تبحثان في وجهه عن تفسير لما قال. “تأشيرتك سياحية”، قال بصوت خافت لكنه حاسم، “والسعودية لا تسمح بدخول السياح في هذا الوقت”.
    تحاول استيعاب كلماته، تستجمع أنفاسها المثقلة بصدمة غير متوقعة، وتقول: “لكن لديّ موافقة رسمية!”، إلا أن الموظف واصل ببرود: “لقد حاول شخص السفر قبل أيام بتأشيرة مشابهة، لكنه عاد من المطار. أنصحكِ بعدم المخاطرة”.
    في تلك اللحظة، شعرت أن الزمن توقف. صوت المطار من حولها بدأ يبهت، كأن العالم أصبح صامتًا. وقفت في مكانها، تنظر إلى التذكرة بين يديها، وكأنها قطعة ورق لا قيمة لها بعد الآن. كان أبناؤها بجانبها، يحاولون تهدئتها، اقترحوا عليها أن تتصل مجددًا بالمسؤولين، فتعلقت ببصيص أمل أخير، واتصلت، لكن الرد جاء حاسمًا وباردًا؛ المملكة لا تسمح إلا بدخول المعتمرين بتأشيرة خاصة.
    لم تستسلم، وقالت لنفسها، “سأحصل على تأشيرة عمرة إذن”. وبسرعة، بدأ ابنها في تقديم الطلبات اللازمة للحصول عليها لكى تلحق بطائرتها . قلبها يدق بترقب، تنتظر الموافقة التي ستفتح لها الباب من جديد. لكن، جاءت المفاجأة الأخيرة؛ طلبها رُفض لأن جواز سفرها سينتهي بعد ستة أشهر.
    انطفأ الضوء الأخير في قلبها، شعرت أن كل شيء انهار. كأنها سقطت في هاوية عميقة، لا يملأها سوى ألم خانق. لم تستطع أن تعبّر لأبنائها عن ذلك الألم، فقد أصبح أقوى من الكلمات، شعور بالعجز والخسارة يختنق داخلها. عادت إلى البيت وقد ألغت كل الحجوزات، تحاول ترديد كلمات الصبر بإيمان وثبات ، لكى تجتاز الحزن الذى كان يطفو في قلبها كبحر لا حدود له، يجرف كل شيء في طريقه.

     انتظار خلف بوابة السفر 

     

  • الحرافيش

    الحرافيش

    الحرافيش

    بقلم: حسين السيد

    أجرت المذيعة سلمى الشماع لقاء تلفزيونيا مع نجيب محفوظ ومجموعة من الحرافيش، وفى بداية اللقاء سألت عن معنى كلمة “الحرافيش”، فقال الفنان أحمد مظهر: إنها كلمة مأخوذة عن التركية، وهى تنقسم إلى جزأين “حارة” و”فيش” أى بدون حارة، فالحرافيش هم الناس الذين ليس لهم أو حارة أو سكن، أو ما يعرف بـ”الصعاليك”. وتساءل مظهر هل الكلمة وردت فى القواميس أم لا، ليرد نجيب محفوظ بأنها غير موجودة لأنها كلمة “عامية”.
    وربما وردت كلمة الحرافيش لأول عند الرحالة ابن بطوطة، ولكنى لا أقطع بذلك، ففى كتابه “تحفة النظار فى غرائب الأمصار وعجائب الأسفار”، في الجزء الأول، في أثناء حديثه عن مصر وبعض أمرائها، نجد كلمة الحرافيش، فقال: “ومنهم طشط المعروف بحمص أخضر (واسمه بطاءين مهملين مضمومين وبينهما شين معجم)، وكان من خيار الأمراء وله الصدقات الكثيرة على الأيتام من كسوة ونفقة وأجرة لمن يعلمهم القرآن، وله الإحسان العظيم للحرافيش، وهم طائفة كبيرة أهل صلابة وجاه ودعارة، وسجنه الملك الناصر مرة، فاجتمع من الحرافيش آلاف، ووقفوا بأسفل القلعة، ونادوا بلسان واحد: يا أعرج النحس، يعنون الملك الناصر، أخرجْه، فأخرجَه من محبسه وسجنه مرة أخرى، ففعل الأيتام مثل ذلك فأطلقه”.
    وهنا نلاحظ تعريف ابن بطوطة لكلمة الحرافيش بأنهم أهل صلابة وجاه ودعارة، أى أنهم أقوياء أشداء يتجرأون على الحكام ويتحدونهم ولا يهابونهم، فمن هؤلاء الذين يخاطبون الحاكم بقولهم يا أعرج النحس؟! إلا إذا كانوا من القوة والكثرة والجرأة بحيث تسمح لهم بتحدى الحاكم أعلى سلطة فى البلاد! كما نلاحظ أن الحرافيش لم يكن لهم وجود إلا مع بداية حكم المماليك أو نهاية حكم الأيوبيين، فابن بطوطة كان فى القاهرة سنة 726 هـ، فى زمن الناصر محمد بن قلاوون، ولابد من أن الحرافيش كانوا موجودين قبل هذا حتى إن أمرهم استفحل وعظم خطرهم إلى درجة أنهم استرعوا انتباه ابن بطوطة.
    وابن بطوطة هذا رجل من رجال القرن الثامن الهجرى، حيث ولد فى عام 703هـ بمدينة طنجة المغربية، وشرع فى بدء رحلته وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، وقد استغرقت تقريبا ثلاثين سنة؛ إذ بدأت فى رجب من عام 725هـ، وانتهت فى شهر ذى الحجة من عام 754 هـ. ولم يدون ابن بطوطة رحلته بنفسه، أو لم تكن له يوميات يسجل فيها كل ما وقع، ولهذا ذهب بعض الباحثين إلى أن ابن بطوطة كان أعجميا ولم يكن يحسن العربية. كما أن ابن خلدون قد التقاه وتحدث عنه فى كتابه “العبر وديوان المبتدأ والخبر”، وشك فى أخباره بل قد كذبه فيما أورده.
    أما من تولى كتابة رحلة ابن بطوطة فهو رجل أديب يدعى “ابن جزى”، وذلك بأمر من سلطان فاس، أبى عنان. واختلفت الأقوال فى ضبط “جزى”، فبعضهم ذهب إلى أنه على وزان علي، بفتح الجيم وكسر الزاى وتشديد الياء. وذهب بعضهم الآخر إلى أنه على وزان سُمي، بضم الجيم وفتح الزاى وتشديد الياء. وفريق ثالث ذهب إلى أنه مضموم الجيم مفتوح الزاى وبعدها ياء ساكنة وهمزة.
    وابن جزى قد أضاف إلى رحلة ابن بطوطة وعدل وغير؛ وهو يشير إلى ذلك، فيقطع الإملاء ويضيف ما يراه مناسبا، ثم يعود إلى تسلسل الإملاء بكلمة “رجع”، أى العودة إلى إملاء ابن بطوطة مرة أخرى.
    وبالعودة إلى الحرافيش نجد أنهم قد كثر ذكرهم بعد ذلك فى كتابات المؤرخين، فهذا تقى الدين المقريزى يروى فى كتابه “السلوك لمعرفة دول الملوك” شيئا من أخبارهم، فعندما اشتدت أزمة الغلاء فى شهرى رجب وشعبان من سنة 766 هـ، وكان الأمراء يتعهدون الفقراء، فلكل أمير مجموعة من الفقراء يتولى أمرهم، ما عدا الحرافيش فقد “نودى فى القاهرة ومصر بألا يتصدق أحد على حرفوش، وأى حرفوش شحذ صلب، فآوى كل أحد فقراءه فى مكان”، ويُلاحظ أن الحرافيش يتمتعون بالصحة والقوة التى تمكنهم من العمل أو التحمل على الجوع، أو لهم طرق فى كسب قوتهم، حتى إن لا يستحقون العون والمساعدة.
    كما ورد ذكرهم فى “النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة” لابن تغرى بردى، فى أحداث سنة 841 هـ، وكان السلطان الأشرف برسباى يتصدق بمال كثير على الفقراء، فما كان من الفقراء إلا أن هاجموا متولى الصدقة وجذبوه حتى أرموه عن فرسه، “فغضب السلطان من ذلك وطلب سلطانَ الحرافيش وشيخ الطوائف وألزمهما بمنع الجُعَيْدِيَّة من السؤال فى الطرقات وألزمهم بالتكسب، وأن من يشحذ منهم قبض عليه وأخرج لعمل الحفير. فامتنعوا من الشحاذة، وخلت الطرقات، ولم يبق من السؤال إلا العميان والزَّمْنَى وأرباب العاهات”. ووضع المحقق إبراهيم على طرخان هامشا عند كلمة الحرافيش قال فيه: “إن الحرافيش هى جمع لكلمة حَرْفُوش وحَرَنْفَش كغضنفر، وهو الجافى الغليظ المتهيئ للشر والسافل من الناس، ومن معانيها: الفقراء والمتشردون والمتسولون وكذلك الجعيدية، وكثيرا ما يقع هؤلاء فريسة للطواعين وأحداث الغلاء..”.
    وقد رجح على مبارك فى خططه التوفيقية أن يكون اسم قرية “الحرافشة” الواقعة بمحافظة سوهاج منسوبا إلى هؤلاء الحرافيش لفقرهم وقلة عددهم، “الحرافشة فى الأصل جمع حرفوش ومعناه كما فى كتاب كترمير عن كتاب السلوك :الدنىء الخسيس ويقال فى الجمع أيضا حرافيش”.

     

  • نوبل.. شعلة جديدة في مسيرة هان كانغ الأدبية

    نوبل.. شعلة جديدة في مسيرة هان كانغ الأدبية

    نوبل.. شعلة جديدة في مسيرة هان كانغ الأدبية

    ملاك أشرف

    لا يحتاج الكاتب المُتوهج إلى مغادرة وطنه، أو أن يصبحَ إنكليزيا أو فرنسيا للحصول على جائزة نوبل للآداب كالسابق، بل أصبحت الجائزة هي التي تأتي إليه، هذا هو معنى الكاتب المُختلف والصادق الذي يستحقّ العالم بأكمله وليس جائزة سنوية عابرة فقط! فالقيمة الحقيقيّة تكمن في رحلتهِ الذاتيّة وتقديره لثقافته وجذوره وليس في الجائزة نفسها بلا شكّ.
    كما أن مسألة التعاطف مع حيوات المنسيين والضعفاء والنساء، بطرائق واعية ومُبتكرة، مُكتنزة بالاستعارات والأساليب الشعرية تكون جديرة بالانتباه والاعتراف الدائم حقّا، وهذا ما حدث اليوم ببساطة. عندما تتعلق القضية بالعنف والاغتراب والحزن، فلا مجال للاعتراض؛ إذ الهشاشة البشرية وفقدان الهُوية والغربة الروحيّة تستدعي جميع الأضواء..
    ما زلنا نخشى – أكثر فأكثر – أن نفقدَ ثقتنا في الإنسانية ومع ذلك هُناك مَن أنصف الصدق، الوضوح والتأمل العميق في الوقت الراهن. إن الكاتبة المُهمّشة هان كانغ يلتفت إليها العالم بعد سنواتٍ من النسيان، وعدم المُبالاة وحتّى الإهمال، وكأنّ النهايات البهية هي للصادقين والأنقياء وأصحاب القضايا الإنسانية بامتياز، النثر الشعري المُعاصر سيظل ينتصر إلى الأبد.
    حصدت هان كانغ ذات الكتابات الوجوديّة المؤثرة جائزةَ نوبل للآداب؛ لقدرتها على التعبير عن فيض المشاعر التي يثيرها كُلِّ عنصرٍ في داخلها ولأسلوبها البسيط الشاعريّ والعميق في آنٍ واحد. كانت تطمح دائما إلى أن “تتحول كتاباتها إلى شيءٍ أشبه بمرهم أبيض يوضع على تورم، أو شاش يوضع فوق جرح”. وتعتقد أن الكلمات إذا مرّت من خلالها فقد ترتجف كصرخةٍ حزينة، وعلى الرغم من ذلك فإنها سمحت لنفسها بالاختباء بين العبارات والتواري عن الأنظار بسهولة. قالت إنها لا تملك عزيزا، لا المكان الذي تعيش فيه، ولا الباب الذي تعبره كُلّ يوم، ولا حتى حياتها اللعينة. كما صرحت كانغ بأنها تعاني بشكلٍ دوري من نوبات الصداع النصفي منذُ طفولتها، فهو يجعلها مُرغمة على تأجيل مهامها والانصراف إلى مواجهة الألم الجسديّ والنفسيّ من دون سابق إنذار، مع شعورها بانسياب قطرات الزمن واحدة تلو الأُخرى حتى بعد عودتها إلى وتيرة حياتها اليومية الطبيعية، صارت تعبأ في الواقع بالزمن واعتادت أن تتساقط بين برهةٍ وثانية مثلما تتساقط مئة ريشة وريشة في مشهدٍ مليء بالبلورات الثلجية.

    عاشت في صغرها تجربة يمكن أن تكون السبب الرئيس في اقترابها من الحزن وفهمه بعمقٍ، وهي فقدان أُختها، هذه القصة الثقيلة رافقتها وكبرت معها وكانت تطفو ذكرياتها دوما على السطح؛ لذا شعرت بالحاجة إلى الكتابة عن ألم موت أختها المُباغت، حيث أصبح إخفاء هذا الجرح أمرا مستحيلا. كُلّما فرّت إلى مدينةٍ بعيدة وغريبة بحثا عن العزلة والنسيان، وجدت الأماكن الضبابيّة تجبرها على النظر أكثر في داخلها التي تحاول تجنبه. وما تظنه مُستنقعا غامضا لم يكن سوى مُجرّد بركة صغيرة جافة مُغطاة بالتراب؛ لذلك لم تستعد شيئا منها مثلما لم يستعد البحر الملوث لونه الأزرق ولمعانه غير المحدود. حاولت جاهدة أن تعزل نفسها عمّا يضطرب في أعماقها، لكنها فشلت في بلوغ خطّ النهاية واعترضت الخفايا طريقها نحو هدفها، ثمة قوة خفية تمنعها من التقدّم نحو الضوء، تقف مُستعدة داخل جسدها على حدِّ تعبيرها.
    كتبت في كتابها الشخصيّ الدراميّ ” الكتاب الأبيض” عن موت شقيقتها بعد ساعاتٍ قليلة من ولادتها ما يلي: «لا يمكنني أن أؤكد أو أنفي إذا كانت قد بحثت عنّي حقّا، إذا كانت قد حلقت فوق رأسي أو قُربَ حواف عينيّ، لم أكن أفهم ذلك الشعور الغريب الذي كان ينتابني وأنا طفلة: انفجار مُفاجئ لمشاعر جياشة في داخلي، أتساءل إن كانت هي مصدره.. هنالك لحظات أكون فيها مستلقية في حجرة مظلمة ويكون للبرودة في الجوّ وجود ملموس، لا تموتي، من أجل الرب لا تموتي، التفت باتجاه تلك الأصوات المبهمة المصدر، يملؤني مزيج من حُبٍّ وألم. التفتُ باتجاه غشاوة باهتة وحرارة جسد، رُبّما أفتح عينيَّ في الظلام كما فعلت هي وأحدق في الفراغ». هنا يكشف المقطع عن صراعٍ داخليّ، مليء بالعواطف المُتناقضة ومشبع بمشاعر القلق والحيرة والخوف، الناتجة عن استعادة الذكريات المُلتبسة غير المؤكدة، وهي فكرة فلسفيّة ترتبط بطبيعة الوجود والهُوية الذاتية.

    استعملت اللُّغة المجازيّة التي تمزج بين الواقع والتصورات الشخصيّة – العاطفيّة – ما أضفى على النصّ بُعدا تأمليا وشِعريا في الوقت نفسه. هكذا هي نصوصها تكتسحها الأشعار والشذرات. ترى أن اللغة كالسهم الذي دائما ما يخطئ هدفه بهامش ضئيل، وهي أيضا وسيلة تنقل المشاعر والأحاسيس القادرة على إلحاق الألم. لا تزال تكتب القصائد بين الحين والآخر، وتجد نفسها مرارا تستخدم الكنايات والمجازات المُتعلقة بلُغتها. تحس بتلك اللحظات التي تكون فيها عواطفنا ممزقة، فتعكس اللغة هذا التمزق بحالةٍ يرثى لها.
    تُشبه حياة مدينتها وموتها المألوف بحياة وموت أختها عندما حدث على نحوٍ سريع ومُفاجئ، ولولا وقوع الحدث لما ولدت هان كانغ من الأساس، حضورها يعني اقترانها بغياب من سبقها. مضت مُخاطبة شقيقتها بالآتي: “إن هذه الحياة لا تحتاج إلّا واحدة منّا فقط كي تعيشها، لو أنك عشتِ أكثر من تلك الساعتين لما كنتُ حية الآن”.

    تؤمن بأن الأشياء تصبح اعتيادية فقط لأننا نلتقيها/ نصادفها بشكلٍ يوميّ، وإلا فليس هناك ما يجعلها تبدو بلا معنى إلى هذا الحدّ خارج إطار هذا التوقع. كحال الثلج الذي يهطل لأوّل مرّة، فيهرع الجميع لمشاهدته لكنه سرعان ما يغدو شيئا عاديا لا يلفت انتباه أحد ولا يثير الدهشة بعد ذلك. أولت اهتماما كبيرا بالتفاصيل التي تحوم أمامها وفي داخلها، متخيلة أن العالم سريع الزوال، وأنها محظوظة كي تأتي إليه وتكتب أعمالا استثنائية بغية تطهير الذات والابتعاد عمّا يدمّرها ويشوّهها، خاصة أن بياض المرء تدنسه قسوة الأيّام ولهيبه يتضاءل مثلما تتضاءل وتتلاشى أعواد الشمع في النهار. إن الأبديّة وهمٌ سيتلاشى هو بدورهِ يوما ما. تناولت في موضوعاتها صعوبة الوجود الإنسانيّ ومُعاناة النجاة فضلا عن الحاضر الذي يكتبه الماضي والذكريات الحادّة، إلى جانب سردها عن الانتفاضات والمجازر الكورية المسكوت عنها وآثار التعذيب المُماثل لضحايا التسمم الإشعاعي، المُعشش لعقودٍ في عظامهم الهزيلة.
    تطرقت الكاتبة جيا يانغ فان، إلى مقال هان كانغ المكتوب في أكتوبر/ تشرين الأول في صحيفة “نيويورك تايمز” عن مشاهدتها من سيول لكوريا الشمالية والولايات المتحدة، وهما تنخرطان في كارثة دبلوماسية مدمرة محتملة. في المقال كتبت كانغ: “من حين لآخر، يبلغ الأجانب أن الكوريين الجنوبيين لديهم موقف غامض تجاه كوريا الشمالية. وحتى في حين يراقب بقية العالم الشمال في خوف، يبدو الكوريون الجنوبيون هادئين بشكلٍ غير عادي”. ومع ذلك تؤكد أن هذا الهدوء ليس إلا سطحا، مُضيفة: “لقد دفن التوتر والرعب الذي تراكم لعقود من الزمان في أعماقنا ويظهر نفسه في ومضات وجيزة خاطفة”. بالنسبة لكانغ فإن مشروع الكتابة عندها مثل الترجمة، هو نوع من الكشف، يجب عليها أن تستخرج هذه المشاعر المدفونة، وتعيد الشعور بالوكالة إلى شخصياتها الخيالية وأولئك الذين تلهمهم حياتهم.
    وُلدت هان كانغ في كوريا الجنوبية عام 1970، ونشأت في أجواء موسيقيّة وأدبية كورية بحيث تعمقت في الأدب حتى أصبحت جزءا منه. حولت الجروح المؤلمة في التاريخ الحديث إلى أدبٍ عظيم؛ مما رفع من قيمة الأدب الكوري وجعله محط الأنظار، حسب قول الرئيس الكوري يون سوك يول. هان كانغ هي أوّل كاتبة من كوريا الجنوبية تفوز بالجائزة، والمرأة الثامنة عشرة التي تحصل عليها. بيعت جميع كتبها خلال احتفال كوريا الجنوبية بفوزها بجائزة نوبل في الآداب. وقد علّقت الكاتبة الكورية الجنوبية كيم بو يونغ قائلة: “نحن نحتفل ونبتهج، وأنا أشعر بفخر وسعادة كبيرة لأن هذا الفوز يدحض بشكلٍ مباشر محاولات إخفاء وتشويه تاريخ كوريا الماضي”. أمّا الكاتبة جون هيجين فقالت: “بمجرد سماعي خبر فوز هان كانغ بجائزة نوبل، فكرتُ بتفانيها في كتابة الروايات التي تتناول قضايا المجموعات المستبعدة والمُعرضة للتمييز. ثمّ تذكرت أن هان كانغ تنتمي إلى منطقة هونام، المُكتظة بالعنصرية والتحيّز، مثل كيم داي جونج“، كان كيم رئيسا لكوريا الجنوبية بين عامي 1998 و2003، وحصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2000.

    يميل كُلّ فرد في هذا العالم إلى كُتّاب وموضوعات معينة بناء على ذوقه ومعاييره ومزاجه الشخصي، وهذا لا يختلف بالنسبة للقائمين على جائزة نوبل. لديهم أيضا أفكارهم ومعاييرهم الخاصة، التي قد تبدو غامضة ومُثيرة للشكوك في عملية الانتقاء؛ ولكننا سنبقى ممتنين لأن اختيارهم هذا العام وقع على هان كانغ واشتغالاتها الإنسانيّة المهمة في هذا الزمن، الذي يدفع الإنسان يوميا نحو الخيبات القاسية الوقحة والحروب الوحشية. لم تقم هان كانغ بالاحتفال، أو عقد مؤتمر بمناسبة فوزها؛ نظرا للحروب الشرسة بين روسيا وأوكرانيا وإسرائيل وفلسطين والموت المروع الذي يطال الأبرياء. لكن من المتوقع أن تتيح لها هذه الجائزة فرصةَ لقاء العديد من القُرّاء وتساعد في توسيع جمهورها الذكي، ستضيء حياتها وتسهل ترجمة أعمالها في المُستقبل القريب، بشرط أن تستعيدَ خصوصيتها وبساطتها الفائضة، المُعتادين عليها. في المجمل ذهبت الجائزة إلى مَن يعانون نفسيا ووجوديا هذه المرّة، وهو تعويضٌ للوحيدين والخاسرين في الحياة. طرقت نوبل أبواب المعاناة النفسيّة وأعلنت انتصار المرهفين والمهمشين، المُثقلين بالهموم الحياتيّة الأليمة والمُنعزلين في ذواتهم المُتشظية، هؤلاء الذين لا يستطيع أحدٌ أن يمسك بأيديهم أو يمنحهم ذكرى ساطعة تواصل المشي معهم إلى النهاية.

    نوبل.. شعلة جديدة في مسيرة هان كانغ الأدبية

    بقلم/ملاك أشرف/شاعرة عراقية

  • “أنوثة تحت الرماد”

    “أنوثة تحت الرماد”

    “أنوثة تحت الرماد”
    كانت الحياة في بيت صباح تسير كعادتها الرتيبة، حتى ذلك اليوم. كانت تشعر أن الأيام تشبه بعضها، و”سامر” بجانبها دائمًا كظلٍّ، لا يفارقها منذ أن تزوجا. لم يكن حبًا عظيمًا، لكنه كان كافيًا لتكوين عائلة. لكن في لحظة لم تكن تتوقعها ، انقلبت حياتها رأسًا على عقب.. سامر سقط أرضًا دون سابق إنذار. لا علة، لا شكوى. مجرد لحظة، وسحب الموت روحًا كان معها طوال الطريق. لا عاصفة، لا دموع، فقط صمت خانق كالسيف اخترق حياتها، تاركًا إياها في فراغ قاتل.
    الناس توافدوا، الكل قدم كلمات العزاء. ومرت الأيام بطيئة، طويلة، وهي في دوامة من الغياب. فقدت صباح توازنها، لم تعد تجد معنى لما حولها. حتى أولادها، رغم قربهم، لم يستطيعوا سد فجوة الوحدة التي باتت تتسع يوماً بعد يوم.
    بعد أشهر من وفاة سامر، خرجت صباح في يومٍ لا تدري لماذا اختارته . كانت تسير في أحد شوارع المدينة، تائهة بين ضجيج الناس وصمت مشاعرها. على غير عادتها، دخلت مقهى صغيرًا كان دائمًا ما يلفت نظرها، لكنه لم يكن يومًا مكانًا لامرأة مثلها. جلست في الزاوية، طلبت فنجان قهوة. كانت تتطلع حولها بعيون غارقة في عالم آخر، إلى أن لاحظته.
    كان الشاب جالسًا على طاولة قريبة، يبدو عليه الانشغال بكتابة شيء في دفتر متهالك. كان وجهه مليئًا بالقلق والتوتر. جذبها شيء غريب في ملامحه، ربما شبابه الذي يفتقد الاستقرار، أو ربما الطريقة التي كان يتطلع بها إلى دفتره وكأن العالم خارجه لا يهم .
    لم تمض لحظات، حتى تجمع بينهما لقاء غير متوقع. كان يتحدث مع النادل عن فرصة عمل ضاعت منه، بينما كانت هي تستمع. شعرت بشيء في داخله يشبه ما تمر به، فقدانٌ مختلف لكنه عميق. تطلعت إليه للحظة أطول من اللازم. عندما تقابلت أعينهما، شعرت بشرارة لم تشعر بها منذ سنوات. اقترب الشاب من طاولتها عندما لاحظ نظرتها، وبدأ الحديث.
    كان ذلك اللقاء بدايةً لعالم جديد. الشاب، الذي يدعى “كريم”، كان يبحث عن عمل وعن ذاته، وكانت هي تبحث عن حياة جديدة. تكررت اللقاءات، وفي كل مرة كانت صباح تجد نفسها تنجذب إليه بشكل أكبر، ليس لأنه يعوضها عن سامر، بل لأنه يمثل الحلم الذي دفنته لسنوات. وجد الاثنان شيئًا من الأمان في بعضهما، علاقة تتسم بالغرابة والشغف في آن واحد.
    لكن الرياح لا تأتى دائماً بما تشتهى السفن ، فقد اكتشف أبناؤها علاقتها بكريم، تفجر الغضب في البيت. رفضوا هذا التحول الصادم في حياة أمهم. “كيف يمكن أن تحبي شاباً يصغرك بعشرين عامًا؟ كيف يمكن أن تنسي أبي بهذه السرعة؟”. كان صوتهم يرتجف بين الصدمة والغضب. لكن صباح، التي كانت طيلة حياتها تضع الآخرين في المقام الأول، لم تعبأ هذه المرة.
    “أنا أمكم، نعم، لكني امرأة أيضًا. أنا لم أعش لنفسي يومًا، وهذه المرة لن أعود إلى تلك الحياة الميتة”. كان موقفها ثابتًا كالجدار أمام انهياراتهم. أصرت صباح على أنها لن تتراجع عن علاقتها مع كريم، لأنها للمرة الأولى تشعر بأنها تحيا فعلاً.
    لكن التوتر بين صباح وأبنائها يزداد. وعلاقتها بكريم كانت تتأرجح بين الحب والحيرة، ومع مرور الأيام، بدأت العلاقة بين صباح وكريم تأخذ منحنى آخر . كريم، الذي كان يعيش حالة من الانجذاب لشخصيتها القوية وتجربتها المختلفة، بدأ يشعر بثقل الفجوة العمرية والضغوط الاجتماعية بينهما. صباح بدورها، رغم تمسكها بحبها الجديد، بدأت تدرك أن الشغف الذي جمعهما قد لا يكون كافيًا لصنع مستقبل مشترك.
    في ليلة هادئة، جلسا معًا يتحدثان بصراحة لأول مرة. كريم اعترف بأنه لا يستطيع الاستمرار في علاقة يطغى عليها الرفض من كل جانب، وأنه بحاجة إلى حياة تناسب مرحلته. صباح، التي عاشت كل لحظة في علاقتها معه بعمق، لم تتفاجأ. أدركت أن هذا الفصل من حياتها كان ضروريًا لتكتشف ذاتها، لكنه ليس بالضرورة الفصل الأخير.
    افترقا بهدوء، دون خصام أو مرارة. وعادت صباح إلى بيتها، أكثر قوة ووعيًا بنفسها. هذه المرة لم تكن بحاجة للعودة إلى حياتها القديمة بالكامل، لكن أيضًا لم تعد تلك المرأة التي تضحي بكل شيء من أجل الآخرين. أصبحت متصالحة مع أنوثتها، مكتفية بذاتها، ومهيأة لمواجهة المستقبل بروح جديدة، تاركة النهاية مفتوحة لما قد يأتي.
    خربشات هاله المغاورى فيينا
  • فرق تسد

    فرق تسد

    فرق تسد
    اللي فرق بين حبايب
    واللي جاحد واللي عايب
    واللي حاضر زي غايب
    واللي عادي قلب دايب
    واللي كان مغرور وشايب
    واللي بين الناس وهايب
    داهية تلم العفش
    اللي نادي وكان مواسي
    واللي شاف الكون نواصي
    واللي شد حيله قاسي
    اصله كان موهوم وعاصي
    داهية تلم العفش
    اللي شاذ ويقول محبة
    اي شاب واي شابة
    واللي عاش مخنوق وخبي
    يرمي كلمة زي دبة
    داهية تلم العفش
    سطر الاحلام في ثانية
    عاشها حاسد وهية فانية
    قال بان الكون ده منية
    بكرة اخرة بعد دنيا
    بقلم .محمد عباس
  • حلب مدرسة اجدادي

    حلب مدرسة اجدادي

    حلب مدرسة اجدادي

    اصيغ حروف الابجديه
    ومن غيري يقرأء الفنجان
    من غرق في بحر معانيها
    من عزفها قيثارة السماء
    وانغامها في الارض طربا
    ويصدحها نجوم الغناء
    معانيها بالثغر شهدأ
    فتشفي عليل الزمان
    تاريخ حلب فصاحتها
    تتوهج كالؤلؤ والمرجان
    والشهباء انا شاعرها
    و قصائدي تثمل قارئها
    والعاشق يحتسيها بأدمان
    ومدائحي بالحبيب محمد
    وللذاكرين سفينة النجاة
    واستغفر الله بكل لحظة
    ومحرابي تلاوة القرأن
    من يسخر بقصيدة اشعاري
    من يدخل قبره اشلائي
    من يعبث بحروف امجادي
    فأصفعه بسيوف لغاتي
    فصاحتي بالهيجاء فوارسها
    والجاحظ يفخر بأشعاري
    ومن ذا الذي يعبث بقافيتي
    من ذا الذي يفقد الحياة
    والرشيد يحتسيها خمرا
    ويرشفها دون كاس
    شعراء العصر ترتجي
    فلا ناقدا لهذا الكتاب
    وعصورأ من بعدي تقتدي
    والشهبا مدرسة الاجيال

    الدكتور زهير سنده

    من ديوان همسات عاشق
    اصدارات دار الوهيبي للنشر والتوزيع
    رقم الايداع 2022/25409
    ترقيم دولي 6-63-8952-977-987

error: Content is protected !!