أكثر من 110 شهداء حصيلة الشهداء جراء عملية الاحتلال في خانيونس منذ صباح أمس
تأميم قناة السويس
ومن أهم مكاسب ثورة 23 يوليو المستدامة هو تأميم قناة السويس ولم يكن تفكير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تأميم أهم ممر ملاحي على مستوى العالم محض صدفة وإنما كان أمرًا يشغل باله وخاطرة منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 رغبة منه في استرجاع الحقوق المصرية المسلوبة وفرض السيادة الكاملة على قناة السويس المرفق الملاحي الأهم في الربط بين الشرق والغرب والتي لا يتجاوز نصيب مصر من أرباحها الفتات بنسبة لا تتعدى 3 % فقط وقتها.
ردود الأفعال بعد تأميم القناة
وعقب اعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس حين قال الجملة الشهيرة: عندما قال: «تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية» قامت على الفور هيئة المنتفعين بقناة السويس بسحب المرشدين الأجانب بالقناة لإثبات أن مصر غير قادرة على إدارة القناة بمفردها، إلا أن مصر أثبتت عكس ذلك واستطاعت تشغيل القناة بإدارة مصرية كان على رأسها مهندس عملية التأميم محمود يونس بمرافقة زميليه عبد الحميد أبو بكر ومحمد عزت عادل.
كما قامت كلاً من فرنسا وإنجلترا بتجميد الأموال المصرية في بلادهما، في وقت كان للحكومة المصرية حساب دائن بإنجلترا من ديون الحرب العالمية الثانية يقدر في تاريخ التأميم بنحو 135 مليون جنيه استرليني، فيما قامت الولايات المتحدة بتجميد أموال شركة القناة لديها، وكذلك تجميد أموال الحكومة المصرية حتى تتضح الأمور فيما يتعلق بمستقبل شركة قناة السويس، وكانت أموال الحكومة المصرية هناك تقدر بنحو 43 مليون دولار، أي ما يعادل نحو 15 مليون جنيه مصري وقت التأميم. وبلغ مجموع الأموال المصرية التي تقرر تجميدها في إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة ما يزيد على القيمة المالية لشركة قناة السويس، كما قررت الولايات المتحدة وقف تقديم أي مساعدة مالية أو فنية لمصر، وضغطت كلاً من من فرنسا وإنجلترا على سويسرا لتتعاون معها عن طريق تجميد الأموال المصرية لديها، ولكنها لم تستجب لذلك.
أهم المشروعات الوطنية
وتظل قناة السويس واحدة من أهم المشروعات الوطنية التي ارتبطت بالاقتصاد المصري، منذ بدء حفر القناة عام 1869 وحتى إعلان الرئيس جمال عبد الناصر تأميم القناة عام 1956، وبخلاف المكاسب التي حققها القرار على المستوى السياسي، أصبحت قناة السويس أحد الروافد الأساسية لتوفير العوائد الدولارية للموازنة العامة للدولة، بجانب القطاع السياحي والصادرات، باعتبارها أهم ممرات الملاحة البحرية في العالم.
بقلم.محمد محمود
اخبار اليوم