بين الصمت والعناد
بقلم: غادة شمس
ما أبلغ الصمت عتابا
فى وجه الاغتراب
إلى أن تمادت ظلماتُه
فانقلبَ أشباحا
تعربدُ فى الفضاء
على صفحةِ خسوفِ قمرٍ
ضلَ فى قلبِ الصحراء
فغيرَ تقويمَ الحبِ
فصار دمعا وشتاء
لا فرق من منا أجج العذاب
فعنادنا كفرٌ أورثَ حبنَا الفناء
وله استسلمنا و نقضنا مواثيقَ الوفاء
ظننا أنّا سنسرق من القدر الهناء
بعدما قتلنا وليدَنا وواريناه التراب
وجلسنا فى كبرياءٍ نتقبل العزاء
ما أحوجَ صمتنا الآن إلى صرخةٍ
و بكاءِ
طفلين تمسكا بدميةٍ و كتاب
بعدما فقدا الأهلَ و الأحباب
فيهما استودعا أحلاما بريئة
تحوطُها سنابلُ قمحٍ من حقولِ النقاء
فزينَ لهما الشيطانُ حرقَ الحصاد
فاجتثا أصلَ الشجرِ الثابتِ فى الأرض
وفروعَه الممتدةَ للسماء
فهَرِم الطفلان فى أوج الشباب
وخَضبا بالدماء شَعرا ًشاب .