الجنرال الذهبي “يوم الشهيد”
اعداد. نجاح حجازي
تحيي مصر اليوم التاسع من مارس من كل عام، ذكرى يوم الشهيد، الذي يوافق ذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض “الجنرال الذهبي” رئيس أركان حرب الجيش المصري عام 1969،
وتحل اليوم،الذكري 54 لإستشهاده.
كان البطل الشهيد وحتي رحيله نموذجا لنمط القيادة داخل قواتنا المسلحة الباسلة،ويبقي يوم استشهادة محفورا،في الوجدان الوطني المصري والعربي، بحروف نورانية.
وخلال السنوات الأخيرة، وبسبب العمليات الإرهابية التي شهدتها مصر خاصة في سيناء وسقط على إثرها الآلاف من ضباط الجيش والشرطة شهداء ومصابين، حرصت مصر على إحياء هذا اليوم والاحتفاء به.
كان الفريق عبد المنعم رياض أحد القيادات العسكرية البارزة التي تم تكليفها بمهام إعداد وقيادة الجيش المصري عقب هزيمة حرب 1967.
بدأت مسيرته العسكرية في عام 1941 عين في سلاح المدفعية، وألحق بإحدى البطاريات المضادة للطائرات في المنطقة الغربية، حيث اشترك في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا وإيطاليا.
وخلال عامي 1947 – 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك.
في عام 1951 تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات وكان وقتها برتبة مقدم.
في عام 1953 عين قائدا للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية.
وبداية من يوليو 1954 وحتى أبريل 1958 تولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية.
في 9 أبريل 1958 سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفيتي لإتمام دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا، وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز، عام 1960 بعد عودته شغل منصب رئيس أركان سلاح المدفعية.
تولي في عام 1961 تولى منصب نائب رئيس شعبة العمليات برئاسة أركان حرب القوات المسلحة وأسند إليه منصب مستشار قيادة القوات الجوية لشؤون الدفاع الجوي.
اشترك في عامى 1962 و1963 وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات حصل في نهايتها على تقدير الإمتياز. وفي عام 1964 عين رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة.
رقي في عام 1966 إلى رتبة فريق, وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا, وحصل على زمالة كلية الحرب العليا. كما حصل على العديد من الأنواط والأوسمة ومنها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ونوط الجدارة الذهبية ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى ووسام نجمة الشرق.
عين الفريق عبد المنعم فى مايو 1967 وبعد سفر الملك حسين للقاهرة للتوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك، قائدا لمركز القيادة المتقدم في عمان، فوصل إليها في الأول من يونيو 1967 مع هيئة أركان صغيرة من الضباط العرب لتأسيس مركز القيادة.
وحينما اندلعت حرب 1967 عين الفريق عبد المنعم رياض قائدا عاما للجبهة الأردنية.
اختير في 11 يونيو 1967 رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها.
حقق عبد المنعم رياض انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس وذلك في آخر يونيو 1967، وكانت من أوائل المعارك التي قام بها الجيش المصري بعد الهزيمة، ومن أهم معارك حرب الاستنزاف حيث كانت تحمل إشارات مهمة أن الجيش المصري بدأ الخروج من تداعيات الهزيمة.
قصة استشهاد الفريق عبد المنعم رياض
في يوم 8 مارس 1969، شنت المدفعية المصرية قصفا لنقاط العدو في خط بارليف، وحققت نتائج مبهرة، وفي اليوم التالي قرر الفريق أول عبد المنعم رياض أن يكون هناك على الجبهة بين جنوده وضباطه وفي أقرب المواقع تقدما من قوات العدو باتجاه المعدية رقم 6 بالإسماعيلية في الخطوط المتقدمة، وهي وحدة مشاه تبعد عن مرمي النيران الإسرائيلية 250 مترا.
وفور وصول رئيس الأركان الأسبق إلى الإسماعيلية، استقل سيارة عسكرية إلى الجبهة، وأصر على زيارة المواقع الأمامية التي لا يفصلها عن العدو سوى قناة السويس.
وفجأة انهالت دانات المدافع الإسرائيلية بعد وصول الفريق أول عبد المنعم رياض للموقع المتقدم وهو يتحدث عن جنوده ويسمع منهم، وتجددت اشتباكات المدفعية وتبادل الجانبان القصف، وراح الشهيد يشارك في توجيه وإدارة المعركة النيرانية،وخلال تواجده سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من موقعه استشهد على إثرها.
وخرجت جنازة الفريق رياض في اليوم التالي يتقدمها الرئيس جمال عبد الناصر وبرغم أنها كانت جنازة عسكرية إلا أن مئات الآلاف من المواطنين شاركوا في تشييعه في أكبر جنازة عسكرية وشعبية تشهدها مصر في ذلك الوقت.
