عظيمة .. يامصر
اعداد. محمد سليمان
عيد الحب عند المصريين
القدماء
المصريون القدماء هم أول من خصصوا يوماً للحب وكانوا يتبادلون فيه الهدايا وباقات الورود فقد تم رصد صور منها عبارة عن عشرات القصص سجلتها جدران المعابد والمقابر الفرعونية وأوراق البردي تخليدا لعظمة الحب في عصر الفراعنة الذين وضعوا العديد من قيم الحياة والبعث، وسبقوا العالم في تقديس المرأة وكسر أعراف المجتمع من أجل الحب والزواج ومنهم ضاربين أروع الأمثلة في تقديس المرأة.
يوجد عشرات القصص الدالة على ذلك نحكى منها قصة أسطورة “إيزيس وأوزوريس” وهى رمزًا للحب والوفاء وهى من المعتقدات ..
بداية:
فقد كان إلهة السماء إسمها نوت وإله الأرض وإسمه جب وكانوا أخوات وتم الزواج بينهما وكانت الأبناء ولدين وبنتين وهما : إيزيس وتزوجت أخوها (إيزوريس) .. ونفيتيس والتى تزوجت أخوها (ست).
إيزيس وأوزريس كانا رمزاً للحب والوفاء .. أما ست فكان رمزاً للشر وغدر بأخيه أوزوريس فقد كان يبغض فيه جمال وجهه ورجاحة عقله وحمله رسالة المحبة والخير بين البشر.
فدبر ست مكيدة للقضاء عليه واتفق مع أعوانه من معبودات الشر، على أن يقيموا لأوزوريس حفلًا تكريمًا له ثم أعد تابوتًا مكسى بالذهب الخالص بحجم أوزوريس وزعم أنه سيقدمه هدية لمن يكون مرقده مناسبًا له ورقد فى التابوت كل الضيوف ولم يكن مناسبًا لأى أحد حتى جاء دور أوزوريس فأغلق عليه ست التابوت وألقوه فى نهر النيل.
وبذلك قام ست شقيق إيزوريس بالتخلص منه وإغتصاب العرش وقامت إيزيس تبحث عن جثة زوجها حتى عثرت عليها على الشاطىء الفينيقي 🇱🇧لبنان في مدينة جبيل فقد نمت شجرة ضخمة إحتوت التابوت الحامل لجثة أوزوريس وكانت فى تلك المدينة ملكة جميلة تسمى الآلهة عشترون عندما خرجت إلى الشاطىء تتريض وحين أبصرت الشجرة أمرت بقطعها واستخدامها عمود فى وسط قصرها ..
ولكن ست أفلح في سرقة الجثة وقطعها إلى اثنين وأربعين جزءًا ووزعها على أقاليم مصر ..
ولم تستسلم إيزيس وتمكنت من جمع أشلاء زوجها، فحبلت وولدت حورس، وأصبح أوزوريس ملكًا في مملكة الموتى.
فقد بكت إيزيس على أوزوريس وبحثت عنه على طول شاطيء النيل واختلطت دموعها بماء النيل حتى فاض النهر وبينما كانت تجلس بين سيقان البردى في الدلتا همس في أذنيها صوت رياح الشمال تبلغها بأن المعبود أوزوريس ينتظرها على شاطئ بيبلوس فذهبت واستضافتها عشتروت وكانت إيزيس تحول نفسها كل مساء بقوة سحرية إلى نسر مقدس تحلق في السماء وتحوم حول شجرة زوجها أوزوريس حتى حدثت المعجزة وحملت إيزيس بالطفل حورس من روح أوزوريس ورجعت به إلى مصر تخفيه بين سيقان البردي في أحراش الدلتا حتى كبر وحارب الشر وخلص الإنسانية من شرور ست.
وقامت إيزيس بتربية وحماية إبنها حورس حتى أصبح منافساً لست على العرش وانتهى صراع ست مع حورس بانتصار حورس، مما أعاد إلى مصر النظام الذي افتقدته تحت حكم ست كما قام حورس بعدها بإتمام عملية إحياء أوزوريس.
إسطورة إيزيس وإيزوريس تمت رؤيتها مع نصوص الأهرام وهى أقدم نصوص فرعونية دينية وهى موجودة داخل الأهرامات لحماية الفرعون ومساعدته فى الآخرة وفى الإنبعاث مرة أخرى .
تعتبر اسطورة إيزيس و أوزوريس جزء من الأدب والثقافة وتعليم القيم الجميلة وعدم التربص بالشر ومحبة الأخوة ومحبة المرأة لزوجها ومساعدته دائماً والبقاء على الحفاظ على العهد بينهما حتى بعد الموت .. وهذا الإسلوب جعل الحياة المصرية القديمة أكثر رقياً وأمناً وهذا كافى لبناء مجتمع قوى ..
وبذلك أصبحت تلك القصة الإسطورة رمزاً من رموز الأدب المصري القديم الملئ بالحكم والمعانى الجميلة.
نقل وإعداد لحق المعرفة بالريادة المصرية فى صناعة الحب والوفاء وكيف أن كثيراً من العبادات فى الديانات المصرية القديمة يرجع أصلها إلى هذه الإسطورة.