اتسع الفتق على الراتق !!
بقلم د .صالح وهبة
ما يحدث هذه الأيام من انفلات أخلاقي واسع المدى هو شيء مخيف ومرعب للغاية وناقوس خطر يدق في آذان البشر ،
واستمراره وتفحله وانتشاره وتزايده بمتوالية هندسية يجعلنا ندخل في نفق مظلم نتوه فيه ولا أحد يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى .
نحن نعيش في زمن غريب يتزاوج فيه الانفلات الأخلاقي مع الأنانية لتتوالد الجرائم التي نصحو ونمسي عليها فكثيرا ما ن سمع عن أم تذبح أبناءها والأبناء الذين ينقضون على والديهم والأب الذي يضاجع ابنته والزوجة التي تتفق مع عشيقها لقتل زوجها .
عم الفساد في الأرض ، أصبحنا نستنشق الفساد مع الهواء ، أصيب المجتمع بتليف في رئتيه من هذه الملوثات التي باتت تكون سحب سوداء مخيفة في سماء المجتمع .
مجتمع تزايد فيه أعداد من يلبسون عباءة “مختل نفسيا“ليتخذوها منفذ لتبرير جرائمهم في قطع رقاب الأبرياء وهم يعتقدون بأفعالهم الإجرامية هذه يقدمون خدمة لله .
نعيش عصر إفلاس القيم ،افتقرنا الى المباديء والفضائل وحل محلها الفضائح والانحلال .
أصبح شغلنا الشاغل البحث عن الشهوات واللذات والحب الزائف المفعم بالأنانية .
فكثيرا ما نسمع عن شاب يقتل فتاة عمدا مع سبق الإصرار بحجة أنه كان يحبها ويريدها لنفسه. والسؤال الذي يطرح نفسه
“من وراء هذا الفساد؟”
أولا : التقليد الأعمى
لا شك أن مراكب الشر اذدادت وباتت تعوم بالشباب وتغرقهم في بحر التقليد الأعمى والملذات والشهوات والأفلام الإباحية التي تبث عبر القنوات والمسلسلات الهابطة وأفلام الرعب والقتل والألعاب التي تؤدي إلى الانتحار وغيرها .
على سبيل المثال نجد الشاب الذي يحلق نصف شعره والبعض يربطه من الخلف والآخر يترك شعره طويلا من الأمام ثم يقوم بتقصيره بالتدريج من الخلف مثل هرم سقارة
ومنهم من يتركه منسابا ومستدلا على عينيه ، ناهيك عن البنطلون المرقع والممزق وخلافه.
ثانيا :غياب التربية والتوعية الدينية
المشاعر تبلدت ، الضمير الإنساني في إجازة مفتوحة ،أصبح الشاب يعشعش فيه الملل ويلتمس له مهربا وفي محاولة يائسة يذهب برجليه الى سيجارة وكأس ولفة مخدر وقرص منوم ويلجأ إلى ألف مسكن ومسكن للأعصاب ثم يصاب بالاكتئاب الذي يوصله لارتكاب الجرائم وفي النهاية قد يلتمس له العذر بهذا القول : “معلهش ده مريض نفسيا “.
احنا رايحين على فين؟! !
ثالثا: انتشار جريمة الفكر
الدفاع عن القاتل واستضعاف الفتاة وتحميلها الذنب بحجة اللبس أو بحجة عدم قبولها لحب المتحرش والسعي إلى تبرير هذا الذئب البشري بحجج واهيه (هو في حد ذاته جريمة نفسية لا تقل في خطورتها عن الجريمة الحقيقية لأن قتل الفكر يسبق ويمهد لقتل الفعل )
ولو تم السكوت على ذلك لانفلت زمام الأمور ونكون قد حفرنا لأنفسنا قبورا بأيدينا . ويكون “اتسع الفتق على الراتق “
العلاج
لا نستطيع أن نخرج من عنق الزجاجة هذه إلا بالرجوع الى الدين الذي نستمد منه المبادي والقيم السامية
والتدين الذي يجعلنا أقرب إلى الله ويوقظ ضمائرنا ويحرك فينا أفعال الخير .
وهذا يكون على عاتق رجال الدين المتخصصين بنشر الوعي الديني وتجديد الفكر وفتح نوافذ حرية الرأي وقبول الآخر.
نحتاج تجديد الفكر الديني قبل الخطاب الديني .
نحتاج توعية في مدار سنا لنشر التسامح والمحبة التي تدعو اليهما جميع الأديان السماوية .
منع الاشخاص الذين يدعون الفهم والمعرفة بأمور النصح والإرشاد الديني ليتركوا المجال لعلماء الدين المتخصصين لأن فاقد الشيء لا يعطيه حتى لو أعطاه يجهله.
نريد إعلام نقي .. نريد من صناع السينما والمسلسلات والمسرحيات منتج نقي بعيد عن إثارة الغرائز ويكون له هدف واضح ومفيد في الحياة .
نتمنى اهتمام الأسرة بأبنائها وجمعهم حولها كما كانت في الماضي .
نريد عودة المدرسة إلى أبنائها وتفعيل مادة التربية الاخلاقية عمليا .
مراجعة” فكرة مختل عقليا ” تلك الثغرة التي تبرر من خلالها أفعال الجناة .
وفي النهاية
نبغى سلام يسكن فينا ويتغلغل في وجداننا حتى ننعم بسلام خارجي نعيشه.
نريد علماء نفسيين متخصصين لعلاج مرضى وسواس الحب .
تطبيق قانون رادع لتوقيع أقصى عقوبةللمتحرش.
يجب حفظ كرامة المرأة وحمايتها من الذئاب البشرية فهى ممكن تكون أمك أو زوجتك أو أختك أو بنتك.
حفظ الله مصرنا الحبيبة من هذه المركبة الشيطانية..