انقلاب المفاهيم
تابعتُ كغيري ردّ طالبة التربية الرياضية وهي تبرر رقصها إبان حفلة التخرج، وهالني غياب الاحتكام إلى الحلال والحرام عند الناس، إذ ترى البنت أنّ ما فعلته من رقصٍ (عادي) وأنها كانت (محترمة) في رقصها فلم تتمايل بخلاعة, وشدّدت على أنها فعلت كما يفعل (أكثر) الناس في أفراحهم، ثم تساءلت: لماذا يُنكر الناس عليها الرقص مع احترامه الملحوظ في زعمها. لتعلمي يا بنيتي أنّ ما فعلتِه حرام وليس عاديًا، سيظل حرامًا ولو فعله كل الناس بهذه الصورة، ليس ثمة رقصٌ أمام الناس والغرباء – ويوصف بالاحترام، فلا تقلبي المفاهيم.وإني لأعجب أيما عجب من طلاب يستقبلون نعمة الله بالتخرج بالمعصية والرقص وأغاني المهرجانات، والتمايل والاختلاط، بئس والله شكر النعمة منهم، غاب الحياء، وانكشف ستر الرُقي والترفع، وتجرأ الناس على الجهر بالمعصية، مع وعيهم بأنها ذنب وإثم.
إن الحلال بيّن وكذلك الحرام، فليُحكِّم كل إنسان هذين المعيارين قبل كل فعلٍ، والرقص (كل الرقص) حرام حرام بكل درجات التمايل فيه – مادام هذا الرقص سيشاهده رجل لا يحل له ذلك، ليس في شرعنا شيء عادي وغير عادي، بل حرام وحلال، أرجعوا الميزان إلى نصابه حتى لا يختل منطق الاحتكام لدى الناس.
طعمُ الفرح مع المعصية علقم، ولن تُزهر وردةُ فرحٍ سُقيت بماء الإثم، ولا تثمر حياة بدأت بخطيئة، ومتى كان الرقص بابتذالٍ تعبيرًا عن الفرح!
ملاحظة: كل فرحةٍ هذه الأيام معجونة بالمرّ والأسى، مخلوطة بالدم، كيف يسعد أحدٌ ويعلن فرحته مبالغًا فيها مع ما يحدث للناس في غazة! كأن الدماء ماء!
انقلاب المفاهيم
بقلم د.عبدالله حمدي عبد الغني
بكليه آداب جامعه دمياط قسم اللغه العربية