عن رؤيا السيدة عاتكة في مكة

 عن رؤيا السيدة عاتكة في مكة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد كانت هنا رؤيا صادقة من السيدة عاتكة بنت عبد المطلب، عمة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت مشركة في ذلك الوقت، وقد اختلف بعد ذلك في إسلامها، ولكن الراجح أنها لم تسلم، وقد رأت السيدة عاتكة قبل أحداث عزوة بدر رؤيا خوفتها، فأرسلت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، لتحكي له الرؤيا، وكان العباس مشركا في ذلك الوقت، فقالت له يا أخي، والله لقد رأيت الليلة رؤيا أفظعتني، وتخوفت أن يدخل على قومك منها شر ومصيبة، تكتم علي ما أحدثك؟ قال لها وما رأيت؟ قالت رأيت راكبا أقبل على بعير له حتى وقف بالأبطح، ثم صرخ بأعلى صوته، ألا انفروا يا آل غدر لمصارعكم في ثلاث، يعني يدعو آل قريش للخروج إلى المصارع في ثلاثة أيام.

قالت ثم كرر هذا النداء في مناطق مختلفة حول الكعبة، ومن على جبل أبي قبيس، ثم أرسل صخرة فأقبلت تهوي، حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارتضت، أي تفتتت، فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلته منها فلقة، قال العباس، والله إن هذه لرؤيا، فلا تذكريها لأحد، ثم خرج العباس بن عبد المطلب، فلقي الوليد بن عتبة، وكان صاحبه، فذكر العباس له الرؤيا وقال له لا تذكرها لأحد، فأخبر الوليد بن عتبة أباه عتبة بن ربيعة بالرؤيا وقال له لا تقل لأحد، وهكذا انتشر الأمر في قريش، حتى وصل إلى أبي جهل وكان العباس بن عبد المطلب في ذلك اليوم ذاهبا ليطوف بالبيت الحرام، فلقيه أبو جهل مع المشركين، فقال له أبو جهل يا بني عبد المطلب، متى حدثت فيكم هذه النبية؟ فأراد العباس أن ينكر فقال له وما ذاك؟

قال أبو جهل تلك الرؤيا التي رأت عاتكة، قال العباس بن عبد المطلب، وما رأت؟ قال أبو جهل، يا بني عبد المطلب، أما رضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم، قد زعمت عاتكة في رؤياها أنه قال، انفروا إلى مصارعكم في ثلاث، فسنتربص بكم يا بني عبد المطلب، هذه الثلاث، فإن يك حقا ما تقول فسيكون، وإن تمض الثلاث ولم يكن من ذلك شيء، نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب، وكانت هذه فرصة لأبي جهل ليشمت في بني عبد المطلب، فإن الصراع طويل جدا بين بني مخزوم وهى قبيلة أبي جهل، وبين بني هاشم وهى قبيلة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسبحان الله، مر يومان، وفي اليوم الثالث وأبو جهل يستعد للشماتة في بني عبد المطلب جاء ضمضم بن عمرو الغفاري.

الذي بعثه أبو سفيان وهو يصرخ، يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث الغوث، فنفر كل أهل قريش، وتحققت رؤيا عاتكة، وعلى الجانب الآخر جيش المؤمنين في ليلة بدر، قد رأى الرسول صلى الله عليه وسلم، رؤيا في منامه، أن الكفار أقل من العدد الذي أحصوه قبل ذلك، وذكر ذلك للصحابة فاستبشروا كثيرا، وثبتتهم هذه الرؤيا، ويقول الله سبحانه وتعالى فى كتابة الكريم “إذ يريكهم الله منامك قليلا”

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!